أعلن تامر رمضان، المسؤول في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الثلاثاء أن ما لا يقل عن 10 آلاف شخص في ليبيا باتوا في عداد المفقودين وسط مخاوف من أن يكون آلاف آخرون قد لقوا حتفهم في عاصفة دانيال المدمرة التي ضربت ليبيا قبل ثلاثة أيام.
كما تأثرت كل من تركيا وبلغاريا واليونان بالعاصفة التي أدت إلى فيضانات على نطاق واسع وانهيار سدين في درنة شرق ليبيا التي كانت الأكثر تضرراً.
وتوقع رمضان، ارتفاع عدد القتلى بشكل كبير في الأيام المقبلة، وقال للصحفيين من تونس:” لا تزال فرقنا على الأرض تجري تقييمها، ومما نراه ومن الأخبار الواردة إلينا، فإن حصيلة عدد القتلى ضخمة، وقد تصل إلى الآلاف.”
وأضاف: “ليس لدينا رقم محدد في الوقت الراهن، لكن عدد المفقودين وصل إلى 10 آلاف شخص حتى الآن”.
بدوره، ذكر أسامة حمد رئيس وزراء حكومة شرق ليبيا الاثنين، إن ما لا يقل عن 2000 شخص غرقوا في الفيضانات في مدينة درنة وحدها، بسبب انهيار سدين قريبين، وهو ذات الرقم الذي أكده متحدث باسم القوات المسلحة المتمركزة في شرق البلاد مضيفاً أن عدد المفقودين يتراوح بين 5000 و 6000 شخص.
ولم تؤكد المصادر الطبية وقوع هذا العدد من الضحايا، فيما تحدثت المعطيات الواردة من مواقع أخرى أرقامًا أقل من ذلك بكثير.
وأعلن حمد درنة منطقة منكوبة، داعياً إلى الحداد لمدة ثلاثة أيام، مع تنكيس الأعلام إلى نصف السارية في جميع أنحاء البلاد.
وقال:” لا أبالغ عندما أقول إن 25% من المدينة قد اختفت، لقد انهارت العديد من المباني”، في حين أكد الوزير هشام شكيوات، وهو عضو لجنة الطوارئ بحكومة شرق البلاد، إن درنة تعرضت لدمار غير مسبوق.
وكشفت وسائل إعلام محلية النقاب عن أن سكان درنة لم يتمكنوا من الوصول إلى الكهرباء أو الاتصالات يوم الاثنين، مؤكدةً استمرار عمليات البحث والإنقاذ.
ووصف مسؤول بمجلس مدينة درنة الوضع في المدينة بأنه “كارثي” وبحاجة إلى “تدخل وطني ودولي”، فيما قال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، التابع لخليفة حفتر في الشرق، إن سبعة من أعضائه فقدوا بعد الفيضانات.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو حجم الدمار الهائل الذي تسببت به الفيضانات، حيث شوهد موظفو مستشفى في مدينة البيضاء وهم يجهدون لإزالة المياه التي غمرت مبنى المستشفى.
وعرضت مقاطع فيديو لقطات جوية لمساحات شاسعة من الأراضي مغطاة بالمياه، ومشاهد أخرى لمبانٍ سكنية في بلدة المرج وقد أحاطتها مياه الفيضانات.
وغمرت المياه أحياء بأكملها في شرق ليبيا متسببةً في انجرافات طينية هائلة وانهيار مبان.
وكان محمد مسعود، المتحدث باسم إدارة شرق ليبيا في بنغازي، قد ذكر في وقت سابق، إن “150 شخصا على الأقل لقوا حتفهم نتيجة السيول والأمطار الغزيرة التي خلفتها عاصفة دانيال في درنة ومنطقة الجبل الأخضر وضواحي المرج”.
وأضاف:” يضاف ذلك إلى الأضرار المادية الجسيمة التي لحقت بالممتلكات العامة والخاصة”.
وأظهرت لقطات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مواطنين تقطعت بهم السبل على أسطح سياراتهم، حيث أعلنت السلطات حالة الطوارئ القصوى، وأغلقت المتاجر والمدارس وفرضت حظر التجوال.
ويقول خبراء الأرصاد الجوية، أن العاصفة دانيال تشكلت فوق سواحل اليونان وبلغاريا مطلع الشهر الجاري واتخذت طريقها نحو جنوب البحر الأبيض المتوسط حيث ضربت ليبيا برياح زادت سرعتها عن 80 كيلومترا في الساعة مصحوبةً بأمطارٍ غزيرة.
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة إنها ستقدم “مساعدات إغاثة عاجلة لدعم جهود الاستجابة الدولية على المستويين المحلي والوطني”.
وتواصل توافد فرق الإنقاذ والمساعدات الدولية القادمة من العديد من دول العالم على ليبيا، حيث انتشرت فرق الإغاثة التركية التي وصلت على متن ثلاث طائرات في حين أعلنت الإمارات العربية المتحدة وقطر إرسال مساعدات إلى المناطق المتضررة.
وتنقسم ليبيا بين حكومتين، الأولى معترف بها من قبل الأمم المتحدة في طرابلس والثانية تتبع للجنرال المنشق خليفة حفتر في الشرق الليبي.
وتدعم تركيا وقطر حكومة طرابلس، فيما تدعم الإمارات حفتر، غير أن التقارب بين أنقرة وأبو ظبي قاد إلى تهدئة الصراع في ليبيا، على الرغم من استمرار التوتر.