أغلقت السلطات الإيطالية مركز الاستقبال المكتظ باللاجئين في لامبيدوزا بعد وصول 7000 لاجئ خلال 24 ساعة.
وأفادت منظمات غير حكومية إن آلاف المهاجرين احتجزوا في مرافق “غير ملائمة وغير إنسانية”، موضحةً أنهم حرموا من الحصول على الماء والعلاج الطبي رغم ارتفاع درجات الحرارة.
وتقع جزيرة لامبيدوزا في البحر الأبيض المتوسط بين تونس ومالطا وصقلية، وتعتبر نقطة الدخول الرئيسية للعديد من اللاجئين الذين يسعون للوصول إلى الاتحاد الأوروبي.
وأظهرت لقطات فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي رجال الشرطة الإيطالية المحتمين بالدروع والمدججين بالهراوات وهم يقتادون حشودًا من اللاجئين الأفارقة.
وأفادت منظمة سي ووتش بأن السلطات “تخلت” عن المركز يوم الأربعاء، تاركة مهمة توفير الغذاء والماء للمحتجزين للمجتمع المحلي في جزيرة لامبيدوزا الصغيرة.
وقال تامينو بوم، المنسق التكتيكي لمركبة Sea-Watch المجوقلة:” كانت السلطات تقوم بأمور أساسية جداً بينما كان الناس ينظمون أنفسهم ذاتيًا لتقديم المساعدة”.
وظل مركز الاستقبال، الذي كان يفترض أن يقوم بدور منشأة الاستقبال المؤقتة، يواجه اكتظاظًا كبيرًا يفوق ثمانية أضعاف طاقته الاستيعابية في الأشهر الأخيرة.
وكانت المفوضة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد دعت، عقب زيارة قامت بها للمركز في حزيران / يونيو، السلطات الإيطالية إلى تكثيف عمليات النقل من المركز إلى المرافق المجهزة بشكل أفضل في جميع أنحاء البلاد.
وأوضح بوم أن “المركز أصبح سجنًا، فطوال الصيف كان هناك ما بين ألف إلى ألفين شخص في المركز، بدلاً من 395 شخصًا فقط”.
وصل أكثر من 84,300 شخص عن طريق البحر إلى إيطاليا في الفترة ما بين 1 كانون الثاني/ يناير و23 تموز/ يوليو، بزيادة قُدّرت بـ 144% مقارنة بالعام السابق، حيث وصل 66% منهم مقارنة بـ 48% في نفس الفترة من العام السابق.
ووصفت منظمة سي ووتش المعنية بمراقبة انتهاكات حقوق الإنسان في وسط البحر الأبيض المتوسط حجم تدفق اللاجئين بغير المسبوق.
وترجع بعض أسباب هذا الارتفاع إلى زيادة عدد الوافدين من صفاقس في تونس، متجاوزة ليبيا كنقطة انطلاق رئيسية للاجئين الذين يحاولون عبور وسط البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.
وذكر فيليكس فايس، المتحدث باسم منظمة Sea-Watch:” لا أقول إن تونس هي مركز الهجرة الجديد، لكننا بالتأكيد نشهد تغييرا في طريق الهجرة”.
“نحن نشهد بالتأكيد تغييرًا في مسار الهجرة” – فيليكس فايس، المتحدث باسم Sea-Watch
وأضاف:” لقد أصبح بقاء الأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى في تونس أمراً خطيراً للغاية”.
وأوضح فايس، أن تعثر المفاوضات المشحونة بين تونس والاتحاد الأوروبي في موضوع اللاجئين قد يكون من بين الأسباب التي قادت إلى ارتفاع عدد الوافدين إلى جزيرة لامبيدوزا.
وأثارت صور طوابير القوارب الواهية التي تنتظر الرسو ومرافق الاستقبال المكتظة غضب الطليان على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين قرع الكثير منهم ناقوس الخطر بشأن غزو “أسطول من الأفارقة” للجزيرة.
وما أن تخلت السلطات الإيطالية عن مركز استقبال اللاجئين في لامبيدوزا حتى تُرك المحتجزون يتجولون في المدينة، ويختلطون بسلام مع السياح، بينما كان السكان المحليون يقدمون لهم الطعام والماء.
وفيما أظهر مقطع فيديو نشر على الإنترنت لاجئين وسكان محليين يرقصون معًا على أنغام فرقة بوب مارلي، وصف بوم اللاجئين بأنهم “في الواقع مسالمون وهادئون للغاية”.
وقال بوم: “قدرة الناس على التحرك بحرية في لامبيدوزا وعدم حبسهم خطوة كبيرة ووضع مختلف عما كان عليه الحال قبل بضعة أسابيع، عندما كان يصل في بعض الأحيان 5000 شخص في اليوم، ويتم حبس الجميع دون أن تتمكن من رؤية أحد”.
وبحسب سي ووتش، فإن ما جرى في لامبيدوزا هو نتاج طبيعي لحالة الانحدار المنتظم لنظام اللجوء الإيطالي.