بالتزامن مع عمليات البحث التي يقوم بها أهالي قطاع غزة عما تبقى من منازلهم وأراضيهم بعد وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ يوم الأحد الماضي، يواصل عداد حصيلة الشهداء الارتفاع مع انتشال المزيد من الجثامين التي كانت عالقة تحت الأنقاض.
فقد أظهرت أحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد الشهداء في غزة جراء الحرب التي استمرت 15 شهراً قد ارتفع إلى 47107 شهيداً، فيما بلغ عدد المصابين 111147 جريحاً، علماً أن هذه الأرقام ما تزال مرشحة للزيادة مع استمرار تقييم حجم الدمار.
ومنذ وقف إطلاق النار، تمت إضافة أكثر من 248 اسماً إلى حصيلة الشهداء من بينهم 183 شهيداً تم العثور على جثثهم تحت الأنقاض.
وأشارت وزارة الصحة يوم الأربعاء إلى أنه تم نقل 54 جثة إلى المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية، موضحة أن 53 منها انتشلت من المباني المدمرة إلى جانب 19 جريحاً.
هذا وأعلنت طواقم الدفاع المدني في القطاع أنها انتشلت أكثر من 66 جثة يوم الثلاثاء و62 جثة أخرى يوم الاثنين.
وقال الدفاع المدني: “تنتظرنا مهام صعبة وشاقة تتمثل في البحث عن جثث أكثر من 10 آلاف شهيد ما زالوا تحت أنقاض المنازل والمباني والمنشآت المدمرة، ولم يتم تسجيلهم في إحصائيات الشهداء”.
وكانت قوات الدفاع المدني قد تكبدت خسائر فادحة منذ اندلاع عدوان الاحتلال على غزة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول حيث فقدت نحو 48% من عناصرها بين شهيد وجريح ومعتقل.
وبعد أكثر من 15 شهراً من الحرب، يكشف الفلسطينيون عن حجم الدمار الشامل الذي ألحقه عدوان الاحتلال بالقطاع، حيث أشارت آخر إحصائية من مكتب الإعلام الحكومي يوم الثلاثاء إلى أن 100 ألف طن من المتفجرات ألقيت على غزة خلال العدوان.
وأدى عدوان الاحتلال إلى تدمير 88% من البنية التحتية والمناطق السكنية في القطاع، بما في ذلك المنازل وشبكات الصرف الصحي وشبكات الكهرباء وخطوط المياه.
خروقات اتفاق التهدئة
وخرقت قوات الاحتلال بنود اتفاق وقف إطلاق النار عدة مرات منذ دخوله حيز التنفيذ صباح الأحد، حيث شنت عدة هجمات عبر القطاع، وأطلقت الرصاص الحي واستهدفت المدنيين بشكل مباشر، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية وفا.
كما وردت تقارير عن زرع ألغام في المنازل والبنية التحتية قبل ساعات فقط من بدء الهدنة وقد نتج عنها سقوط عدة جرحى في منزل في شمال غزة.
وأكد مراسلو وفا يوم الأحد أن 10 فلسطينيين دخلوا مستشفى الأهلي في مدينة غزة بعد إصابتهم بقذائف غير منفجرة خلفتها قوات الاحتلال بالقرب من مخيم جباليا للاجئين شمال غزة.
ودمر جيش الاحتلال 161600 وحدة سكنية بالكامل، وجعل 81 ألف منزل غير صالح للسكن، ودمر 194 ألف منزل آخر جزئياً، وفقًا لأحدث تقييمات المكاتب الحكومية.
كما تضرر حوالي 216 مقرًا حكوميًا و42 منشأة رياضية جراء قصف الاحتلال الذي استمر 15 شهراً، في حين تأثر قطاع التعليم بشدة، حيث تم تدمير 137 مدرسة وجامعة بالكامل و357 بشكل جزئي.
وأظهرت الإحصاءات أنه تم استهداف البنية التحتية الدينية والثقافية في القطاع، حيث تم تدمير ثلاث كنائس وأكثر من 832 مسجداً، بالإضافة إلى تدمير 206 مواقع أثرية وتراثية خلال العدوان.
كما تضررت شبكات المياه في غزة إلى حد كبير، حيث تم تدمير حوالي 330 ألف متر مكعب من البنية التحتية الخاصة بها.