إهمال طبي داخل السجون البريطانية: مضربة عن الطعام من فلسطين أكشن تُترك على أرض زنزانتها رغم آلام حادة

ترجمة وتحرير موقع بالعربية

بحسب ما نقل أصدقاء إحدى ناشطات حركة “فلسطين آكشن”، والمضربة  عن الطعام حالياً داخل السجن، بأنها تُركت مهملة على أرضية زنزانتها بسبب آلام متفاقمة في الصدر فيما رفض السجن الطلبات المتكررة لاستدعاء سيارة إسعاف لها.

لم تتناول قصر زهرة، المحتجزة حالياً في سجن أتش إم بي برونزفيلد، أي طعام منذ أكثر من 41 يوماً بعد انضمامها إلى الإضراب المستمر عن الطعام الذي بدأه نشطاء حركة فلسطين آكشن داخل السجون احتجاجاً على معاملتهم وحظر حركتهم.

ويعتبر هذا الإجراء هو الأكبر في المملكة المتحدة منذ إضراب السجناء الجمهوريين الأيرلنديين عن الطعام عام 1981، بقيادة بوبي ساندز في أيرلندا الشمالية.

ويواجه النشطاء المحتجزون جميعاً تهماً بالتورط مع حركة فلسطين آكشن قبل حظرها في يوليو الماضي، وقد قاربوا على العام داخل السجن مع اقتراب موعد محاكمتهم، وعلى وجه الخصوص سوف تكون زهرة قد أمضت 17 شهراً في انتظار المحاكمة بحلول موعد محاكمتها!

أفادت صديقة زهرة، نيامه غرانت، لميدل إيست آي بأن زهرة اتصلت بها في الساعة 8:30 مساء وهي “تشعر بالدوار وخفة الرأس مع ألم في الصدر يمتد إلى رقبتها وكتفها وضيق في التنفس ورعشة في الأطراف، وقد استلقت على الأرض ولم تستطع النهوض”. 

في تصريحها لميدل إيست آي، قالت إيلا مولسديل، إحدى أقرباء زهرة، بأن زهرة طلبت ممرضة مراراً وتكراراً وتوسلتها لإجراء فحوصات طبية أساسية، وأضافت: “مع استمرار تجاهلها، بدأت تتوسل من أجل وصول سيارة إسعاف لأنها علمت أن شيئاً ما كان يحدث”، فطلب منها أحد ضباط السجن الانتظار حتى تبدأ الممرضة الليلية مناوبتها في الساعة 11 مساءً.

في الساعة 10:30 مساءً، وصلت الممرضة لأخذ مؤشراتها الحيوية، وهي عبارة عن سلسلة من الاختبارات لقياس وظائف الجسم الرئيسية، واختبار تخطيط القلب الكهربائي، مؤكدة بأنها ستعود خلال 10 دقائق مع نتائج الاختبار.

“هل يمكن إحضار سيارة إسعاف؟ أنا خائفة”

مرت الساعات ولم تعد الممرضة، فظلت زهرة بلا حراك على أرضية الزنزانة، وبحلول الساعة 12:30 صباحاً، لم تكن الممرضة قد عادت بعد، لذلك اتصلت زهرة بالطاقم الطبي في السجن طلباً للمساعدة، قائلة: “هل يمكن إحضار سيارة إسعاف؟ أنا خائفة”. 

قال جرانت لميدل إيست آي: “لقد تحدثت معها عبر الهاتف واستمعت إليها بصوت مسموع وهي تتألم وغير قادرة على الاستجابة بشكل صحيح، وكل ما كان يمكنني فعله هو أن أطلب منها أن تتنفس بقوة حتى أتمكن من التأكد من أنها لا تزال تتنفس”.

“لقد رفعنا الأمر إلى ديفيد لامي لأنه يواصل تجاهل الأصدقاء والعائلة ومحامي المضربين عن الطعام، فهو يتجاهل حقيقة أن حياتهم في خطر وشيك” – أحد المتظاهرين احتجاجاً على تجاهل نشطاء فلسطين آكشن

وأضافت: “هكذا يموت الناس في زنازينهم، بالكاد استطاعت النهوض للاتصال بي، وكل ما أمكنني فعله هو محاولة استدعاء الممرضة لها ثم العودة للاستماع إلى بكائها من الألم وصعوبة التنفس”.

في الساعة 2 صباحاً، عادت الممرضة وأبلغتها: “أنت لا تستطيعين أن تقرري  الذهاب إلى المستشفى أم لا، أنا من يقرر ذلك”.

في هذه الأثناء، اتصل أصدقاء زهرة مراراً وتكراراً بالسجن لطلب سيارة إسعاف، وقالوا إنهم “ظلوا يعلقون هواتفهم”، فحاولوا الاتصال بسيارات الإسعاف مباشرة، لكن تم إبلاغهم بأنه يجب ترتيب ذلك من خلال السجن.

قالت مولسديل: “لقد أخبرنا مشغلو سيارات الإسعاف بأنهم ليس لديهم سلطة لتحديد ما إذا كانت سيارة الإسعاف تذهب إلى السجن أم لا، لأن الأمر متروك للسجن فيما إذا كانوا سيقبلون سيارة إسعاف، فإذا انهار شخص ما في السجن، لا يتم إرسال سيارة إسعاف إليه، فالسجن هو الذي يقرر”.

من جانبها، رفضت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا التعليق، متذرعة بأن القضية “لا تتعلق بالسياسة الوطنية لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا أو القضايا التشغيلية”.

لا جواب إلا من خلال الآلة!

منذ الساعة 8 صباحاً فصاعداً، حاول 4 أطباء من هيئة الخدمات الصحية الوطنية الاتصال بالسجن، حيث أكد جيمس سميث، الطبيب الذي يدعم المضربين عن الطعام وعائلاتهم، لميدل إيست آي بأنه تم وضع الاتصال على جهاز رد آلي عندما اتصل بالسجن.

قال سميث: “لقد حاول العديد منا، ولم نتمكن من الوصول إلى أي شخص، فقد حاولنا تصعيد مخاوفنا والتحدث إلى أي شخص في موقع السلطة، لكننا لم ننجح”.

وبحسب مولسديل، فقد قامت كل من محامية زهرة والنائبة زارا سلطانة بالاتصال بالسجن أيضاً، وفي كل مرة رفض الموظفون تقديم تحديثات حول حالة زهرة وما إذا كانت قد دخلت المستشفى أم لا.

في الساعة 9:30 صباحاً، اتصل السجن أخيراً بسيارة إسعاف بعد أن فقدت زهرة وعيها، ولم يخطر السجن أقرباء زهرة حول دخولها المستشفى رغم وعدهم بذلك، ثم خرجت زهرة في وقت لاحق الساعة 8:30 مساءً وعادت إلى زنزانتها دون تشخيص أو نتائج اختبار. 

أكدت مولسديل بأنه عندما وصلت زهرة إلى سيارة الإسعاف، سمعت الموظفين يناقشون نتائج تخطيط القلب المزعجة التي أجروها في وقت سابق من الليل.

قالت مولسديل: ” مرت حوالي 12 ساعة قبل أن يتم وضع علامة على شيء ما في مخطط كهربية القلب الخاص بهم، وما زالوا يتركونها في زنزانتها تتألم على الأرض حتى فقدت الوعي في صباح اليوم التالي”.

في الوقت نفسه، تتزايد الضغوط على وزير العدل ديفيد لامي، حيث كتب إليه العديد من النواب يطلبون التدخل العاجل، فلامي، الذي نفى سابقاً علمه بالوضع، تجاهل الرد على النواب أو رفض مقابلتهم.

من جانبه، أوضح النائب السير ليندساي هويل، رئيس مجلس العموم، بأن عدم استجابة لامي كان “غير مقبول على الإطلاق”، فيما كتبت سلطانة إلى لامي تحثه على اتخاذ “إجراءات هادفة” وتحذر من أن حياة المضربين “في خطر داهم الآن”.

قام نشطاء أيضاً برش مبنى وزارة العدل في وسط لندن بالطلاء الأحمر احتجاجاً على رفض لامي مقابلة المضربين الثمانية عن الطعام، حيث قال أحد المتظاهرين في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي: “لقد رفعنا الأمر إلى ديفيد لامي لأنه يواصل تجاهل الأصدقاء والعائلة ومحامي المضربين عن الطعام، فهو يتجاهل حقيقة أن حياتهم في خطر وشيك”.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة