استشهد ما لا يقل عن 10 فلسطينيين كانوا يسعون للحصول على المساعدات الإنسانية وثلاثة من العاملين في المجال الإنساني في غارات للاحتلال على غزة يوم السبت.
وأفاد شهود عيان أن غارة جوية لقوات الاحتلال استهدفت مركبة تابعة لمنظمة المطبخ المركزي العالمي (World Central Kitchen (WCK) أثناء نقلها إمدادات غذائية عبر طريق صلاح الدين في خان يونس.
وأسفرت الغارة عن استشهاد ثلاثة عمال من المنظمة غير الحكومية الدولية، والتي سبق أن فقدت سبعة عمال إغاثة معظمهم من الأجانب في غارة للاحتلال في أبريل، مما أثار إدانة عالمية.
عندما حاول اثنان من المارة مساعدة عمال الإغاثة بعد الغارة، تم استهدافهما أيضاً وقتلهما بغارة جديدة.
وقال تامر سمور، وهو شاهد عيان، أن المركبة كانت تحمل الأرز وإمدادات غذائية أخرى، موضحاً أنه قام باسترجاع معدات الجمعية ومن ضمنها قائمة بأسماء الأشخاص الذين كانوا من المقرر أن يتلقوا المساعدات من مكان القصف”.
وأوضح محمد أبو عابد، أحد سكان خان يونس، أن أحد الرجلين اللذين استشهدا في الغارة الثانية يدعى عادل سمور، مضيفاً: “لقد طلب مني الليلة الماضية الخبز، لكنني لم أستطع مساعدته”.
وذكر أن الرجلين هما مزارعين وكانا متجهين إلى العمل لكسب لقمة العيش، وكانا ينتظران أن يتم نقلهما للعمل عندما أصابت الغارة الأولى السيارة القريبة”.
وتابع “وعندما حاول الرجلان المساعدة، تم استهدافهما أيضًا وقتلهما على الفور، لقد كانا فقط يحاولان كسب لقمة العيش، كانا بريئين”.
من جهته، زعم جيش الاحتلال أن الغارة كانت تستهدف “إرهابيًا” داخل “السيارة المدنية وأنه قد قتل في الغارة، لكن جيش الاحتلال لم يقدم دليلاً على ما يدعي.
وفي هجوم منفصل، قتلت غارة جوية للاحتلال 11 شخصًا على الأقل عندما استهدفت سيارة ومجموعة من المواطنين يتلقون الدقيق في منطقة قيزان النجار، جنوب خان يونس، وفقًا لوسائل إعلام محلية.
وأفادت تقارير عن غارات دموية أخرى في حي الشجاعية بمدينة غزة وشمال غزة.
ووفقًا للجزيرة، فقد استشهد ما لا يقل عن 46 فلسطينياً يوم السبت.
وبدورها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة أعداد الشهداء منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 ارتفعت إلى 44382، كما أصيب 105142 آخرون.
ووفقا للأمم المتحدة، فإن ما يقرب من 70% من الضحايا هم من الأطفال والنساء.
من ناحيته، ذكر وزير دفاع الاحتلال السابق موشيه يعلون أن جيشه ينفذ حملة تطهير عرقي في شمال غزة.
وخلال الهجوم المستمر على شمال غزة، والذي استمر قرابة شهرين، اتُهمت قوات الاحتلال بارتكاب عمليات قتل جماعي، وعرقلة المساعدات ومنع الطواقم الطبية وفرق الإنقاذ من العمل في المنطقة.
وقال يعلون في مقابلة مع تلفزيون ديموكرات، واصفًا تصرفات القوات الإسرائيلية: “لا توجد بيت لاهيا، ولا توجد بيت حانون، إنهم يعملون في جباليا ويطهرون المنطقة من العرب بشكل أساسي”.
ويقول جيش الاحتلال إنه يعمل على منع حماس من إعادة تجميع صفوفها في شمال غزة.
لكن خبراء حقوق الإنسان اتهموا إسرائيل بمحاولة تطهير المنطقة عرقياً من الفلسطينيين كجزء من خطة لإعلان شمال غزة منطقة عسكرية مغلقة في نهاية المطاف.
وأضاف يعلون “المسار الذي ننجر إليه هو الاحتلال والضم والتطهير العرقي في قطاع غزة، نقل السكان، سمها ما شئت، والمستوطنات اليهودية”.
وفي مكان آخر، وصل وفد من حماس إلى مصر يوم السبت وسط تقارير عن زخم جديد لتأمين وقف إطلاق النار.
ومن المقرر أيضاً أن تحضر وفود من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية وفتح المحادثات، وفقاً لصحيفة العربي الجديد.
وتوقفت المفاوضات لتأمين صفقة لعدة أشهر بسبب موقف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المتغير، مع اتهامات بأنه حاول تخريب المحادثات لأسباب سياسية.
وقالت حركة حماس الأسبوع الماضي إنها مستعدة لاستئناف المحادثات وجددت مطالبها بإنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية وتبادل الأسرى.