إيرلندا ترد بعد أن اتهمتها إسرائيل بمعاداة السامية وأغلقت سفارتها في دبلن

مؤخراً، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون سار، عن إغلاق السفارة الإسرائيلية في العاصمة الإيرلندية دبلن، في رد على اعتراف إيرلندا بالدولة الفلسطينية في مايو الماضي وإعلانها الانضمام بشكل رسمي لدعم قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية.

“هناك عقاب جماعي بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وسوف تطلب إيرلندا من محكمة العدل الدولية توسيع تفسيرها لما يشكل ارتكاب جريمة إبادة جماعية من قبل دولة ما، فنحن قلقون من أن التفسير الضيق يساهم في ثقافة الإفلات من العقاب التي يتم فيها التقليل من أهمية حماية المدنيين” – وزارة الخارجية الإيرلندية

في بيانه، ادعى سار أن “الأفعال والمعايير المزدوجة والخطاب المعادي للسامية للحكومة الإيرلندية متجذر في الجهود المستمرة التي ترمي إلى نزع الشرعية عن الدولة اليهودية وشيطنتها”، زاعماً أن اعتراف إيرلندا بالدولة الفلسطينية “أمر أشادت به حماس”، كما اتهم إيرلندا بـ “إعادة تعريف” الإبادة الجماعية لدعم قضية جنوب إفريقيا.

من جانبه، رد رئيس الوزراء الإيرلندي، سيمون هاريس، فكتب على موقع اكس: “هذا قرار مؤسف للغاية من حكومة نتنياهو، وأنا أرفض تماما التأكيد على أن إيرلندا معادية لإسرائيل، بل إيرلندا مؤيدة للسلام وحقوق الإنسان والقانون الدولي، وإيرلندا تدعم حل الدولتين”.

يذكر أنه في 11 ديسمبر الحالي، أعلنت وزارة الخارجية الإيرلندية أن البلاد سوف تنضم إلى القضية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، مشيرة إلى أن هناك “عقاباً جماعياً بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وسوف تطلب إيرلندا من محكمة العدل الدولية توسيع تفسيرها لما يشكل ارتكاب جريمة إبادة جماعية من قبل دولة ما، فنحن قلقون من أن التفسير الضيق يساهم في ثقافة الإفلات من العقاب التي يتم فيها التقليل من أهمية حماية المدنيين”.

تعريف معاداة السامية وفقاً للتحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست

هاجم وزير الخارجية الإسرائيلي إيرلندا أيضاً بسبب عدم تبنيها لتعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، وهو التعريف المثير للجدل لمعاداة السامية والذي تبنته بريطانيا عام 2016.

لقد تمت صياغة تعريف التحالف في عام 2004 من قبل “خبير معاداة السامية”، كينيث ستيرن، بالتعاون مع أكاديميين آخرين في اللجنة اليهودية الأمريكية، وهي منظمة يهودية مقرها في نيويورك.

ادعى ستيرن بأنه قام بصياغة التعريف خصيصاً لجامعي البيانات الأوروبيين من أجل مساعدتهم في مراقبة معاداة السامية، إلا أن نقاد التعريف يؤكدون أن بعض الأمثلة المصاحبة للتعريف تخلط بين معاداة السامية ومعاداة الصهيونية، أو بين انتقاد سياسات الحكومة الإسرائيلية التاريخية والحالية.

من جانب آخر، فقد قامت عدد من الجماعات الحقوقية الإسرائيلية بإدانة هذا التعريف عام 2023، محذرة من أنه قد تم استخدامه “لإسكات المعارضة” عن الاعتراض على معاملة إسرائيل للفلسطينيين. 

و أكدت منظمات حقوقية مثل بتسيلم وعدالة وكسر الصمت إلى أن “الحكومة الإسرائيلية تنظر إلى تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست باعتباره تكتيكاً قسرياً وأداة لإسكات أي معارضة لسياساتها القمعية تجاه الفلسطينيين”.

مقالات ذات صلة