استقال أربعة من الكتّاب البارزين من صحيفة “جويش كرونيكل” (JC) بعد أن نشرت تقارير (مختلقة جامحة) حول عدوان الاحتلال على قطاع غزة.
وكانت صحيفة “جويش كرونيكل”، وهي أقدم صحيفة يهودية في المملكة المتحدة، قد نشرت عدة تقارير لمراسل يُدعى إيلون بيري، زعم أنها تحتوي على اقتباسات ملفقة من مسؤولين إسرائيليين.
وعمدت الصحيفة إلى إزالة التقارير عن موقعها الإلكتروني ومنصاتها الرقمية منذ تعرضها للتشكيك في صحة المعلومات الواردة في التقارير.
وزعم أحد التقارير أنه تم اكتشاف وثيقة من غزة حول خطط لقائد حماس يحيى السنوار للهروب مع الأسرى الإسرائيليين، باستخدام ممر فيلادلفيا كطريق إلى إيران، لكن جيش الاحتلال قال إنه ليس على علم بمثل هذه الوثيقة، في حين شككت العديد من المواقع الإخبارية الإسرائيلية في هوية بيري وخلفيته المهنية.
ونظراً للتشابه بين ادعاءات بيري والتصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فقد تكهن بعض المراقبين بإمكانية ان يكون نشر التقارير جزءاً من حملة تضليل أوسع نطاقًا.
وكانت صحيفة جويش كرونيكل قد حذفت تقارير أيلون بيري من موقعها على الإنترنت يوم السبت، لكن جوناثان فريدلاند، أحد كبار كتاب الأعمدة في الصحيفة أعلن يوم الأحد إنه سيترك الصحيفة التي ساهم فيها لمدة 26 عاماً.
وقال في رسالة إلى رئيس تحرير الصحيفة جيك واليس سيمونز، نُشرت على منصة X، أن: “الفضيحة الأخيرة تجلب عاراً كبيراً على الصحيفة، فنشر قصص ملفقة وإظهار أدنى أشكال الندم، ليست سوى أحدث فضيحة، ففي كثير من الأحيان، تبدو صحيفة جويش كرونيكل وكأنها أداة حزبية وأيديولوجية، وأحكامها سياسية وليست صحفية”.
وأعاد الصحفي ديفيد آرونوفيتش نشر رسالة فريدلاند وقال: “لقد فعلت الشيء نفسه”، كما حذا الكوميدي والكاتب ديفيد باديل حذوه، حيث أكد المتحدث باسمه يوم الأحد أنه “لا يخطط لكتابة المزيد من الأعمدة للصحيفة، ولكن لا يوجد أي تعليق آخر في هذه المرحلة”.
أما هادلي فريمان، التي تكتب أيضاً لصحيفة صنداي تايمز، فقالت لراديو بي بي سي فور صباح يوم الاثنين إنها وكتاب الأعمدة الآخرين الذين استقالوا “شعروا أنه لم يتم تطبيق معايير تحريرية” على إيلون بيري “لأن هذا الصحفي يلتزم بأيديولوجية ربما كانت مماثلة لأيديولوجية هيئة التحرير”.
وأضافت: “يمثل اليهود نسبة ضئيلة للغاية من السكان البريطانيين، أقل من 1% ونريد أن يكون لدينا صوت ليبرالي حديث يمثل مشاعر اليهود البريطانيين، وما شعرت به بشكل متزايد هو أن كرونيكل اليهودية كانت تمثل وجهة نظر أكثر أيديولوجية بدلاً من وجهة نظر صحفية صارمة، وأصبحت أكثر يمينية وأكثر انسجاماً مع نتنياهو، الأمر الذي لا ينطبق على معظم اليهود البريطانيين.
وتابعت: “لم يكن السبب الذي دفعني إلى الانضمام إلى صحيفة يهودية بريطانية هو تمثيل آراء نتنياهو، بل أريد تمثيل آراء اليهود البريطانيين”.
بدوره قال أيلون بيري، الذي كتب التقارير المثيرة للجدل لصالح صحيفة جويش كرونيكل بصفته صحفياً مستقلاً، لصحيفة “صنداي تايمز” إن الانتقادات كانت بدافع “الغيرة”، وعندما سُئل عن سبب عدم وجود أدلة كافية على كتاباته السابقة، أجاب: “مقالاتي باللغة العبرية، يا عزيزتي”.
وقال رئيس تحرير صحيفة جويش كرونيكل جيك واليس سيمونز على منصة X يوم الأحد أن “أسوأ كابوس بالنسبة لأي محرر صحيفة هو أن يخدعه صحفي”، موضحاً أن الصحيفة “قطعت كل العلاقات مع الصحفي المستقل المعني وتم الآن إزالة عمله من موقعنا على الإنترنت”.