اتفاق وقف إطلاق النار في غزة… ما الذي طلبته كل من حماس وإسرائيل وما الذي حصلا عليه؟

بقلم دانيا العقاد

ترجمة وتحرير مريم الحمد

بعد الإعلان عن بنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أصبح من المهم التوقف عند الفجوات بين خطاب الجانبين على مدى الأشهر 15 الماضية لتقييم الواقع الآن.

لعل أهم الفجوات الوعد المتكرر من طرف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن القتال لن ينتهي قبل هزيمة حماس بالكامل في غزة، فبعد مرور 100 يوم على الحرب قال: “إن إسرائيل تحت قيادتي لن تتنازل عن أقل من النصر الكامل على حماس وسوف ننتصر”.

اليوم يبدو أنه وباتفاق وقف النار، فسوف يعود الفلسطينيون إلى منازلهم في الشمال، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من ممر نتساريم، الذي يقطع غزة إلى نصفين والذي كانت السيطرة عليه جزءاً أساسياً في تنفيذ الخطة

وعلى الأرض، فقدت حماس بالفعل عدداً كبيراً من قادتها الكبار في سلسلة من هجمات الاغتيال، ومن الواضح أنها ضعفت عسكرياً، ولكن هل تم هزيمتها فعلاً؟ خاصة وهي لا تزال تطلق الصواريخ وتقتل جنوداً إسرائيليين، حيث اعترف الجيش الإسرائيلي بأن شبكة القيادة المحلية للحركة الفلسطينية لا تزال تعمل وأن قادتها لا يزال بإمكانهم إصدار أوامر الهجوم.

من جانبه، صرح وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، مؤخراً بأن التنظيم الفلسطيني جنّد عدداً يماثل تقريباً ما فقده خلال الحرب، حيث قال القيادي البارز في حماس، خليل الحية: “اليوم نثبت أن الاحتلال لن يهزم شعبنا ومقاومته أبداً”.

ويظل سؤال “من سيحكم غزة بعد الحرب؟” مفتوحاً، فمن المقرر التعامل مع هذا الأمر في المرحلة التالية من المفاوضات، وهي واحدة من أكثر القضايا خطورة ولا تزال بحاجة إلى حل.

انسحاب الجيش الإسرائيلي

كانت هناك أيضاً “خطة الجنرالات”، التي وضعت المدنيين الفلسطينيين في شمال غزة منذ أكتوبر الماضي أمام 3 خيارات صعبة، بين القتل بسبب القصف الإسرائيلي أو التجويع حتى الموت أو التهجير القسري.

ورغم تحذيرات الخبراء القانونيين ومنظمات الإغاثة الدولية من أن هذه الاستراتيجية كانت بمثابة إبادة جماعية، إلا أن الخطة مضت قدماً دون توقف، واليوم يبدو أنه وباتفاق وقف النار، فسوف يعود الفلسطينيون إلى منازلهم في الشمال، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من ممر نتساريم، الذي يقطع غزة إلى نصفين والذي كانت السيطرة عليه جزءاً أساسياً في تنفيذ الخطة.

قبل أشهر، قال نتنياهو أيضاً بأن انسحاب القوات الإسرائيلية من ممر فيلادلفيا، المنطقة العازلة بين غزة ومصر، غير قابل للتفاوض، ولكن اليوم وبعد ساعات من الاتفاق، أكد مصدر مصري لقناة العربية بأن غالبية القوات الإسرائيلية غادرت المنطقة منزوعة السلاح التي يبلغ طولها 14 كيلومتراً، رغم أن الاتفاق يطلب الانسحاب من الممر في الأسابيع القادمة.

تبادل الأسرى

من جانبها، تعهدت حماس في وقت مبكر، بأنها تهدف إلى “إفراغ السجون الإسرائيلية” من الفلسطينيين وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل عودة الرهائن الإسرائيليين لديها.

تنص المرحلة الأولى من الاتفاق على إطلاق سراح ما لا يقل عن 1,157 فلسطينياً محتجزاً مقابل إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية تم أسرهم في 7 أكتوبر ورجلين إسرائيليين احتجزتهما حماس لسنوات قبل ذلك التاريخ.

ومن بين الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم العديد من الذين تم احتجازهم بعد هجمات 7 أكتوبر، دون أن يتضمن ذلك من شاركوا في هجمات 7 أكتوبر عام 2023، منهم 110 محكوم عليهم بالسجن مدى الحياة و47 آخرين كانوا جزءاً من صفقة تبادل الأسرى مقابل الجندي شاليط عام 2011.

ولا تزيد هذه الأرقام عن 12% من جميع الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، كما أنها لا تشمل جميع الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة، مع استبعاد الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً من عملية التبادل في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، حيث قامت حماس بتخفيض عدد الأسرى الذين طالبت بهم مقابل كل رهينة إسرائيلية خلال مراحل التفاوض.

ويتطلع الفلسطينيون لمعرفة ما إذا كان مروان البرغوثي، الزعيم الفلسطيني الشعبي الذي يقضي عدة أحكام بالسجن مدى الحياة والذي يرشحه البعض ليكون خليفة الزعيم الفلسطيني محمود عباس، من بين هؤلاء الأسرى أم لا.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة