اتحاد أكسفورد يصف إسرائيل بأنها “دولة فصل عنصري ومتورطة في الإبادة الجماعية

صوت اتحاد أكسفورد للمناظرات بأغلبية ساحقة على اعتبار دولة الاحتلال “دولة فصل عنصري مسؤولة عن الإبادة الجماعية”، في مناظرة صاخبة، ندد خلالها رئيس الاتحاد المرموق بعدوان الاحتلال على غزة ووصفه بأنه “هولوكوست”، كما تم طرد متحدث مؤيد للاحتلال من قاعة المناظرة.

وكانت جمعية الاتحاد التي تأسست عام 1823، قد عقدت مناظرة غير مسبوقة مساء الخميس لمناقشة مقترح مقدم من مجلسه عبر فيه عن اعتقاده بأن “إسرائيل دولة فصل عنصري مسؤولة عن الإبادة الجماعية”. ونتيجة للنقاشات تم تمرير الاقتراح بأغلبية ساحقة بلغت 278 مقابل 59.

وتخلل الجلسة التي شهدت حضوراً جماهيرياً واسعاً يضم طلبة من أكسفورد، نقاش صاخب ومحموم في كثير من الأحيان، حيث قاطع الطلاب جميع المتحدثين تقريباً عدة مرات لإبداء اعتراضاتهم.

وفي كثير من المحطات تحول الحوار إلى جدل عاصف إلى حد الطلب من المتحدث المؤيد بشدة للاحتلال يوسف حداد مغادرة القاعة.

وارتدى حداد، الذي رفع خلال خطابه العديد من اللافتات والملصقات قميصاً يحمل صورة زعيم حزب الله الراحل حسن نصر الله وتعليقاً يقول: “بطلك الإرهابي مات! نحن من فعلنا ذلك”.

وخلال كلمة حداد، وقف طالب فلسطيني نشأ في غزة وقال إنه شعر بالإهانة الشخصية، وطالب رئيس الاتحاد بإخراج حداد الذي رد بالصراخ على الطالب المحتج ليتم تحذيره.

لكن الطالب الفلسطيني، الذي قال إنه يدرس الرياضيات والفيزياء، ارتجل بعد ذلك مداخلةً أمام المجلس في فترة الاستراحة التي تخللت الكلمات المعتمدة.

وألقت طالبة أخرى، وهي شابة فلسطينية، كلمةً ارتجاليةً ثانية أوضحت فيها أنها ابنة عم ميسرة الريس، الطبيب الفلسطيني الذي استشهد مؤخراً في غارة جوية للاحتلال على غزة.

وحظيت الكلمتان الفلسطينيتان بتصفيق حار، ما حدى بحداد للتلويح بملصقاته في وجه الشابة الفلسطينية، وهنا أمره مدير الحوار بمغادرة المجلس، ورافقه اثنان من حراس الأمن بينما كان الحاضرون يصرخون “عار!” و”متعاون” و”مخادع”.

ويوم الجمعة، نشر حداد على منصة التواصل الاجتماعي X أنه “تم إبعادي من حدث معادٍ محاط بمثيري شغب مناهضين لإسرائيل لأنني لم أكن على استعداد لقبول إذلال الرهائن الإسرائيليين!”

وثارت الفوضى مجدداً خلال كلمة أخرى أدلى بها مصعب حسن يوسف، وهو نجل أحد قادة حماس لكنه كان قد تورط في التعاون مع الاحتلال لمدة 10 سنوات قبل أن يفر إلى الولايات المتحدة.

وطالب يوسف بمعرفة ما إذا كان الجمهور الفلسطيني سيكشف عن الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لو كان قد علم به قبل حدوثه (في إشارة فُهم منها تبريره لأعمال القتل بحق المدنيين العزل في غزة). 

وادعى يوسف، الذي كان والده قد أعلن براءته منه رسمياً وعلى الملأ، أن غالبية الطلاب في القاعة كانوا “إرهابيين”، الأمر الذي أثار غضبًا في صفوفهم.

وقال أيضًا إنه لم يعد فلسطينياً، وأن الفلسطينيين غير موجودين وأن اتحاد أكسفورد “اختطفه المسلمون”.

وشهدت المناظرات مواقف أخرى غير تقليدية حين غادر محمد الكرد، الشاعر والناشط الفلسطيني البارز الذي تحدث لصالح القرار، القاعة مباشرة بعد أن ألقى كلمته.

ووصف الناشط والمؤلف الإسرائيلي الأمريكي ميكو بيليد، الذي تحدث أيضًا لصالح القرار، هجوم 7 أكتوبر 2023 بأنه “بطولي”، مما أثار ضجة بين المتحدثين المعارضين والعديد من الحضور.

وفي تطور آخر، تنحى إبراهيم عثمان موافي، رئيس الاتحاد المنتخب، الذي كان يرأس المناظرة عن منصبه في نهاية الجلسة لإلقاء كلمة لصالح الاقتراح.

وكان موافي قد حل محل الأكاديمي الأميركي البارز نورمان فينكلشتاين، الذي تم إبلاغ المشاركين أنه لم يتمكن من الحضور.

وتحدث الرئيس عن الشاب شعبان الدلو البالغ من العمر 19 عاماً، والذي أحرق حياً في أكتوبر/تشرين الأول بعد غارة جوية للاحتلال على مستشفى الأقصى في شمال غزة.

وقال عثمان موافي إن استشهاد الدلو كان جزءاً من “الهولوكوست” الإسرائيلي في غزة.

وتحدثت الكاتبة الفلسطينية الأميركية البارزة سوزان أبو الهوى أيضاً لصالح الاقتراح، فيما عارضته ناتاشا هاوسدورف، وهي عضو في جماعة الضغط المؤيدة لإسرائيل، محامو المملكة المتحدة من أجل إسرائيل، بحجة أنه يشكل “افتراءً دموياً”.

وتأتي المناظرة بعد أيام من تقديم المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين، وهي مجموعة مقرها المملكة المتحدة، شكوى رسمية يوم الثلاثاء إلى لجنة الجمعيات الخيرية ضد كلية أول سولز في أكسفورد، والتي تبلغ قيمة وقفها أكثر من 600 مليون دولار والتي أسسها الملك هنري السادس عام 1438.

وكانت الشكوى قد أعقبت سلسلة من طلبات حرية الوصول إلى المعلومات المقدمة في يوليو وأغسطس 2024، والتي كشفت أن الكلية تحتفظ بأكثر من مليون دولار من الاستثمارات في أربع شركات مدرجة من قبل الأمم المتحدة على أنها متورطة في المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقال المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين في شكواه أن هذه الاستثمارات لا تنتهك القانون الدولي فحسب، ولكنها تنتهك القانون البريطاني المحلي كذلك.

وعقدت المناظرة بعد أيام فقط من تقرير لميدل إيست آي يظهر أن كلية أول سولز أحيلت إلى هيئة تنظيم الجمعيات الخيرية البريطانية لامتلاكها استثمارات تزيد قيمتها عن 1.26 مليون دولار في المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية.

مقالات ذات صلة