استشهد خمسة مرضى فلسطينيين في مستشفى ناصر في خان يونس يوم الجمعة في الوقت الذي تواصلت فيه تحذيرات المجتمع الدولي من مغبة غزو “كارثي” محتمل لرفح.
ووفقاً لمسؤولي الصحة الفلسطينية، فإن المرضى الخمسة استشهدوا بسبب نقص الأكسجين الناجم عن قطع إسرائيل للتيار الكهربائي.
وأكدت منظمة الصحة العالمية يوم الجمعة أنها تحاول الوصول إلى المستشفى الذي كان يحتمي به آلاف المرضى والنازحين والعاملين في المجال الطبي قبل إجبارهم على الخروج تحت تهديد السلاح يوم الخميس.
وذكر المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق جاساريفيتش: ” لا يزال هناك مرضى ومصابون بجروح خطيرة داخل المستشفى”.
وأضاف أن هناك ” حاجة ملحة لتوصيل الوقود لضمان استمرار تقديم الخدمات المنقذة للحياة لأولئك الذين يحتاجون المساعدة في مجمع ناصر الطبي”.
وفي الوقت ذاته، دافع الجيش الإسرائيلي عن شنه الغارات على أكبر مستشفى مازال عاملاً في غزة واصفاً هجماته بأنها “دقيقة ومحدودة”، وزعم أنه اعتقل العشرات من “الإرهابيين”، دون تقديم أي دليل.
من جهتها، أوضحت وزارة الصحة الفلسطينية يوم الجمعة أن إجمالي عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر بلغ 28775 غالبيتهم من الأطفال والنساء.
ويأتي الهجوم على المستشفى وسط تصاعد المخاوف من الغزو الإسرائيلي الوشيك لمدينة رفح جنوب قطاع غزة واحتمال تهجير 1.5 مليون فلسطيني يعيشون هناك.
ونفت إسرائيل مراراً أن يكون لديها أي خطط لطرد الفلسطينيين من رفح إلى مصر، وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، يوم الجمعة، إن تل أبيب ستنسق مع مصر بشأن أي موجة جديدة من النازحين الفلسطينيين بسبب الهجوم البري على رفح.
وقال كاتس على هامش مؤتمر ميونيخ الأمني: ” سيتعين على دولة إسرائيل التعامل مع رفح لأنه لا يمكننا ترك حماس هناك”.
لكن دولاً عدة من بينها حلفاء وثيقون لإسرائيل حثوها على إعادة النظر في دخول رفح.
ويخشى الكثيرون أن يكون المكان الوحيد المتبقي لنزوح الفلسطينيين إليه هو شبه جزيرة سيناء المصرية، وهو الأمر الذي تقول جماعات حقوق الإنسان إنه قد يصل إلى حد التطهير العرقي.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة أن الهجوم الإسرائيلي على رفح ” لن يؤدي إلا إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة وسيكون نقطة تحول في هذا الصراع”.
وأضاف ماكرون، متحدثا في قصر الإليزيه بجوار العاهل الأردني الملك عبد الله: ” أشارك الأردن ومصر مخاوفهما من النزوح القسري والجماعي للسكان”.
واتفق العاهل الأردني مع ماكرون، محذراً من “عواقب كارثية” محتملة للهجوم الإسرائيلي.
وعلى صعيد متصل، قُتل إسرائيليان على الأقل وأصيب آخرون في إطلاق نار نفذه فلسطيني على محطة للحافلات قرب مفرق رعيم، شمال كريات ملاخي القريبة من عسقلان، قبل أن يقوم أحد الجنود بقتل منفذ العملية.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: ” هذا الهجوم يذكرنا بأن البلاد بأكملها هي جبهة واحد وأن القتلة الذين لا يأتون من غزة فقط يريدون قتلنا جميعا”.
وفي القدس، أصيب شاب فلسطيني برصاصة مطاطية في رأسه وهو داخل منزله خلال اقتحام إسرائيلي لمخيم شعفاط للاجئين شمال المدينة.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على الإنترنت ضابط شرطة إسرائيلي يطلق النار بشكل مباشر على شاب فلسطيني كان يقف عند نافذة منزله أثناء تصوير مداهمة المخيم عبر هاتفه المحمول.