بعد ترقب قراره إثر كارثة الزلزال قبل أسابيع، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أخيراً أنه لن يؤجل موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في مايو 2023، لأنه، بحسب محللين، واثق من فرصته بالفوز، في الوقت الذي تظهر فيه استطلاعات للرأي أن مستوى شعبيته لا يبدو محسوماً بوضوح حتى الآن.
أردوغان من جانبه، لم ينسَ، خلال خطاب ألقاه في البرلمان مؤخراً، الإشارة إلى أن “الناخبين سيعلمون المعارضة درساً” في مايو المقبل، من خلال الالتفاف حوله وحول حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه، وأضاف “سنعيد بناء مبانٍ أفضل ونضمد الجراح، ليس من الضعف الحديث عن أوجه القصور وطلب المغفرة، أنا واثق أن الشعب سيقوم بما هو ضروري لصالح البلاد في 14 مايو”.
وعلى الرغم من الانتقادات التي وُجهت للحكومة، إلا أنه يمكن القول أن الرئيس التركي قد خرج سالماً نسبياًُ إن صح التعبير بعد كارثة الزلزال، وتقول مصادر مقربة من الرئيس التركي أنه بعد جدل داخل الحزب الحاكم حول تأجيل موعد الانتخابات، حسم أردوغان خياره بعدم تأجيلها مراهناً على أنه القائد الوحيد الذي يمكنه تنفيذ مشروع إعادة بناء شامل في البلاد، كما أنه زاد من الإنفاق الحكومي الذي خفف من الانتكاسات الاقتصادية التي شعر بها الناس في السنوات الأخيرة، بحسب مصادر مقربة من الرئاسة.
في خطابه كذلك، أعلن أردوغان أن حكومته ستؤسس صندوقاً لإعادة الإعمار السريع للمدن العشر المتضررة، كما وعد ببناء آلاف المنازل الجديدة للناجين من الزلزال، بعد انهيار اكثر من 11 ألف مبنى بشكل كامل أو جزئي.
الأتراك يترقبون بحذر
تشير استطلاعات أجراها الحزب الحاكم وشركات استطلاع مستقلة إلى أن شعبية الحزب الحاكم وأردوغان لم تتراجع بعد كارثة الزلزال، فقد أشار استطلاع أجراه “مركز دراسات التأثير الاجتماعي” على 1930 ناخباً في الفترة بين 18-20 فبراير، إلى أن تحالف الشعب الذي يقوده أردوغان كان محافظاً على تأييد نسبته 44%، بنسبة ارتفعت 3 درجات عن شهر يناير أي قبل الزلزال.
“سنعيد بناء مبانٍ أفضل ونضمد الجراح، ليس من الضعف الحديث عن أوجه القصور وطلب المغفرة، أنا واثق أن الشعب سيقوم بما هو ضروري لصالح البلاد في 14 مايو” أردوغان
وقد أوضح مدير المركز، أولاس تول، أنه برغم استياء الناس من بطء استجابة الحكومة للطوارئ في أول 48 ساعة بعد الزلزال، إلا أن ذلك لم يؤثر على نسبة التصويت، مؤكداً أن المجتمع التركي يريد أن يتجاوز الأزمة ويعطي “الحكومة فرصة” ليرى ماذا ستفعل، وإن كان بترقب وحذر، خاصة في ظل معارضة لم تفعل شيئاً يذكر في الأزمة غير النقد، الأمر الذي أثار استياء بين الناخبين، بحسب تول.
تعليقاً على الأجواء الانتخابية في ظل تبعات الزلزال، كتبت الأستاذة في جامعة أوزيجين التركية، إيفرين بالتا، “التغييرات الرئيسية هي آخر شيء تريده في حياتك وأنت تشاهد منزلك يحترق، قد تعتقد أن الشخص المسؤول عن إحراق منزلك هو الأقدر على إخماد الحريق، وأن مسؤوليته في إثارة الحريق تعادل مسؤوليته في إخمادها”، وذلك في إشارة إلى أن الناخبين قد يمنحون الثقة لاردوغان لأنهم ما زالوا تحت تأثير الصدمة، ويتعلقون بوعود إعادة الإعمار، ولكن ما إن يمضي وقت ويتجاوزوا الصدمة، فقد يغيرون بعضاً من آرائهم، على حد قولها.