بقلم عمر الملا
ترجمة وتحرير مريم الحمد
بعد نشره صورة ساخرة اعتبرت معادية للإسلام على موقع اكس، عاد اسم إيلون ماسك إلى الظهور في حالة من الجدل، حيث تظهر الصورة 4 رجال ملتحين يبدو أنهم مسلمون يراقبون ضابط شرطة بريطاني أبيض، وهو رسم مستوحى من الميم الشعبي الذي يصور 4 رجال سود يقفون فوق نجمة الأفلام الإباحية بايبر بيري بينما تجلس على الأريكة.
علق ماسك في على منشوره، الذي حصل على 888 ألف إعجاب و94.4 مليون مشاهدة، فكتب: “هذا الميم يمكن أن يدخلك السجن لمدة 3 سنوات في المملكة المتحدة “.
بعد أن أعلن ماسك أن الحرب الأهلية في بريطانيا كانت “حتمية” آنذاك، كتب ماسك منذ ذلك الحين العديد من المنشورات الساخرة التي تشير إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تغزو المملكة المتحدة
منذ استحواذه على تويتر، نصب ماسك نفسه باعتباره المنافح الأول عن حرية التعبير وغالباً ما يقوم باختبار قوانين الرقابة في عدد من البلدان من خلال مشاركة المحتوى الذي يعتبره البعض تحريضياً، وفي الوقت نفسه، فهو متهم بتضييق الخناق على الانتقادات المضادة لإسرائيل والحركة الصهيونية بعد فضيحة بدا فيها متفقاً مع تهمة المعاداة للسامية مفادها أن اليهود يضعفون الغرب من خلال تشجيع الهجرة الجماعية.
منذ أن هدد المعلنون بمقاطعة منصته بسبب هذا المنشور، قام ماسك بما تم تسميته بـ “جولة اعتذار”، فقام اولاً بلقاء الناجين من هجوم حماس في 7 أكتوبر في إسرائيل، ثم ذهب إلى منطقة أوشفيتز بيركيناو، حيث قُتل أكثر من مليون يهودي على يد النازيين في ألمانيا.
وفي الأسابيع الأخيرة، هاجم ماسك منافسيه على الإنترنت، بما في ذلك الوزير الأول الاسكتلندي السابق حمزة يوسف، الذي اتهمه بالعنصرية وبأنه “وغد”، حيث شارك ماسك أخباراً مزيفة حول أعمال الشغب في المملكة المتحدة وتحدث بسخرية حول ما أسماه “غزو بريطانيا”.
في إطار الرد، وصف يوسف ماسك بأنه “أحد أخطر الرجال على هذا الكوكب” بسبب “تضخيمه” للمعلومات المضللة بعد أعمال الشغب، فرد ماسك عليه واصفاً يوسف، ابن المهاجرين الباكستانيين إلى اسكتلندا، بأنه “عنصري ويكره الأشخاص البيض”، وأضاف رداً على تقارير تفيد بأن يوسف كان يفكر في اتخاذ إجراء قانوني ضده: “أتحدى هذا التافه أن يقاضيني”.
يوم الجمعة الماضي، هدد مفوض شرطة العاصمة لندن، مارك رولي، بتسليم وسجن أشخاص في الخارج، بما في ذلك مواطنون أمريكيون، بسبب منشورات الإنترنت، كما حذر من أن “أمثال إيلون موسك هم أهداف محتملة للتحقيق”.
“لا أحد يحاسب ماسك”!
قام ماسك، الذي أعلنت ابنته مؤخراً أنه أخبرها عندما كانت في السادسة من عمرها أن اللغة العربية هي “لغة العدو”، بكتابة عدد من المنشورات حول أعمال الشغب المتطرفة المناهضة للمسلمين والتي اندلعت في جميع أنحاء بريطانيا في أوائل أغسطس عام 2016.
بعد أن أعلن ماسك أن الحرب الأهلية في بريطانيا كانت “حتمية” آنذاك، كتب ماسك منذ ذلك الحين العديد من المنشورات الساخرة التي تشير إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تغزو المملكة المتحدة.
انتقد ماسك وقتها محاكمة مواطنين بريطانيين بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها “تحض على الكراهية” أو “تحرض على العنف”، واتهم البلاد بتنفيذ نظام قضائي من مستويين، وفي هذا إشارة إلى المجاز الشائع لليمين المتطرف وهو أن الأقليات العرقية في بريطانيا تعاملها السلطات بشكل أكثر تساهلاً من البيض.
خلال أعمال الشغب الحالية، رد ماسك على منشور كان يصور صورة كاريكاتورية مسيئة لرجل باكستاني يحمل سكيناً، حيث كانت رسالة الرسم الكاريكاتوري أن الشرطة البريطانية بتقوم بحماية المسلمين الذين يقولون “اقتلوا الكفار”، بينما تسجن الرجال البيض الذين يقولون “لا أريد أن يُطعن أطفالي”، فكتب ماسك: “يبدو الأمر من جانب واحد”.
في اكس، رد ماسك أيضاً على ما كتبه حساب ساخر وكأنه على لسان وزير الداخلية الهندي، أميت شاه، حيث نشر الحساب مقطع فيديو لوزير خارجية الإمارات يحذر الدول الأوروبية من سكانها المسلمين: “سيأتي يوم نرى فيه المزيد من المتطرفين والإرهابيين يخرجون من أوروبا بسبب الافتقار إلى اتخاذ القرار، فهم يفترضون أنهم يعرفون الشرق الأوسط ويعرفون الإسلام ويعرفون العالم”.
“إيلون ماسك يجب أن يواجه عقوبات شخصية ويجب تهديده بإصدار مذكرة اعتقال بحقه إذا تبين أنه يثير الفوضى العامة” بروس ديسلي- نائب رئيس تويتر السابق لأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا
كتب الحساب الساخر أيضاً: “قبل 7 سنوات، حذر وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد الغرب من شيء ما، لقد فعل ذلك”، فرد ماسك بالموافقة على الفكرة.
في ظل ذلك، التقى وزير التكنولوجيا في حكومة المملكة المتحدة، بيتر كايل، بممثلين عن منصة اكس ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، بما فيها تيك توك وميتا “لتوضيح مسؤوليتهم في مواصلة العمل مع الحكومة البريطانية لوقف انتشار المعلومات المضللة والتحريض على الكراهية”.
قبل ذلك، كان كايل قد اشتكى من أن “لا أحد يحاسب ماسك”، خاصة بعد وصف ماسك لرئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، بأنه “كير مكون من شخصين”، وأشار إلى أن المملكة المتحدة أصبحت مثل الاتحاد السوفيتي.
يوم الخميس الماضي، شارك ماسك على حسابه مقالاً مزيفاً عن صحيفة التلغراف كتب فيه أن ستارمر كان يفكر في بناء “معسكرات اعتقال طارئة” في جزر فوكلاند لإيواء مثيري الشغب المسجونين، وقد تم نشر العنوان المزيف من قبل الزعيم المشارك لمجموعة بريطانيا أولاً اليمينية المتطرفة، ولكن ماسك حذف المنشور بعد نصف ساعة.
من جانبه، أشار نائب رئيس تويتر السابق لأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، بروس ديسلي، إلى أن “إيلون ماسك يجب أن يواجه عقوبات شخصية ويجب تهديده بإصدار مذكرة اعتقال بحقه إذا تبين أنه يثير الفوضى العامة”.
للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)