تشهد الضفة الغربية المحتلة إضرابًا عامًا، اليوم الأربعاء، تنديداً باغتيال المسؤول الكبير في حركة حماس صالح العاروري، الذي اغتيل في هجوم إسرائيلي نُفّذ في لبنان يوم الثلاثاء.
ويشمل الإضراب العام في الضفة الغربية إغلاق جميع الشركات والخدمات، بما في ذلك المحلات التجارية والبنوك والمرافق التجارية والمؤسسات العامة، مع تعطل جزئي لحركة النقل.
وتم استهداف العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس عمليات الحركة في الضفة الغربية، في العاصمة اللبنانية بيروت مع ستة آخرين على الأقل.
وأظهرت لقطات نشرتها وسائل إعلام محلية حطام عدة مركبات محترقة في جنوب بيروت، بينما تجمعت حشود في مكان قريب بعد الهجوم.
وبدوره، أدان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الانفجار ووصفه بأنه “جريمة إسرائيلية جديدة”.
الضفة الغربية في حالة حداد
وأوضح ناشط سياسي من الخليل أن جميع المدن في الضفة الغربية المحتلة شهدت حالة من “الحزن والحداد” على مقتل العاروري، قائلاً: “لقد كانت جريمة جبانة. لقد كان الأمر محزناً، خاصة هنا في الخليل، فهذه المدينة احتضنت العاروري لفترة طويلة”.
وأضاف، “إن هذا الإضراب يدل على دعم الشعب الفلسطيني للمقاومة و تنديده بجرائم الاحتلال في غزة والضفة الغربية”.
وتابع، “ما حدث يدل على أن الاحتلال فشل ولم يحقق أي إنجازات تذكر في غزة، مما اضطر الاسرائيليين للذهاب إلى بيروت بدلا من ذلك، لقد كانت جريمة حرب منظمة في لبناننا الحبيب. وإننا ندعو الجميع في كل أنحاء العالم إلى محاسبة إسرائيل أمام المحاكم الدولية”.
وقالت ماجدة طميسة، وهي من الخليل أيضًا، إن الإضراب الشامل هو أقل ما يمكن القيام به حيال اغتيال العاروري، موضحة أن “الاحتلال يعتقد أنه بقتل شخصيات بارزة مثل العاروري، فإنه يقتل العزيمة الفلسطينية، لكنهم لا يعرفون أن الآلاف سيأتون خلف العاروري، وأنه طالما هناك احتلال ستكون هناك مقاومة”.
ووصف سهيل ناصر الدين، من سكان الخليل، اغتيال العاروري بأنه جريمة وحشية، ودعا القادة في لبنان إلى التحرك، قائلاً: “ندعو الناس في جنوب لبنان إلى التحرك بسبب هذا التصعيد الخطير… أن يحدث هذا في قلب الضاحية، وفي ظل وجود قوي لحزب الله، أين أنتم؟”.
وتعهد المسؤولون الإسرائيليون مراراً وتكراراً بمهاجمة قادة حماس خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك لبنان وقطر وتركيا، في أعقاب الهجوم الذي وقع في 7 تشرين الأول/ أكتوبر على جنوب إسرائيل.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أصدر تعليماته للموساد، جهاز المخابرات الإسرائيلي، “لاغتيال جميع قادة حماس أينما كانوا”.
دعوات للتظاهر
وفي أعقاب اغتيال العاروري، انتشرت أيضًا دعوات واسعة النطاق للتظاهر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث دعت الأحزاب والفصائل الفلسطينية إلى العمل المشترك وتنظيم مسيرات احتجاجية ضد الجرائم الإسرائيلية.
ومساء الثلاثاء، خرج المئات من الأشخاص إلى شوارع رام الله، مسقط رأس العاروري، للتظاهر والتنديد بجريمة اغتيال العاروري ورفاقه، وسط إشادة الكثيرين بدوره في المقاومة ضد إسرائيل.
وكان العاروري قد قضى 18 عاماً في السجون الإسرائيلية قبل إطلاق سراحه عام 2010 وترحيله إلى سوريا، ثم عاش بحرية نسبياً داخل بيروت، بالرغم من إدراجه على قائمة الإرهاب الأمريكية في عام 2015 حيث خصصت واشنطن مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يأتي برأسه.
ويشكل اغتياله يوم الثلاثاء تصعيداً خطيراً من جانب إسرائيل، سواء ضد قيادة حماس في الخارج أو ضد حزب الله.
وقد شارك حزب الله اللبناني في مناوشات عديدة على الحدود الجنوبية للبنان، حيث شنت هجمات دورية ضد القوات الإسرائيلية.
وأدت الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 100 من مقاتلي حزب الله وما يقرب من عشرين مدنياً، بينهم أطفال وكبار السن والعديد من الصحفيين، وفقا لمصادر تابعة لحزب الله.