استطلاع جديد: انخفاض تعاطف الأمريكيين مع إسرائيل إلى أدنى مستوياته منذ 24 عاماً

وفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة غالوب مؤخراً، فقد وصل التعاطف الأمريكي تجاه الفلسطينيين إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، حيث ارتفعت نسبة الأمريكيين المتعاطفين مع الفلسطينيين 6% عن العام الماضي لتصبح 33% وهي أعلى نسبة على الإطلاق.

أظهر استطلاع الرأي في الوقت نفسه وصول التعاطف مع الإسرائيليين إلى أدنى مستوياته في الولايات المتحدة منذ 24 عاماً، حيث عبر 46% فقط من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع عن تعاطفهم مع الإسرائيليين، وهي ثاني أدنى نسبة تأييد بعد أن كانت 51% عام 2001، أي بعد عام من الانتفاضة الثانية.

 بعد مرور عام، ومع استمرار الأزمة الإنسانية في غزة، ارتفع تعاطف الديمقراطيين مع الفلسطينيين مرة أخرى وبنسبة 16% هذه المرة، ليصبح بذلك التعاطف في أعلى مستوياته على الإطلاق

تاريخياً، لطالما كانت مشاعر الأمريكيين تميل إلى إسرائيل على حساب الفلسطينيين، وذلك ما تشير إليه استطلاعات غالوب منذ بدأت في تتبع البيانات عام 1989.

منذ ذلك الحين، ظلت نسبة التأييد تصل إلى ما نسبته 65% من الأمريكيين الذين يبدون آراءً إيجابية تجاه إسرائيل، وخلال تلك الفترة كانت نسبة 45% التي صدرت عام 1989 هي الأدنى وذلك بسبب الانتفاضة الأولى.

أظهر الاستطلاع الجديد أيضاً بأن 40% من البالغين الأمريكيين يوافقون على طريقة تعامل ترامب مع الوضع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والراجح أن ذلك يرجع إلى توسط ترامب في اتفاق لوقف إطلاق النار.

بين الديمقراطيين والجمهوريين

تجدر الإشارة أيضاً إلى تباين نتائج الاستطلاع بين الأشخاص من التيار الديمقراطي أو الجمهوري، فالجمهوريون يميلون أكثر من الديمقراطيين للنظر إلى إسرائيل بشكل إيجابي، حيث بلغت نسبتهم 83% مقابل 33% من الديمقراطيين، فيما ينظر 45% من الديمقراطيين إلى الأراضي الفلسطينية بشكل أكثر إيجابية من الجمهوريين الذين لم تتجاوز نسبتهم 18%.

لقد ظل دعم الجمهوريين للإسرائيليين مستمراً منذ عام 2001 رغم تراجعه البسيط اليوم، فيما انحاز الديمقراطيون إلى الإسرائيليين أيضاً حتى عام 2022، ومنذ ذلك الحين، بدأ دعم الديمقراطيين يميل بعضه إلى الفلسطينيين.

كان تراجع تعاطف الديمقراطيين مع الإسرائيليين يبدو وكأنه نتيجة لعدم الموافقة على القيادة السياسية ذات الميول اليمينية في البلاد تحت قيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واستمر الانخفاض خلال العامين الماضيين.

لقد توقفت مناقشة نهج الدولتين لتحقيق السلام في المنطقة فعلياً بعد هجمات 7 أكتوبر عام 2023، حيث يركز زعماء العالم اليوم على كيفية تأمين سلامة إسرائيل بعد الحرب، والدور الذي قد تلعبه حماس في غزة وكيف سيتم حكم الضفة الغربية المحتلة

في فبراير عام 2023، انخفض تعاطف الديمقراطيين مع الإسرائيليين إلى 38%، في الوقت الذي زاد فيه التعاطف مع الفلسطينيين إلى 49%، حيث كانت هذه هي المرة الأولى التي يسود فيها التعاطف الفلسطيني بين هذه المجموعة.

بعد 8 أشهر، وتحديداً بعد 7 أكتوبر عام 2023، انخفض تعاطف الديمقراطيين مع الشعب الفلسطيني مرة أخرى بنسبة 6% بسبب هجمات 7 أكتوبر، ولكن بعد مرور عام، ومع استمرار الأزمة الإنسانية في غزة، ارتفع تعاطف الديمقراطيين مع الفلسطينيين مرة أخرى وبنسبة 16% هذه المرة، ليصبح بذلك التعاطف في أعلى مستوياته على الإطلاق.

دولة فلسطينية

لسنوات عديدة، كان حل الدولتين فكرة مركزية في محادثات السلام، وكان يستلزم دائماً إنشاء دولة فلسطينية، وهذا ما قامت مؤسسة جالوب بقياس آراء الأمريكيين حوله منذ عام 1999.

منذ ذلك الحين، ارتفع عدد الأمريكيين الذين يؤيدون إنشاء دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة ولا يزال هذا الوضع مستمراً حتى اليوم، حيث تشير آخر النسب إلى أن هناك 55% ممن يؤيدون إقامة دولة فلسطينية مقابل 31% ممن يعارضون ذلك.

وتتوافق نسبة 55% من البالغين الأمريكيين الذين يفضلون إقامة دولة فلسطينية مع القراءات منذ عام 2020، حيث تراوحت بين 52% إلى 55%.

لقد كانت نسبة أكبر من الأمريكيون قبل ذلك التاريخ أيضاً تؤيد قيام دولة فلسطينية مستقلة، لكن النسبة ظلت في الغالب دون مستوى الأغلبية، حتى أن الدعم والمعارضة كانا متشابهين جداً في عامي 2015 و2017، ولكن بشكل عام، ظل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة يحظى بدعم أغلبية الامريكيين، وإن كان من قبل الديمقراطيين أكثر بكثير من الجمهوريين.

لقد توقفت مناقشة نهج الدولتين لتحقيق السلام في المنطقة فعلياً بعد هجمات 7 أكتوبر عام 2023، حيث يركز زعماء العالم اليوم على كيفية تأمين سلامة إسرائيل بعد الحرب، والدور الذي قد تلعبه حماس في غزة وكيف سيتم حكم الضفة الغربية المحتلة.

للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)

مقالات ذات صلة