استهداف مباشر للمدنيين.. طائرات الاحتلال تقصف سيارة تقل عائلات نازحة بغزة

استهدفت طائرة حربية إسرائيلية، الثلاثاء، سيارة تقل نازحين كانوا يفرّون من مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن خمسة فلسطينيين وإصابة آخرين بجروح.

استهداف مباشر للمدنيين

وقعت الغارة قرب مسجد الكتيبة في البلدة القديمة غربي غزة، حيث اشتعلت النيران في السيارة بالكامل.

وأظهرت مقاطع مصورة من موقع الحادث أعمدة من الدخان الكثيف تتصاعد من السيارة المشتعلة، فيما هرع مدنيون مذعورون إلى المكان محاولين إنقاذ الضحايا.

كما بدت جثث بعض القتلى مضرجة بالدماء وملقاة على الأرض بلا حراك، بينما أصيب آخرون بجروح خطيرة، في حين سعى آخرون لإخماد الحريق. وفي مقاطع أخرى، تجمع العشرات حول بقايا السيارة المتفحمة التي تحولت إلى حطام معدني بعد الغارة.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن بين الضحايا نساء وأطفالًا.

سياسة ممنهجة ضد المركبات المدنية

الهجوم الجديد يضاف إلى سلسلة استهدافات مماثلة نفذها الجيش الإسرائيلي ضد سيارات مدنية في غزة منذ بداية حربه، حيث طالت الغارات سيارات لعائلات نازحة، وأخرى لفرق إنقاذ وصحفيين.

ففي وقت سابق من هذا العام، أصيب عدد من الفلسطينيين عندما استهدفت القوات الإسرائيلية سيارة على الطريق الساحلي غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، رغم سريان وقف إطلاق النار حينها.

وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول، استشهد خمسة صحفيين فلسطينيين إثر غارة إسرائيلية على سيارة صحفية كانت تحمل شارات واضحة قرب أحد مستشفيات وسط غزة، بحسب ما أكده مسؤولون فلسطينيون ووسائل إعلام دولية.

وفي كلتا الحالتين، زعمت إسرائيل أن المركبات كانت “مشبوهة” أو يُعتقد أنها تقل مقاومين فلسطينيين، لكنها لم تقدم أي أدلة على هذه الادعاءات.

أما أكثر القضايا المروعة فكانت استشهاد الطفلة هند رجاب (5 أعوام) مع أفراد عائلتها بينما كانوا يفرون بسيارتهم من قصف إسرائيلي على حي تل الهوى جنوب غزة.

تصعيد ميداني واسع في غزة

يأتي هذا الهجوم في ظل تصعيد عسكري متواصل على مدينة غزة، حيث كثفت إسرائيل قصفها خلال الشهر الماضي تمهيدًا لعملية برية واسعة قالت إنها بدأت رسميًا الثلاثاء لاحتلال المدينة.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فقد استشهد منذ 13 أغسطس أكثر من 1,900 فلسطيني في غزة، بينهم ما يقارب 500 طفل و170 امرأة.

الهجمات الإسرائيلية، التي شملت غارات جوية مكثفة وقصفًا بالدبابات واستخدام روبوتات أرضية متفجرة وطائرات مسيّرة مسلحة، دفعت عشرات الآلاف من السكان إلى النزوح. بعضهم نزح داخل المدينة نفسها، فيما اضطر آخرون للتوجه جنوبًا بحثًا عن مأوى.

وقد صنّف الجيش الإسرائيلي كامل مدينة غزة – التي تضم أكثر من مليون مدني – بأنها “منطقة قتال”.

مقالات ذات صلة