كشف استطلاع رأي جديد نشرته صحيفة نيويورك تايمز بالتعاون مع كلية سيينا يوم الثلاثاء، أن 48% من الشباب الأميركيين يعتقدون أن إسرائيل تقتل المدنيين عمداً في حربها المستمرة على غزة، بينما يعتقد ثلاثة أرباعهم إن إسرائيل لا تفعل ما يكفي لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين.
وأظهر الاستطلاع فجوة واسعة بين الأجيال بين أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً والذين ينتقدون نهج الرئيس جو بايدن تجاه الحرب في غزة ودعم إسرائيل، والفئة العمرية من 65 عاماً وما فوق الذين يؤكدون في الغالب على ضرورة مواصلة الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل في حملتها العسكرية التي دخلت شهرها الثالث.
في معظم الأسئلة الواردة في الاستطلاع، انتقد الأمريكيون الأصغر سناً الحرب الإسرائيلية في غزة، حيث قال ما يقرب من 70% إن إسرائيل يجب أن توقف الحرب، حتى لو لم تحقق أهدافها المتمثلة في تأمين عودة الرهائن والقضاء على حماس.
ووجد الاستطلاع أن نسبة أكبر من الشباب، 46%، يتعاطفون مع الفلسطينيين مقارنة بأولئك الذين قالوا إنهم يتعاطفون مع إسرائيل،27%.
كما قال أكثر من 70% من الشباب الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع إنهم لا يوافقون على الطريقة التي يتعامل بها الرئيس بايدن مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل عام.
ويأتي استطلاع النيويورك تايمز بعد شهرين من اندلاع الحرب في غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، حيث تستهدف الغارات الجوية والبرية الإسرائيلية المناطق السكنية والمدارس والمستشفيات وملاجئ الأمم المتحدة.
وحذرت جماعات حقوق الإنسان من أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي وقواعد الحرب، كما حذر مئات العلماء في وقت مبكر من الحرب من توجه إسرائيل لارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني.
ومنذ بدء الحرب، قدمت الولايات المتحدة دعمها الكامل لإسرائيل من خلال الدعم الدبلوماسي ومساعدات عسكرية بمليارات الدولارات.
ويخضع الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل لمزيد من التدقيق بعد ظهور تقارير تفيد بأن إسرائيل استخدمت الفسفور الأبيض ضد المدنيين، والذي زودتها به الولايات المتحدة.
كما أثارت الحرب في غزة ردود فعل كبيرة داخل الولايات المتحدة، حيث نظمت مسيرات حاشدة مؤيدة للفلسطينيين بشكل منتظم في الولايات والمدن الكبرى.
ففي الفترة الواقعة بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر و26 تشرين الثاني/ نوفمبر، كان هناك 1,869 احتجاجًا وأعمالًا أخرى مؤيدة لفلسطين، مقارنة بـ 433 مسيرة وتحركًا مؤيدًا لإسرائيل اقيمت داخل الولايات المتحدة، وفقًا Crowd Counting Consortium، وهو مشروع خدمة عامة يتتبع الاحتجاجات السلمية.
استنكار واسع النطاق لبايدن
وبالإضافة إلى وجهات النظر الانتقادية التي يحملها الشباب الأمريكي تجاه إسرائيل، أظهر الاستطلاع الجديد أيضًا استنكار واسع النطاق، بين جميع الفئات العمرية التي شملها الاستطلاع، لتعامل بايدن مع الصراع.
وقال المزيد من الناخبين، 46%، إنهم يثقون في دونالد ترامب للقيام بعمل أفضل مقارنة بأولئك الذين قالوا إنهم يثقون في بايدن %38.
وقال 57% من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع إنهم لا يوافقون على الطريقة التي يتعامل بها بايدن مع القضية، على الرغم من أن الانتقادات الموجهة للرئيس الأمريكي لم تمتد إلى عدم الموافقة على إسرائيل.
ما يقرب من نصف الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع يتعاطفون مع إسرائيل، بينما يتعاطف 20% مع الفلسطينيين.
ومع ذلك، قال ما يقرب من نصف الذين شملهم الاستطلاع، 48%، إن إسرائيل لا تتخذ الاحتياطات الكافية لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين، وقال معظم المشاركين في الاستطلاع، 44%، إنه يتعين على إسرائيل وقف حملتها العسكرية.