واصلت إيران تصعيدها العسكري بإطلاق موجتين جديدتين من الصواريخ تجاه الأراضي المحتلة، وذلك بعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال انتهاء خطر الهجمات السابقة، وسماحه للسكان بمغادرة الملاجئ.
وبينما دوت صفارات الإنذار في مناطق الجولان والجليل والكرمل، شوهدت اعتراضات في سماء حيفا، في حين لم تصل بعد صواريخ الموجة الثانية وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، التي قدّرت عدد صواريخ الموجة الأولى بما بين 10 و15 صاروخًا.
وفي الوقت ذاته، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن إطلاق أكثر من 100 مسيّرة هجومية استهدفت مواقع عسكرية وأنظمة دفاعية في حيفا وتل أبيب، مؤكدًا أن العمليات لا تزال مستمرة.
مستشفى سوروكا بين النفي والتأكيد
وأفادت وزارة الصحة الإسرائيلية أن 271 شخصًا نُقلوا إلى المستشفيات صباح اليوم نتيجة الضربات، بينما أثار هجوم على مستشفى “سوروكا” في بئر السبع جدلاً واسعًا، بعد تضارب الروايات حوله.
إذ ذكرت تقارير إسرائيلية أن أحد الصواريخ الإيرانية أصاب مبنى بالمستشفى بشكل مباشر وأدى لانهياره، واتهمت الحكومة الإسرائيلية طهران بتعمد استهداف المنشأة التي تعالج جنودها القادمين من غزة.
نتنياهو، الذي زار المستشفى لاحقًا، قال إن “الفرق واضح بين من يستهدف المستشفيات ومن يضرب مواقع نووية”، وهاجم المرشد الإيراني متوعدًا بالرد. بينما وصف وزير الدفاع الإسرائيلي الحادث بأنه “دليل على نية طهران لإبادة الإسرائيليين”، مطالبًا بقتل المرشد الإيراني.
الرد الإيراني: لم نستهدف المستشفى
في المقابل، نفت طهران بشكل قاطع استهداف أي منشأة طبية، وأكد وزير الخارجية الإيراني أن الهجوم كان موجهًا نحو مقر استخبارات الجيش قرب المستشفى، وأن المستشفى كان قد أُخلي جزئيًا. كما شددت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة على التزام طهران بالقانون الدولي الإنساني ورفضها استهداف المدنيين.
جولة جديدة في حرب متصاعدة
الهجمات الأخيرة تمثل الموجة الـ14 من الرد الإيراني منذ بدء الضربات الإسرائيلية على إيران في 13 يونيو/حزيران، والتي شملت اغتيالات لقادة وعلماء، وضربات على منشآت نووية وقواعد عسكرية داخل العمق الإيراني، بدعم أمريكي غير مباشر.
وفيما تواصل الصواريخ والمسيّرات التحليق بين طهران وتل أبيب، يبقى المشهد مفتوحًا على مزيد من التصعيد، وسط مخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع.
المصدر: وكالات