إيناس السقا… الفنانة الموهوبة التي اغتالها الاحتلال

إيناس السقا… الفنانة الموهوبة التي اغتالها الاحتلال

بقلم عبير أيوب

ترجمة وتحرير مريم الحمد

لقد أدى القصف الإسرائيلي على غزة إلى مقتل آلاف الفلسطينيين من سكان القطاع، غالبيتهم من المدنيين، حيث قارب عدد الضحايا 10 آلاف فلسطيني حتى تاريخ نشر هذه القصة.

هناك جزء كبير من العالم يتعامل مع الضحايا باعتبارهم أرقاماً في قائمة تزداد يوماً بعد يوم، أما بالنسبة لسكان القطاع المحاصر، فتلك جثث أحبائهم،  حيث يحمل كل منها قصة خاصة، وهي تفاصيل تظهر حتى في ظل استمرار عمليات القتل.

وتعتبر حالة الكاتبة المسرحية والممثلة الفلسطينية، إيناس السقا، إحدى الأمثلة على تلك القصص، بعد أن قُتلت مع 3 من أطفالها قبل أيام، حيث كانت تحتمي مع أطفالها الخمسة في أحد المباني في مدينة غزة عندما تعرضت لغارة جوية إسرائيلية، فنجا اثنان من أطفالها، هما فرح وريتا، ولكنهما أصيبا بجروح خطيرة وهما في العناية المركزة.

“في بعض الأحيان تنظر إلى الوراء إلى ماضيك، لتكتشف أنك خرجت حياً من مذبحة” الراحلة إيناس السقا- كاتبة مسرحية 

وكانت إيناس قد لجأت في البداية مع عائلتها إلى المركز الثقافي الأرثوذكسي في غزة، لكن الجيش الإسرائيلي طلب منها لاحقًا إخلاء المبنى، وبعد مغادرة المركز، ذهبت إلى شقة أحد الأصدقاء فقُتلت هناك .

يذكر أن السقا ظهرت لأول مرة في الفيلم الفلسطيني “سارة” عام 2014، والذي كان يتناول قضية جرائم الشرف في العالم العربي، كما ظهرت في فيلم “عصفور الوطن” الذي تم إنتاجه في غزة، ويتحدث الفيلم عن النضال الفلسطيني منذ النكبة عام 1948 وحتى الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وغزة الذي بدأ عام 1967.

من جانب آخر، كانت السقا تُعرف أيضًا بعملها الثقافي، بما في ذلك ارتباطها بفرق مسرحية داخل غزة، أما كمنتجة، فلم تشارك في الإنتاجات بنفسها فحسب، بل قامت أيضًا بتعليم الآخرين الفنون الإبداعية، وكانت خلال فصل الصيف، تعلم الأطفال المسرح والتمثيل.

أصدرت وزارة الثقافة الفلسطينية بيانا نعت فيه السقا وأطفالها مستذكرة إنجازاتها، وجاء في البيان “سبق لها أن أنتجت العديد من المسرحيات وورش العمل المسرحية مع الأطفال، كما شاركت في أنشطة مجتمعية مختلفة”.

من ناحية أخرى، تدفقت التعازي من قبل أصدقاء السقا مستذكرين مناقبها، فأعرب الشاعر خالد جمعة في رام الله عن حزنه عبر صفحته على فيسبوك وكتب “اليوم يا صديقتي أسدل الستار وأظلمت المسارح”.

وشاركت سجا عليان، صديقة ريتا ابنة السقا، شعورها على مواقع التواصل الاجتماعي، فكتبت “إنه أمر مؤلم حقًا، ريتا في العناية المركزة، اذكروها في صلواتكم، وليمنحها الله القوة لتحمل هذه الخسارة الفادحة”.

يذكر أن آخر مشاركة للسقا على فيسبوك كانت في 27 أغسطس، حيث تحدثت فيها عن تجربة نجاة من أهوال الماضي في غزة، ولكنها لم تكن تعلم المصير الذي كان بانتظارها في أكتوبر، فكتبت “في بعض الأحيان تنظر إلى الوراء إلى ماضيك، لتكتشف أنك خرجت حياً من مذبحة”.

للاطلاع على النص الأصلي: هنا

مقالات ذات صلة