اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي حرم جامعة بيرزيت في الضفة الغربية وقامت باعتقال عدد من الطلبة واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
وكانت نحو 10 آليات عسكرية قد اقتحمت حرم جامعة بيرزيت فجر الأحد، حيث ترجل العشرات من عناصر القوات الخاصة وحاصروا مبنى مجلس الطلبة.
واعتدى الجنود على حراس الجامعة وقاموا بتخريب مكتب المجلس واعتقال ثمانية من أعضائه من بينهم رئيس المجلس المنتخب عبد المجيد حسن.
وجاءت عملية الجيش الإسرائيلي بعد أسبوع من تحصن أعضاء مجلس طلبة بيرزيت داخل مبناه في حرم الجامعة لتجنب اعتقالهم من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية.
وأكد الطالب باسل البرغوثي أن الجنود الإسرائيليين قاموا بإتلاف مقتنيات مقر المجلس وتحطيم المعدات التي كانت معدة للاستخدام في الأنشطة المزمع تنفيذها خلال الأسبوع المقبل، كما صادروا العديد من المقتنيات الخاصة بالمجلس.
و إلى جانب رئيسه عبد المجيد حسن، تم اعتقال أعضاء بارزين في مجلس الطلبة الذي تهيمن عليه كتلة الوفاء الإسلامية التابعة لحركة حماس والتي فازت في الانتخابات الطلابية التي جرت في شهر أيار / مايو للعام الخامس على التوالي، متغلبة على الكتلة المنافسة لها والمحسوبة على السلطة الفلسطينية.
وتعد جامعة بيرزيت، الواقعة شمال مدينة رام الله، إحدى أكبر المؤسسات التعليمية في الضفة الغربية المحتلة وهي تتمتع باستقلالية عن سيطرة السلطة الفلسطينية.
ويمثل النشاط الطلابي في الجامعة أحد مراكز التنافس والاستقطاب والجدل الحاد وغالباً ما يعكس اتجاهات الحياة السياسية الفلسطينية الأكثر عمومية.
ووقعت مداهمة يوم الأحد بعد يوم واحد من افتتاح جامعة بيرزيت أبوابها في العام الدراسي الجديد، في ظل ازدياد حاجة الطلبة للخدمات التي يقدمها مجلس الطلاب.
وسبق هذا الاقتحام تعرض رئيس المجلس عبد المجيد حسن، في حزيران / يونيو، للاعتقال بعنف على يد أجهزة السلطة الفلسطينية التي تمارس التنسيق الأمني مع الجيش الإسرائيلي.
وكانت أجهزة السلطة قد مددت اعتقال الشاب البالغ من العمر 23 عامًا مع زميله الناشط يحيى فرح لمدة شهر بسبب عملهما الطلابي.
ويؤكد طلاب من كتلة الوفاء الإسلامية أنهم واجهوا مضايقات متواصلة من قبل قوات السلطة الفلسطينية من بينها محاولات لاعتقال بعضهم.
وقال البرغوثي:” الأجهزة الأمنية اعتقلت طالبين بتهمة العمل النقابي لأنهما طلاب من كتلة الوفاء الإسلامية التابعة لحركة حماس، ما حدا بالطلبة وأعضاء من المجلس المنتخب للبقاء والمبيت في الجامعة خشية تعرضهم للاعتقال”.
بدورها استنكرت نور التميمي، عضو حملة الحق في التعليم في الجامعة اقتحام مجلس الطلبة واعتقال أعضائه واصفة العملية الإسرائيلية بالــ “همجية”، حيث قام الجنود بتهديد الطلبة بأسلحتهم واستخدموا الكلاب لإرهابهم.
وأكدت التميمي: “لقد حاولنا توثيق حصيلة الانتهاكات التي حدثت في تلك الليلة، وكل ما وثقناه يؤكد أنه كان هجومًا ممنهجًا ومباشرًا ضد مجلس الطلاب في جامعة بيرزيت”.
ولا تعتبر مثل هذه المداهمات أحداثا جديدة في الجامعات الفلسطينية، فقد سبق أن تعرض حرم بيرزيت للاقتحام عام 2021، وقبل ذلك عام 2018، عندما تم اعتقال رئيس مجلس طلبتها آنذاك عمر الكسواني.
ووفقاً لجامعة بيرزيت، فإن ما لا يقل عن 80 طالباً يدرسون فيها محتجزون حاليا في السجون الإسرائيلية.
من جهته، زعم الجيش الإسرائيلي أن الطلاب الثمانية الذين قام باعتقالهم يوم كانوا قد جندوا من قبل حركة حماس، مدعياً أنهم كانوا يخططون لتنفيذ هجوم ضد إسرائيل.
وعادة ما يكرر الجيش الإسرائيلي ادعاءات مماثلة بطريقة روتينية لتبرير اعتقال الناشطين الفلسطينيين.
لكن جامعة بيرزيت نددت باقتحام الجيش الإسرائيلي لحرمها الجامعي واعتقال الطلبة من داخله ووصفته بأنه انتهاك “للمبادئ المعمول بها دوليا”.
وأشارت الجامعة في بيان لها إلى أن “الاقتحام المتكرر والغاشم هو امتداد لسياسة الاحتلال العسكري المنهجية لكسر النظام التعليمي في فلسطين، ومحاولة السيطرة على الشباب الفلسطيني وتطلعاتهم وحقهم في التعليم”.
وأوضح البيان أن جامعة بيرزيت تتعرض لمداهمات عسكرية وحملات اعتقال للطلبة منذ تأسيسها، “وفي العام الدراسي الماضي أطلقت قوات الاحتلال النار على عدد من الطلاب وقامت باعتقالهم عند البوابة الشرقية للجامعة”.
ودعا مجلس أمناء الجامعة المؤسسات الدولية إلى التحرك، مطالباً إياها بحماية الجمهور الفلسطيني ومؤسساته التعليمية.