اضطهاد المسيحيين وتصاعد الهجمات عليهم على يد إسرائيل

أكد رئيس كنيسة الروم الكاثوليك في القدس بيير باتيستا بيتسابالا، إن المسيحيين في فلسطين يتعرضون لاعتداءات متزايدة منذ تنصيب الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة الجديدة.

وأوضح البطريرك اللاتيني في مقابلة صحفية أن حياة المسيحيين في مهد المسيحية ساءت بمستويات خطيرة بسبب تشجيع الحكومة الإسرائيلية الجديدة للمتطرفين الإسرائيليين على مضايقة رجال الدين المسيحيين وتخريب الممتلكات الدينية.

وأشار بيتسابالا وهو معين من قبل الفاتيكان إلى أن التتابع المستجد للاعتداءات على المسيحيين يجري في وقت “يشعر فيه المعتدون أنهم محميون … وأن المناخ الثقافي والسياسي الراهن يمكن أن يبرر أو يتسامح مع الممارسات ضد المسيحيين.”

يذكر أن قوات الشرطة الإسرائيلية السبت، المصلين المسيحيين من الوصول إلى كنيسة القيامة في القدس للاحتفال بعيد الفصح. وشددت الشرطة القيود على بوابات البلدة القديمة، ونصبت نقاط تفتيش حول المنطقة وأقامت حواجز معدنية لإغلاق الأزقة المؤدية إلى الأحياء المسيحية.

وتجمع رجال دين ومصلون بينهم فلسطينيون قدموا من جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة وسائحون أجانب عند البوابات حيث عملت قوات الشرطة على إبعادهم.

ولم يُسمح سوى لعدد قليل من الحجاج الحاصلين على تصاريح والسكان المحليين بالدخول إلى الحي المسيحي، فيما مُنع المصلون من قطاع غزة من دخول المدينة.

ويجذب الاحتفال الذي يقام منذ ألف عام ويرمز إلى قيامة المسيح، عادة الآلاف من المصلين من جميع أنحاء العالم إلى كنيسة القيامة، حيث يعتقد المسيحيون أن المسيح قد دفن فيها.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت إسرائيل أنها ستحد بشكل كبير من وصول الحجاج المسيحيين إلى الكنيسة، متذرعة بمخاوف تتعلق بالأمن العام.

وتقلص القيود الإسرائيلية عدد الزوار المسموح لهم بالتواجد داخل الكنيسة إلى 1800 زائر إضافة إلى 1200 آخرين يسمح لهم بالتواجد خارجها، بعدما كان عدد زوار الكنيسة خلال عيد الفصح يصل الى 10000 زائر.

وتصاعدت الهجمات ضد المسيحيين من قبل الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية وإسرائيل في الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى تعميق مخاوف المسيحيين الفلسطينيين على سلامتهم، وفقا لرعاة الكنيسة.

ففي كانون ثاني/ يناير، قام شبان إسرائيليون بتخريب مقبرة مسيحية في القدس خلال عطلة رأس السنة الجديدة، وحطموا الصلبان وهدموا شواهد أكثر من 30 قبرا.

وبعد شهر من ذلك، اقتحم إسرائيليان كنيسة الجثمانية واعتديا جسديًا على رئيس أساقفة وكاهن خلال أدائهم الخدمة الدينية.

ويأتي تحذير بيتسابالا قبيل احتفالات عيد الفصح التي تقام نهاية هذا الأسبوع وسط تصاعد التوتر في القدس والأراضي الفلسطينية.

وندد رؤساء الكنائس في القدس الأربعاء بقرار القوات الإسرائيلية فرض قيود مشددة على الراغبين في زيارة كنيسة القيامة للاحتفال بعيد الفصح.

وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها ستخفض عدد المصلين المسموح لهم بالحضور بنسبة 80 في المائة حفاظا على سلامتهم.

لكن رؤساء الكنيسة وصفوا القرار بأنه إهانة لحقوق المجتمع المسيحي المحلي وحرياته وتعهدوا بعدم الامتثال له.

وتعهدت بطريركية الروم الأرثوذكس وحراسة الأراضي المقدسة والبطريركية الأرمنية في بيان مشترك بمواصلة التمسك بالوضع الراهن، مؤكدة أن الاحتفال “سيُقام كما جرت العادة منذ ألفي عام، وكل من يرغب في العبادة معنا مدعو للحضور”. 

وتقلص القيود الإسرائيلية الجديدة عدد المسموح لهم بالدخول إلى كنيسة القيامة إلى 1800 محتفل فقط، مع إبقاء 1200 زائر خارجها، بدلاً من عدد المصلين المعتاد البالغ 10000 زائر يأتون عادةً خلال عيد الفصح.

ومن المقرر أن تقام مراسم النار المقدسة السنوية، وهي أهم احتفال بعيد الفصح للكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، في كنيسة القيامة يوم السبت.

وقالت كنيسة القديس بورفيريوس الأرثوذكسية إن القيود الإسرائيلية على المصلين القادمين إلى كنيسة القيامة تأتي بعد أن ألغيت مئات التصاريح للمسيحيين الفلسطينيين في غزة الذين كانوا يأملون في زيارة القدس للاحتفال بعيد الفصح.

مقالات ذات صلة