أشار استطلاع جديد، قام به مركز الأبحاث “داتا بروجرس” في الولايات المتحدة، إلى أن هناك فجوة واضحة بين بايدن وناخبيه حول الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث أظهر الاستطلاع أن غالبية الديمقراطيين يرون أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في القطاع المحاصر.
شهدت ما لا يقل عن 90 جامعة في الولايات المتحدة احتجاجات متواصلة ضد الحرب الإسرائيلية على غزة
وتأتي هذه النتيجة بعد أن رفضت الولايات المتحدة مراراً الاعتراف بالدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية متهمة فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، حيث وصفت إدارة بايدن الدعوى بأنها “لا أساس لها من الصحة”، في الوقت الذي هدد فيه المشرعون الأمريكيون المحكمة الجنائية الدولية مؤخراً إذا ما أصدرت أي أوامر اعتقال بحق القادة الإسرائيليين.
بحسب نتائج الاستطلاع، فإن 56% من الناخبين الديمقراطيين لا يتفقون مع موقف الإدارة الأمريكية، بينما يعتقد 22% فقط أن إسرائيل لا ترتكب إبادة جماعية.
للمفارقة، فإن الناخبين الجمهوريين هم من يجدون أنفسهم على وفاق مع بايدن بهذا الأمر، حيث لا يتفق 58% منهم مع اتهامات الإبادة الجماعية، مقابل 23% ممن يوافقون عليها.
تبين من خلال الاستطلاع، أن قضية وقف إطلاق النار كانت عامل خلاف آخر بين بايدن وناخبيه، فقد أظهرت الولايات المتحدة تردداً وتجاهلاً لهذه الدعوة طوال فترة الحرب المستمرة زاعمة أن وقف إطلاق النار لن يفيد إلا حماس، وذلك رغم تأييد ثلثي الناخبين الأمريكيين وقف إطلاق النار كما أظهرت أرقام تعود إلى فبراير الماضي.
مؤخراً فقط، دعت الولايات المتحدة بوضوح أكبر إلى وقف فوري لإطلاق النار، وعلى الأخص بعد مقتل عمال الإغاثة في المطبخ المركزي العالمي في غارة إسرائيلية في أبريل، إلا أن الاقتراح الأخير لوقف إطلاق النار الذي أعلنت حماس قبوله وإسرائيل رفضه، قد مهد لخارطة طريق لوقف دائم لإطلاق النار.
يظهر استطلاع الرأي الأخير أن 70% من الناخبين المحتملين يريدون وقفاً دائماً لإطلاق النار، من بينهم 83% من الديمقراطيين و56% من الجمهوريين، فيما تصل نسبة تأييد الناخبين المستقلين والأطراف الثالثة إلى 65%.
توريد الأسلحة إلى إسرائيل
أعلنت إدارة بايدن أخيراً إيقاف شحنة أسلحة مجهزة إلى إسرائيل بسبب مخاوف حول اجتياح رفح، كما أعلنت واشنطن أنها تدرس أيضاً مراجعة حزم الأسلحة الأخرى إلى إسرائيل.
أظهر الاستطلاع الأخير أن 46% من جميع الناخبين المحتملين لا يوافقون على “تقييد حقوق الطلاب في الاحتجاج”
تجدر الإشارة إلى أنه وخلال 7 أشهر من الحرب، فقد زودت الولايات المتحدة إسرائيل بشحنات أسلحة متواصلة، مما يعني أن القرار الأخير يعكس التحول في الإدارة الأمريكية وذلك ما انعكس على مشاعر الناخبين كما أظهر الاستطلاع.
وفق الأرقام في الاستطلاع، يرفض 46% من الناخبين تفويض الكونغرس بتقديم مساعدات بقيمة 4 مليارات دولار لتجديد أنظمة الصواريخ الإسرائيلية، بينما يعتقد 37% أن المساعدات العسكرية لإسرائيل يجب أن تنخفض.
من بين الديمقراطيين، فإن 52% لا يوافقون على التفويض فيما يعتقد 42% أن المساعدات العسكرية الإجمالية لإسرائيل يجب أن تنخفض، ومن بين الجمهوريين، فإن 37% لا يوافقون على تفويض الكونغرس، فيما يريد 28% تخفيض المساعدات لإسرائيل.
من المرجح أن يكون للحرب على غزة تأثير هائل على الانتخابات الأمريكية المقرر إجراؤها في نوفمبر القادم، فقد كان صوت الشباب الأمريكيين عالياً هذه المرة في الحديث ضد تواطؤ واشنطن في الحرب، مما أكسب الرئيس الأمريكي لقب “جو رجل الإبادة الجماعية” بين فئات الشباب.
وفي الأسابيع الأخيرة، شهدت ما لا يقل عن 90 جامعة في الولايات المتحدة احتجاجات متواصلة ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، وقوبلت الاحتجاجات بالعنف من جانب القوات الأمنية والشرطة بعد أن استدعت إدارات الجامعات قوات الشرطة لفض المعسكرات والاعتصامات.
لقد كان قمع الاحتجاجات الجامعية بمثابة عامل استقطاب آخر يضاف إلى عوامل تحريك الرأي العام الأمريكي، فقد أظهر الاستطلاع الأخير أن 46% من جميع الناخبين المحتملين لا يوافقون على “تقييد حقوق الطلاب في الاحتجاج”، وقد كان غالب الاستياء لدى الديمقراطيين من العنف الذي قوبلت به الاحتجاجات، وذلك بنسبة 55% منهم، مقابل 36% فقط من الجمهوريين.