استشهدت بطلة الكاراتيه الفلسطينية نغم أبو سمرة (24 عاماً) بعد نحو شهر على إصابتها بجروح خطيرة في هجوم صاروخي إسرائيلي على منزلها في مخيم النصيرات للاجئين في 17 كانون الأول / ديسمبر.
وأسفر قصف منزل بطلة الكاراتيه في حينه عن استشهاد شقيقتها على الفور. في حين بترت ساق نغم التي دخلت في غيبوبة قبل أن تفارق الحياة يوم الأحد الماضي في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح في القطاع.
وكان من المقرر أن يتم إجلاء أبو سمرة إلى مصر لتلقي العلاج المتخصص، لكن تأخر إسرائيل بمنحها الإذن للمغادرة حرمها من الخروج في الوقت المناسب حتى فارقت الحياة.
ونقلت سكاي نيوز عن مروان أبو سمرة والد نغم التأكيد أنها كانت “بصيص الأمل الوحيد لديه”، بعد فقدان ابنته الأخرى في القصف وكذلك التي توفيت بمرض السرطان قبل أسبوع من بدء الحرب على غزة.
وأضاف: ” أنا مدمر، كانت نغم هي كل حياتي وروحي”، مشيراً إلى أن ابنته كانت تحلم بإلهام أجيال من الفتيات الصغيرات للعب الكاراتيه، وأن الضربة الصاروخية “دمرت كل أحلامها”.
وتابع: ” الحلم الوحيد المتبقي هو أن سماع صوتها في الحلم”.
وخلال الأسبوع الماضي حث أبو سمرة الهيئات الدولية على مساعدة ابنته في تلقي العلاج الطبي العاجل في الخارج.
وقال للصحفيين أن ابنته أصيبت بجروح في الرأس وبتر ساقها اليمنى وكسور في ذراعها اليسرى وخلع في كتفها.
وناشد الوالد الكليم المؤسسات الدولية والاتحادات الرياضية العالمية للمساعدة في تقديم المعونات للمستشفيات التي تعاني من قدرات محدودة في ظل نقص المعدات الطبية المتاحة في غزة بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل.
وقال مروان أبو سمرة إن الفرق الطبية أجرت بالفعل العديد من العمليات لإنقاذها، ولكن قيل له أنه ليس هناك الكثير مما يمكن فعله لمساعدتها.
وتدفقت مواقف التكريم على بطلة الكاراتيه، التي وصفها والدها بأنها “أجمل لاعبة كاراتيه في العالم”.
فقد عبًرت اللجنة الأولمبية الفلسطينية عن تعازيها باستشهاد نغم، كاشفةً النقاب عن “دورها الكبير في تعزيز رياضة الكاراتيه في غزة”.
وأضافت: ” كانت نغم شخصية مرموقة في الرياضة الفلسطينية وهي اليوم تترك فراغاً بعد جهودها المتفانية في تعزيز رياضة الكاراتيه بين فتيات غزة وإنجازاتها الأكاديمية البارزة”.
وانتقد بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي غياب الاستجابة عن تقديم المساعدة لنغم، رغم مناشدات والدها، خاصة أنها توفيت في اليوم المئة من الحرب على غزة.
ولا تعد نغم الرياضي الفلسطيني البارز الوحيد الذي يستشهد في العدوان الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر.
فقد أدت غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة إلى مقتل هاني المصدر، 42 عاماً وهو مدرب الفريق الأولمبي لكرة القدم، واشتهر محلياً باسم أبو العبد، وكان لاعب خط وسط لنادي المغازي ونادي غزة الرياضي قبل اعتزاله عام 2018.