كشف استطلاع جديد للرأي أجرته مؤسسة غالوب تحولاً كبيراً في المشاعر الأمريكية ضد سلوك إسرائيل في الحرب على غزة، حيث عارض 55% من المستطلعة آراؤهم تصرفات إسرائيل، مقارنة بـ 36% أيدوا أفعالها.
وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي تم إجراؤه في الفترة من 1 إلى 20 آذار/مارس انخفاضاً لافتاً في تأييد الأمريكيين لعدوان إسرائيل على غزة والذي كان يبلغ 50% في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، مقابل معارضة 45% لعملياتها في ذلك الحين.
ومنذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر على جنوب إسرائيل والحرب اللاحقة على غزة، تم تهجير أكثر من 90% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، واستشهد ما لا يقل عن 32 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال.
ووفقاً لمؤسسة غالوب، فإن 74% من الأميركيين يقولون إنهم يتابعون أخبار الحرب الإسرائيلية الفلسطينية عن كثب، وهو ما يقارب نسبة 72% التي سجلها الاستطلاع في تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال 43% من الذين دعموا الإجراءات الإسرائيلية، إنهم يتابعون الأخبار “عن كثب شديد”، بينما قال 55% من الذين لم يوافقوا على الإجراءات الإسرائيلية إنهم يتابعونها “عن كثب”.
وبحسب منفذي الاستطلاع فإن: “الدعم الأمريكي لإسرائيل يتراجع مع استمرار حربها على حماس”.
ولم يسجل الاستطلاع تراجعاً في الرضى الأمريكي عن أداء بايدن عمّا كان عليه قبل الحرب رغم أن الأمريكيين يقيّمون طريقة تعامل بايدن مع القتال في غزة بشكل سيئ.
ووفقاً لغالوب فإن هذا التقييم “قد يضر بالرئيس من خلال إضعاف الإقبال على الاقتراع بين ناخبيه المحتملين الذين يهتمون بشدة بالقضية الفلسطينية ويشعرون بالاستياء من تعامله مع الوضع”.
وبحسب المؤسسة، فقد تضاءل دعم كل من الديمقراطيين والمستقلين للإجراءات الإسرائيلية في غزة منذ تشرين الثاني/نوفمبر بنسبة 18 نقطة مئوية، بينما شهد الجمهوريون انخفاضاً بمقدار سبع نقاط.
ويعارض المستقلون، الذين كانوا منقسمين في السابق حالياً إلى حد كبير العدوان الإسرائيلي وقد كثف الديمقراطيون، الذين كانوا يعارضون الحرب في تشرين الثاني/ نوفمبر معارضتهم أيضاً لها حيث انخفضت نسبة الموافقة على إجراءات إسرائيل إلى 18% وارتفعت نسبة عدم الموافقة إلى 75%.
وعلى الرغم من أن الجمهوريين يواصلون دعم العدوان الإسرائيلي، إلا أن دعمهم قد تضاءل من 71% إلى 64% حسبما أظهر الاستطلاع.
وكانت مسؤولة في وزارة الخارجية قد استقالت يوم الأربعاء احتجاجاً على دعم إدارة بايدن لإسرائيل، قائلة إن ذلك جعل وظيفتها في تعزيز حقوق الإنسان “شبه مستحيلة”.
والموظفة المستقيلة هي أنيل شيلين، 38 عاماً وقد غادرت منصبها في منتصف فترة عقد عملها الذي يمتد لعامين مع وزارة الخارجية الأمريكية كموظفة للشؤون الخارجية في مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل.
وقالت شيلين: “لقد شاهدت أنا وزملائي برعب هذه الإدارة وهي تقوم بتسليم آلاف الذخائر الموجهة بدقة والقنابل والأسلحة الصغيرة وغيرها من المساعدات الفتاكة إلى إسرائيل، لقد أفزعنا التجاهل الصارخ من جانب الإدارة للقوانين الأمريكية”.
ومن المعلوم أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أقر يوم الاثنين قراراً يدعو إلى “وقف فوري لإطلاق النار” في غزة حتى نهاية شهر رمضان المبارك، بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت ورفض استخدام حق النقض (الفيتو) ضد القرار.
ودعا القرار أيضاً إلى إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة و”الحاجة الملحة لتوسيع تدفق المساعدات” إلى القطاع المحاصر.
وتطرح الولايات المتحدة قراراً لوقف إطلاق النار في غزة منذ شباط/ فبراير كوسيلة للضغط على إسرائيل، مع تزايد إحباط واشنطن مما وصفه بايدن بـ “القصف العشوائي” الإسرائيلي على غزة والفشل في صياغة خطة ما بعد الحرب للقطاع الذي بات على شفا المجاعة.
وحذر تقرير صدر مؤخراً بدعم من الأمم المتحدة من أن المجاعة أصبحت وشيكة في شمال غزة، وهي أزمة اتهم الكثيرون إسرائيل بالتسبب فيها عبر استخدام المجاعة كسلاح في الحرب.