ارتقاء 11 فلسطينيا وجرح أكثر من 100 خلال توغل إسرائيلي في نابلس

قتلت القوات الاسرائيلية 11 فلسطينيا بينهم طفل وثلاثة مسنين، وأصابت أكثر من 100 آخرين بجراح خلال توغلها في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة أمس الأربعاء.

فقد اقتحمت أكثر من 60 مركبة عسكرية إسرائيلية مدينة نابلس عند الساعة 10 صباحًا بالتوقيت المحلي بعد أن تسللت وحدات من القوات الخاصة إلى البلدة القديمة، حسبما قال شهود عيان.

كانت نبيلة سليمان، من سكان نابلس، تسير في السوق مع ابنتها عندما سمعت أصوات انفجارات وبدأ الناس يهتفون بأن عملية توغل إسرائيلي كبيرة قد بدأت.

“في كل توغل، يطلق جنود الاحتلال النار بلا رحمة تجاه كل من يتحرك”- ابتهال منصور، شاهد عيان

وقالت سليمان:” كان الأمر مخيفًا للغاية … كنا نسمع أصوات انفجارات وأشخاص يصرخون في الشارع، وبدأ الكثير منا في البكاء والدعاء لحماية المدينة وسكانها”.

وحاصرت القوات الإسرائيلية خلال توغلها مبنى يقال إنه يؤوي مقاتلين فلسطينيين، وأطلقت صواريخ باتجاهه، فيما شوهد قناصة إسرائيليون يتمركزون في محيطه، بينما كانت مروحية عسكرية تحلق فوق المدينة.

وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن مقاتلين اثنين هما حسام بسام سليم (24 عاما) ومحمد عمر أبو بكر (23 عاما) كانا داخل المنزل المحاصر ورفضا الاستسلام.

وتم تداول تسجيل صوتي على وسائل التواصل الاجتماعي بعد بدء الاقتحام، يقول فيه الشاب المحاصر سليم أنه لن يستسلم، ولن يسلم السلاح وأنه قرر أن يستشهد، داعيا رفاقه بالقول: “واصلوا حمل السلاح من بعدنا “.

أكد الجيش الإسرائيلي أنه نفذ عملية في نابلس لاعتقال ثلاثة أشخاص بزعم تخطيطهم لهجمات وتنفيذها ضد أهداف إسرائيلية في الأشهر الأخيرة. وأضاف أن القوات الإسرائيلية ردت عندما تعرضت لإطلاق نار وإلقاء عبوات ناسفة وزجاجات مولوتوف باتجاهها.

وفي بيان عبر صفحتها على تلغرام، قالت مجموعات عرين الأسود المسلحة إن مقاتليها خاضوا اشتباكات مسلحة مع القوات الإسرائيلية إلى جانب مجموعات مسلحة أخرى في المدينة بما في ذلك “كتيبة بلاطة” و” كتيبة نابلس”.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن 11 شخصا قتلوا في المداهمة، بينهم سليم وأبو بكر، وهما عضوان في مجموعات عرين الأسود التي برزت في العام الماضي بعد تصاعد الهجمات الإسرائيلية العنيفة في الضفة الغربية المحتلة.

والشهداء السبعة الآخرون الذين حددتهم الوزارة هم عدنان سبع بعارة، 72 عاما، وعنان شوكت عناب، 66، عبد العزيز الأشقر 61 عاما، ومحمد فريد شعبان، 16 عاما، وتامر نمر ميناوي، 33 عاما، ومحمد خالد عينبوسي، 25 عاما، ومصعب منير عويس، 26 عاما، ووليد رياض دخيل، 23 عاما، وجاسر جميل قنعير، 23 عاما.

“صبر [المقاومة الفلسطينية] … ينفد”- المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام أبو عبيدة

وأثارت العملية الإسرائيلية رد فعل استثنائياً من أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، والذي يميل إلى الإدلاء بتصريحات علنية في وقت الحرب فقط.

وقال ابو عبيدة إن “المقاومة الفلسطينية في غزة تراقب عن كثب جرائم الاحتلال المتكررة بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة وصبرها بات ينفد”.

وأدانت الفصائل الفلسطينية بشدة الهجوم الإسرائيلي ووصفته بـ “المذبحة البربرية” وقالت إنها تحمل إسرائيل مسؤولية عواقبها.

إطلاق نار بلا رحمة

وقالت شاهدة العيان ابتهال منصور إن الجيش الإسرائيلي أرسل تعزيزات إلى المنطقة فور رصد القوة الخاصة التي تسللت سراً إلى المدينة، وشرع الجنود بإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.

وبدورها، قالت سليمان إنها اختبأت بسرعة في متجر عندما بدأت القوات الإسرائيلية بإطلاق الذخيرة الحية، وأضافت أن عشرات الفلسطينيين اختنقوا بالغاز المسيل للدموع، وكان معظمهم من النساء والأطفال، ومع ذلك، منع الجيش الإسرائيلي طواقم الإسعاف من الوصول إليهم.

وقالت منصور إن “التوغل الإسرائيلي وقع في وقت الذروة عندما كانت المنطقة الواقعة في وسط المدينة مزدحمة للغاية، حيث تعتبر العصب الحي في نابلس القديمة”.

ورسمت منصور صورة مروعة لما جرى في المنطقة، حيث تناثرت جثث الجرحى والقتلى في الشارع، وتركزت الإصابات في النصف العلوي من أجسادهم، وخاصة منطقتي الرأس والصدر.

وأضافت أن المسعفين لم يتمكنوا من الاقتراب من الجرحى الذين تُرك الكثير منهم ينزفون في الشارع.

وقالت منصور وهي تبكي:” أطفالي الثلاثة في المدرسة ولا يمكنني الوصول إليهم لأعيدهم إلى المنزل، أنا قلقة جدا عليهم، لأن الجنود الإسرائيليين مع كل توغل يطلقون النار بلا رحمة على كل من يتحرك”.

ونفذت القوات الإسرائيلية اقتحامات مماثلة في محافظة جنين المجاورة أواخر الشهر الماضي، قتل فيها عشرة فلسطينيين.

وتُذكر مثل هذه العمليات الواسعة التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في وضح النهار الكثير من الفلسطينيين بالعنف الإسرائيلي خلال الانتفاضة الثانية.

وقتلت القوات الإسرائيلية 60 فلسطينيا هذا العام بمعدل أكثر من قتيل في اليوم الواحد في امتداد لدوامة العنف الذي تصاعد في 2022، حيث قُتل ما لا يقل عن 167 فلسطينيًا في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهو العدد الأعلى للقتلى الذي يتم تسجيله خلال عام واحد منذ الانتفاضة الثانية، فيما قُتل 30 إسرائيليا العام الماضي و10 آخرين هذا العام على أيدي الفلسطينيين.

وفي وقت سابق، أدان مسؤولون في الأمم المتحدة إسرائيل بسبب ارتكابها مستويات قياسية من العنف في العام 2022، وحذروا من تسجيل عدد أكبر من الضحايا هذا العام.

كما حذر مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، في وقت سابق من هذا الشهر من أن التوتر الحالي يحمل “تشابهاً غير محمود” مع الانتفاضة الثانية وأن الجهود المبذولة لمنع “تفجر العنف” تشكل تحديًا.

مقالات ذات صلة