أدى العدوان الإسرائيلي المتواصل على المرافق الصحية في قطاع غزة إلى خروج جميع المستشفيات في الشمال عن الخدمة، موصلاً نظام الرعاية الصحية إلى حالة من الانهيار التام.
واستهدف القصف الإسرائيلي، الثلاثاء، مستشفى العودة في جباليا شمال مدينة غزة، ما أسفر عن ارتقاء أربعة أطباء على الأقل، بحسب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
وكان المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة قد تعرض للقصف يوم الاثنين مما أدى إلى ارتقاء ما لا يقل عن 12 شخصاً وإصابة آخرين.
وواجهت المستشفيات الفلسطينية والطواقم الطبية في قطاع غزة على مدار ستة أسابيع عمليات قصف وتلقت تهديدات شبه يومية من قبل القوات الإسرائيلية.
وأدى استهداف المستشفيات ونقص الوقود والمياه النظيفة والإمدادات الطبية الناجم عن الحصار الإسرائيلي للقطاع إلى إجبار العديد من المرافق الطبية على وقف عملياتها.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما يقرب من 75% من المستشفيات في قطاع غزة لم تعد تعمل.
وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، يوم الثلاثاء، إن جميع المستشفيات في الشمال أصبحت الآن خارج الخدمة، مما يترك مئات الآلاف من السكان في تلك المناطق دون إمكانية الوصول إلى الخدمات الطبية الأساسية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها سجلت 335 هجوما على مرافق الرعاية الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر، بينها 164 اعتداءً في قطاع غزة و171 في الضفة الغربية.
وتمنع إسرائيل منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر، دخول الكهرباء والوقود والغذاء والمياه إلى غزة.
كما وجه الجيش الإسرائيلي أوامر لما لا يقل عن 22 مستشفى بالإخلاء أو التعرض للاستهداف.
ورفض غالبية الأطباء الامتثال لهذه الأوامر، مشيرين إلى عدم توفر إجراءات السلامة للمرضى وعدم وجود أي ضمان لعودتهم إلى مواقع عملهم.
ويفيد العاملون في المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل جزئياً في الجنوب إنهم يعملون في ظل ظروف قاسية.
ويشير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UNOCHA) إلى أن المستشفيات تواجه نقصًا حادًا في الأدوية والمستلزمات والإمدادات الطبية.
كما تكتظ ردهات المستشفيات بالجرحى والنازحين لعدم وجود أسرة لهم.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، انخفضت سعة أسرة المستشفيات في غزة من 3,500 إلى 1,400 سرير منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر.