أظهر استطلاع جديد للرأي أجرته مؤسسة YouGov لاستطلاعات الرأي، بتكليف من منظمة العمل من أجل الإنسانية غير الحكومية بالتعاون مع المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين، بأن أكثر من نصف البريطانيين يعارضون الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث رأت الغالبية العظمى منهم بأن سلوك إسرائيل يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
خلص الاستطلاع إلى أن 55% من الجمهور البريطاني يعارضون التصرفات الإسرائيلية في غزة مقابل 15% فقط ممن يؤيدونها، ومن بين هؤلاء الـ 55%، يعتقد 82% أن ذلك يرقى إلى جريمة إبادة جماعية.
“رغم المعلومات الخاطئة التي تهدف إلى تبييض جرائم الحرب المرتكبة في غزة، إلا أن الجمهور البريطاني لم ينخدع، فمن الواضح أن غالبية الجمهور هنا يشعرون بالاشمئزاز من سلوك إسرائيل، ويتفق عدد متزايد من الناس على أن هذه إبادة جماعية بشكل واضح، وهذا الاستطلاع يظهر أن فشل الحكومة في إدراك حجم الجرائم التي ترتكب في غزة يضعهم على الجانب الخطأ من التاريخ” – عثمان مقبل- منظمة العمل من أجل الإنسانية
أوضحت المنظمتان غير الحكوميتان في بيان نتائج الاستطلاع بأن “هذا يعني أن 45% من البالغين في المملكة المتحدة يعتبرون تصرفات إسرائيل بمثابة إبادة جماعية”.
وقد أظهر الاستطلاع أيضاً أن ما يقرب من ثلثي البريطانيين أي 65% منهم يريدون أن تطبق المملكة المتحدة مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا زار المملكة المتحدة، كما أظهرت النتائج أيضاً أن هناك “تزايداً في الضغط الشعبي من أجل المساءلة القانونية والاستجابة الحكومية الحاسمة”.
يعتمد الاستطلاع على عينة مكونة من 2010 أشخاص بالغين، وتم إجراء الاستطلاع الميداني عبر الإنترنت في الفترة ما بين 4-5 يونيو 2025.
ويكشف استطلاع YouGov عن دعم شعبي قوي في المملكة المتحدة للاعتراف الفوري بالدولة الفلسطينية، مع دعم واضح بشكل خاص بين ناخبي حزب العمال، حيث يؤيد 30% من البريطانيين الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة على الفور مقارنة بـ 10% فقط ممن يعارضون المبادرة، فيما يعتقد 19% بأن الاعتراف يجب أن يأتي في نهاية المطاف عندما يحين الوقت المناسب.
لقد كان الدعم الأقوى لتلك النتائج قادماً من أولئك الذين صوتوا لحزب العمال في الانتخابات العامة لعام 2024، حيث أبدى 43% منهم عن تفضيلهم الاعتراف الفوري و21% فضلوا الاعتراف في مرحلة لاحقة مقابل 2% فقط ممن عارضوا الفكرة.
دعم برنامج تأشيرات غزة
وفقاً للاستطلاع، فقد أظهر ناخبو حزب العمال أيضاً اهتماماً إنسانياً قوياً بالمدنيين المتضررين من الحرب في غزة، حيث أيد 56% من ناخبي حزب العمال في عام 2024 خطة تأشيرات إنسانية لفلسطينيي غزة، على غرار برنامج “منازل لأوكرانيا” الذي تم إطلاقه خلال الغزو الروسي لأوكرانيا، فيما عارض 27% فقط من ناخبي حزب العمال هذا المخطط.
وقد علق الرئيس التنفيذي لمنظمة العمل من أجل الإنسانية، عثمان مقبل، على نتائج الاستطلاع بالقول: “رغم المعلومات الخاطئة التي تهدف إلى تبييض جرائم الحرب المرتكبة في غزة، إلا أن الجمهور البريطاني لم ينخدع، فمن الواضح أن غالبية الجمهور هنا يشعرون بالاشمئزاز من سلوك إسرائيل، ويتفق عدد متزايد من الناس على أن هذه إبادة جماعية بشكل واضح، وهذا الاستطلاع يظهر أن فشل الحكومة في إدراك حجم الجرائم التي ترتكب في غزة يضعهم على الجانب الخطأ من التاريخ”.
أما كبير مسؤولي الشؤون العامة في المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين، جوناثان بورسيل فعلق قائلاً: “يجب أن تستند عملية صنع السياسات في المملكة المتحدة إلى الامتثال لالتزامات القانون الدولي، فقد أظهر هذا الاستطلاع مستوى الدعم الشعبي لمثل هذه السياسات أيضاً، فليست هناك أي رغبة على الإطلاق في جر سمعتنا الوطنية إلى الوحل من خلال الاستمرار في الوقوف إلى جانب دولة مارقة ومنبوذة”.
للاطلاع على النص الأصلي من (هنا)