إغلاق المدارس الإسلامية بالسويد يثير حزناً بين أطفال المسلمين

إغلاق المدارس الإسلامية بالسويد يثير حزناً بين أطفال المسلمين

أصاب الحزن الكثير من الأطفال المسلمين في السويد، بعدما قررت السلطات إغلاق مدارسهم في العاصمة ستوكهولم، تاركة أولياء الأمور في حيرة من أمرهم، أمام أسئلة الأطفال عن سبب عدم ذهابهم إلى المدارس مع أصدقائهم في العام الدراسي الجديد.

قال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، يوم الأحد، إن مسلمين تفاجأوا بإشعار مكتوب من إدارة التفتيش على المدارس السويدية في يوليو/تموز 2022، تخبرهم فيه بإغلاق مدرسة الأزهر الإسلامية الخاصة، بدعوى “سوء الإدارة”.

 

وقالت سمسم أحمد، وهي والدة لطفلين كانا يدرسان في مدرسة إسلامية، في تصريح للموقع البريطاني: “لقد تلقينا الإشعار قبل شهر واحد فقط، لم يعطونا مزيداً من التفاصيل، لقد كانت الدروس الإسلامية لا تتجاوز 5% من محتوى المناهج الدراسية بالمدرسة”.

 

نظَّمت سمسم وأولياء أمور مسلمون عدة احتجاجات خارج وزارة التعليم على هذه الخطوة، إلا أن السلطات مضت قدماً في تنفيذ القرار.

لم يقتصر الأمر على مدرسة “الأزهر” فحسب، بل هي المدرسة رقم 17 من بين 19 مدرسة إسلامية خاصة، أغلقتها السلطات في أنحاء مختلفة بالبلاد منذ عام 2019

كذلك أُغلقت معظم المدارس هذا العام ضمن حملة للحكومة السويدية تُوصف بأنها تنطوي على قمع المؤسسات الدينية الخاصة، وإن كانت هناك مدرستان إسلاميتان قد لجأتا إلى المحاكم لتحدي قرار السلطات، وما زالتا تعملان.

تقول سمسم إن طفليها بكيا أياماً عندما أخبرتهما بأن المدرسة ستغلق أبوابها، وأضافت: “أنا الآن مضطرة لتوفير المال بأي طريقة لتوظيف معلِّم للدروس الإسلامية الخاصة في المنزل، لأنه لا سبيل متاحاً لنا غير ذلك. وهذه الدروس مكلفة، نحو 200 دولار شهرياً، وهي تكلفة لا أستطيع الاستمرار في تحملها”.

وفي حين أن مدرسة “الأزهر” كانت على مسافة يستغرق قطعها دقيقتين سيراً على الأقدام من منزل العائلة، فإن سمسم أحمد مضطرة الآن إلى قطع مسافة كبيرة لإيصال أطفالها إلى المدرسة الجديدة.

غياب البدائل

يُشير الموقع البريطاني إلى أن المدارس الإسلامية الخاصة كانت تدرِّس المناهج الوطنية السويدية، وتزوِّد الطلاب بقدرٍ من الدروس الدينية، وبعض المساحة لممارسة الفروض الإسلامية وتقديم الطعام الحلال.

في رسالة أُرسلت إلى مسؤولي مدرسة “الأزهر”، أبلغت إدارة التفتيش على المدارس السويدية المدرسةَ، التي كان مسجلاً بها أكثر من 200 طالب، بأنها “غير مناسبة للقيام بالنشاط المدرسي، لأن الإدارة خلصت في تقييمها إلى أن الأطفال معرضون لخطر التطرف في المدرسة”.

من جهتهم، يرى أعضاء الجالية المسلمة في السويد أن السلطات لا تُطبق هذا النوع من القرارات إلا على المدارس الإسلامية الخاصة. 

فاطمة عبد الله، وهي أم أخرى لطفل بمدرسة “الأزهر”، قالت “إن كانوا صادقين وكانت القضية تتعلق بسوء إدارة المؤسسة، فينبغي ألا يعاقبوا الطلاب الصغار الأبرياء، بل عليهم التوصل إلى بدائل أخرى. فقد كان لديهم الخيار بإحلال إدارة أخرى محل هذه الإدارة والسماح للأطفال بمواصلة التعلم، لكن المحزن لنا أن ذلك لم يحدث”.

أما برهان محمد علي، عضو جمعية المدارس الإسلامية في السويد، فقال إن بعض هذه المدارس أنشئت في أوائل تسعينيات القرن الماضي، وقد طالت آثار إغلاقها ما يقرب من 10 آلاف طالب مسلم تنحدر أصولهم من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وشرقها.

قواعد صارمة للمؤسسات الدينية

كانت السويد قد أصدرت في منتصف عام 2022 قواعد وُصفت بأنها صارمة حيال المؤسسات الدينية، وقد انتقد كثير من السويديين المسلمين هذه الخطوة، ووصفها بعضها بأنها خطوة معادية للإسلام وتستهدف الجالية المسلمة خصوصاً.

في هذا الصدد، قالت جمعية المدارس الإسلامية إن السلطات السويدية بدأت منذ عام 2019 في إقرار سياسات جديدة تملي على المدارس الخاصة كيفية إدارتها، “وكل قرار يُصدرونه بإغلاق مدرسة، كانوا يتعذرون له بأسباب مختلفة”.

في وقت سابق من هذا العام، قالت لينا أكسلسون كيلبلوم، وزيرة التعليم السويدية آنذاك، في مؤتمر صحفي، إن الحكومة تقدَّمت بمشروع قانون يهدف إلى “حظر إنشاء ما يسمى مدارس دينية مستقلة”.

لكن جمعية المدارس الإسلامية تزعم أن قرار إغلاق المدارس الإسلامية يندرج ضمن الاستجابة لخطاب “مناهض للإسلام”، ولا يستند إلى ما يسوِّغه من أداء أكاديمي سيئ لهذه المدارس أو غير ذلك من أوجه القصور التعليمية، وإنما يعود إلى “دوافع سياسية”.

بدورها أنكرت السلطات السويدية هذه المزاعم، وقالت إنها المخولة بالإشراف على نشاط المدارس الخاصة.

 

مقالات ذات صلة