استُبعِدت عضو الكونغرس عن ولاية مينيسوتا الأمريكية، إلهان عمر، من لجنة الشؤون الخارجية بسبب تعليقات انتقدت فيها إسرائيل عام 2019، رغم اعتذارها عن تلك التصريحات آنذاك، حيث صوت 218 نائباً جمهورياً و211 نائباً ديمقراطياً لصالح عزلها.
ويأتي التصويت على قرار عزل النائبة بعد دفاع زملائها عنها، متهمين نواب الحزب الجمهوري بالعنصرية التي تزعمها النائب الجمهوري كيفن مكارثي، والذي اتهم عمر بمعاداة السامية، فردت بدورها خلال الجلسة قبيل التصويت بقولها “لن تتضاءل قيادتي وصوتي إذا لم أكن في هذه اللجنة لولاية واحدة، هل فوجئ أحد بأنني مستهدفة؟ هل تفاجأ أحد أنني بطريقة ما أُعتبر غير جديرة بالحديث عن السياسات الأمريكية؟”.
تعرضت عضو الكونغرس، التي أُعيد انتخابها في نوفمبر الماضي، إلى انتقادات طالتها حتى من بعض أعضاء الحزب الديمقراطي الذي تنتمي إليه، وذلك على خلفية تغريدة كتبتها عمر في نوفمبر 2019، أشارت فيها إلى أن الدعم الأمريكي لإسرائيل بين السياسيين الأمريكيين “أمر يتعلق بالمال ليس إلا”، كما عارضت المساعدة العسكرية الأمريكية لإسرائيل، وعبرت بمناسبات متكررة عن انتقادها للاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي في الضفة الغربية، غير أنها اعتذرت عن تصريحاتها لاحقاً، مفسرة ذلك بأنها كانت تتعرف على ” تاريخ الاستدلالات المؤلم لمصطلح معاداة السامية”.
دافعت عضو الكونغرس، ألكساندرا أوكاسيا كورتيز، عن عمر وقالت في خطابها داخل قاعة مجلس النواب “أعتقد أن أحد الأشياء التي يجب أن نتحدث عنها هنا، والتي تعد أيضاً من الموروثات المثيرة للاشمئزاز بعد 11 سبتمبر، هي استهداف الأمريكيين المسلمين والعنصرية ضدهم في الولايات المتحدة، هذا الموقف امتداد لذات الإرث”، وأضافت “سابقاً، تعرضت لموقف يهدد حياتي من قبل نائب جمهوري، وقد كافأه التجمع الجمهوري بواحدة من مهام اللجنة المرموقة في الكونغرس، الأمر لا يتعلق بإدانة تتعلق بمعاداة السامية، بل يتعلق باستهداف النساء ذوات البشرة الملونة في الولايات المتحدة”.
في حديثها مع موقع ميدل إيست آي، علقت الناشطة في تجمع الأمريكيين المسلمين من أجل فلسطين، آية زيادة، على عزل إلهان عمر بقولها “لا ينبغي إطلاقاً طرد أي عضو من لجنة أو معاقبته بسبب انتقاد إسرائيل، من الضروري أن يكون للأصوات المؤيدة للفلسطينيين حرية في التعبير علانية داخل الكونغرس دون خوف من الانتقام، استبعاد عمر بهذا الشكل يثير المخاوف ويقمع حق التعبير”.
من جانب آخر، أيدت المديرة السياسية في منظمة الصوت اليهودي للعمل من أجل السلام، بيث ميلر، في تصريحها لميدل إيست آي، ما قالته النائبة كورتيز حول دوافع الاستبعاد، فقالت ” أريد أن أكون واضحة تماماً، هذا التصويت لا علاقة له بمحاربة معاداة السامية، بل كان هجوماً حزبياً لتهديد أؤلئك الذين يجرؤون على مطالبة الولايات المتحدة ببدء محاسبة الحكومة الإسرائيلية على انتهاكاتها لحقوق الإنسان والفصل العنصري الذي تقوم به ضد الفلسطينيين”.
“أتذكر ما قالته عن إسرائيل”
في نوفمبر الماضي، وبعد فوز عمر بولاية ثانية، نُقل على لسان النائب الجمهوري مكارثي ما وعد به اللجنة اليهودية في الحزب الجمهوري، حيث قال “أتذكر ما قالته عني، وأتذكر ما قالته عن إسرائيل، لقد وعدتكم العام الماضي أنها لن تكون في لجنة الشؤون الخارجية، وسأفي بهذا الوعد”.
“استهداف مكارثي لإلهان عمر يؤكد على ما يشعر به الجمهوريون من تهديد من قبل النساء ذوات البشرة الملونة اللواتي يضغطن باستمرار من أجل التغيير” سارة جادوستي- شبكة “Win Without War
“
بعد مرور شهر على وعد مكارثي، أصدرت 8 منظمات يهودية رئيسية في الولايات المتحدة بياناً مشتركاً جاء فيه، ” قد لا نتفق مع بعض آراء عضو الكونغرس إلهان عمر، لكننا نرفض التلميح إلى أن أياً من مواقفها السياسية أو تصريحاتها يمكن أن يكون سبباً لعدم أهليتها لتكون عضواً في اللجنة”.
خلال جلسة التصويت، سلط النائب الديمقراطي، جيم ماكغفرن، الضوء على “النفاق” داخل الحزب الجمهوري، فقال ” نفاق مذهل، لقد اعتذرت إلهان عما قالته سابقاً، وهي تريد أن تكون حليفاً في محاربة معاداة السامية، حتى أنها صوتت لإدانة معاداة السامية، كل ديمقراطي فعل ذلك، هل تعرفون من صوت ب “لا”؟ 23 نائباً جمهورياً صوتوا ضد إدانة معاداة السامية، هل يمكن إزالتهم من لجانهم لذلك السبب؟!”.
من جانب آخر، أصدرت المديرة التنفيذية لشبكة Win Without War والتي تضم نشطاء يدافعون عن السياسة الخارجية الأمريكية، سارة جادوستي، بياناً قالت فيه ” نشعر بالاشمئزاز من الجهد الذي بذله الجمهوريون لاستبعاد عمر، هذه محاولة مشينة لتجريد اللجنة من شخصيات تقدمية تتحدى الوضع الراهن، وترفع من مستوى المهمشين، وتعيد تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية لحماية حقوق الإنسان ومكافحة الكراهية”، وأضافت جادوستي أن “استهداف مكارثي لإلهان عمر يؤكد على ما يشعر به الجمهوريون من تهديد من قبل النساء ذوات البشرة الملونة اللواتي يضغطن باستمرار من أجل التغيير ويطالبن بأدوار قيادية لاتخاذ قرارات تؤثر في حياتهن”.
وفقاً لرئيس منظمة “أمريكيون من أجل السلام الآن”، هدار سوسكيند، فإنه “بالإضافة إلى تأجيج نيران الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة من خلال الخلط بين النقد المشروع لإسرائيل ومعاداة السامية، والاتهامات بمعاداة السامية كسلاح لتقييد النقاش حول السياسات الأمريكية والإسرائيلية، فإن هذا القرار، وبشكل يثير السخرية، يقيد المعركة ضد معاداة السامية “.