إعدام تاريخ غزة.. المكتبة العامة الرئيسية في غزة من ضحايا العدوان الإسرائيلي

أصابت حالة الدمار الذي ألحقه العدوان الإسرائيلي بالمكتبة العامة الرئيسية في غزة السكان بالصدمة والذهول.

وأعلنت السلطات في غزة يوم الاثنين أن وقف القتال ضمن الهدنة المؤقتة التي دخلت حيز التنفيذ في 24 تشرين الثاني/نوفمبر كشف أن المكتبة العامة كانت من بين العديد من المباني المدنية التي دمرت خلال العدوان.

وندد المسؤولون الفلسطينيون بقصف المبنى ووصفوه بأنه “محاولة متعمدة لتدمير الوثائق والكتب التاريخية”، في حين نشرت بلدية غزة صوراً للمبنى المدمر والكتب المتناثرة على الأرض.

وكان المواطنون الفلسطينيون بمن فيهم طلبة المدارس يرتادون المكتبة بشكل منتظم قبل بدء الحرب في 7 تشرين الأول / أكتوبر.

وأظهرت لقطات فيديو نشرتها وكالة ستوريفول وهي منصة معلومات وتحقق من المصادر المفتوحة المبنى المدمر والكتب المتهالكة على الرفوف المنهارة.

ودعت السلطات البلدية في غزة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إلى “التدخل وحماية المراكز الثقافية وإدانة استهداف الاحتلال لهذه المرافق الإنسانية المحمية بموجب القانون الإنساني الدولي”.

من جهته، قارن موقع Literary Hub، وهو موقع ثقافي تم إطلاقه عام 2015، بين قصف المكتبة في غزة وتدمير المكتبة الوطنية والجامعية للبوسنة والهرسك خلال هجوم نفذته قوات صرب البوسنة عليها عام 1992.

وقال الموقع في بيان له أن “التدمير المتعمد للمكتبة العامة الأساسية في غزة هو تذكير صارخ بأن الإبادة الجماعية لا تقتصر على الحياة البشرية لكنه يتعلق أيضًا بالتدمير المقصود والانتقامي في كثير من الأحيان، لثقافة الشعب ولغته وتاريخه”.

وأضاف أن تدمير إسرائيل للمواقع الثقافية والتاريخية في غزة هو “وسيلة لإسرائيل لمحو كل دليل على الحياة الإنسانية الفلسطينية”.

وعبر المتابعون على الإنترنت عن مشاعر الحزن لفقدان المكتبة العامة، متداولين مصطلح “الإبادة الثقافية” لإظهار أن إسرائيل تمارس “الإبادة الجماعية الثقافية” على قدم وساق.

وكتب أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي: “باعتباري شخصًا قُتلت شقيقته بعد محاولتها إنقاذ الكتب من المكتبة الوطنية المحترقة في سراييفو المحاصرة في عام 1992، فإنني أتألم من أعمال التدمير الدنيئة هذه، الكتب لها معنى حقيقي وآخر رمزي، وبمجرد فقدانها يشعر الناس بالضياع”.

ومنذ بداية الحرب، تضرر أكثر من 60,000 مبنى في غزة بينها معظم المباني في الشمال.

وفي حين أدى القصف إلى تدمير 56450 وحدة سكنية، بحسب المرصد الأورومتوسطي، فقد لحقت أضرار أيضًا بدور العبادة ومكاتب الإعلام والمستشفيات والجامعات.

ومن بين المباني التي قصفتها إسرائيل الجامعة الإسلامية في غزة والتي زعم الجيش الإسرائيلي أنها كانت “موقع تدريب مركزي لمهندسي حماس ومؤسسة تدريب لتطوير وإنتاج الأسلحة”.

وأظهرت مقاطع الفيديو التي تم تداولها عبر الإنترنت طائرات مقاتلة إسرائيلية تستهدف الحرم الجامعي في مدينة غزة، وبحسب المرصد الأورومتوسطي، فقد دمرت الغارات ما لا يقل عن 266 مدرسة.

ولفتت المنظمة الحقوقية إلى تعرض أقدم مسجد في غزة، وهو المسجد العمري الكبير، المشهور بمئذنته التي يعود تاريخها إلى 1400 عام، لأضرار إلى جانب ثلاث كنائس تاريخية، من بينها كنيسة القديس برفيريوس، التي شيدت عام 407 ميلادي.

ووفقاً للمرصد فقد استهدف العدوان الإسرائيلي مؤسسات ثقافية مختلفة بينها ما لا يقل عن ستة مراكز ثقافية وخمس مكتبات تم تدميرها وأبرزها المركز الثقافي الأرثوذكسي ومتحف القرارة الثقافي ومتحف رفح.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف المراكز الثقافية والمكتبات في القصف الإسرائيلي على غزة الذي سبق له أن حول مكتبة اقرأ الجديد في غزة إلى أنقاض في أيار / مايو 2021.

مقالات ذات صلة