كشف الرئيس السوري بشار الأسد النقاب عن تمكن بلاده من الالتفاف على العقوبات الأمريكية مدعياً أن حكومته أجرت محادثات سرية مع واشنطن “دون أن تؤد إلى أي نتائج”.
وقلل الأسد، خلال مقابلة شاملة مع سكاي نيوز عربية في دمشق الأربعاء الماضي، أيضًا من التوقعات بشأن إمكانية أن يسهم تحسن علاقات سوريا مع الدول العربية مؤخراً في تحقيق انعاش اقتصادي فوري لبلاده التي مزقتها الحرب.
وواجه الأسد عزلة دولية منذ عام 2011، بعدما نفذ حملة قمع وحشية ضد المتظاهرين المناهضين لحكمه والتي تحولت إلى حرب أهلية، مما خلف مئات الآلاف من القتلى وتهجير الملايين.
ونجح الأسد من قلب دفة الحرب بفضل الدعم الروسي والإيراني، لكن المجتمع السوري والبنية التحتية والاقتصاد قد انهار خلال الحرب.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت في عام 2020 عقوبات على سوريا بموجب قانون قيصر، الذي سمي على اسم مصور عسكري سوري قام بتسريب عشرات الآلاف من الصور المروعة وثقت أدلة على جرائم حرب.
واستهدفت تلك العقوبات داعمي حكومة الأسد في المجالات السياسية والاقتصادية، بهدف الضغط عليها للانخراط في المفاوضات.
وقال الأسد خلال المقابلة إن “قانون قيصر عقبة بلا شك، لكننا نجحنا بطرق عديدة في تجاوز هذا القانون”، مضيفًا أن الحاجز الأكبر أمام إعادة إعمار سوريا هو تدمير البنية التحتية للبلاد من قبل الإرهابيين”.
وأضاف أن “العقبة الأكبر هي صورة الحرب في سوريا التي تمنع أي استثمار في السوق والاقتصاد السوري”.
المحادثات الأمريكية السورية
وكانت مجموعة من المشرعين الأمريكيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي قد قدموا في أيار/ مايو، مشروع قانون آخر يسمى قانون الأسد يهدف لمكافحة التطبيع ومواصلة عزل دمشق.
وحتى في ظل العقوبات، قالت الولايات المتحدة علنًا إنها تعاملت مع سوريا بشأن وضع الصحفي الأمريكي أوستن تايس، الذي اختفى أثناء تغطيته الصحفية في سوريا قبل عقد من الزمن.
وقال الرئيس بايدن العام الماضي إن الولايات المتحدة متأكدة من أن حكومة الأسد تحتجز تايس، وهي تهمة نفتها دمشق، ولم يذكر الأسد يوم الاربعاء طبيعة المحادثات مع الولايات المتحدة.
وكانت مقابلة الأسد هي الأولى منذ إعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية في أيار / مايو، وحضور الرئيس الأسد أولى قمم الجامعة في نفس الشهر في المملكة العربية السعودية.
ونفى الأسد خلال مقابلة الأربعاء أي علاقة له بتجارة الكبتاغون، وهو عقار الأمفيتامين المسبب للإدمان، والذي انتعش في سوريا إبان الحرب وبات تهريبه منها هاجساً للدول المجاورة مثل الأردن.
ووصف الأسد اتهام حكومته بالتورط في تجارة المخدرات بــ “غير المنطقي” موضحاً أنه “عندما تندلع الحرب وتضعف الدولة” تزدهر تجارة المخدرات و “هذا طبيعي”.
كما تطرق الأسد إلى التطبيع بين بلاده وتركيا قائلاً:” هدفنا انسحاب (تركيا) من الأراضي السورية، بينما هدف أردوغان إضفاء الشرعية على وجود الاحتلال التركي في سوريا، لذلك لا يمكن أن يتم اللقاء بشروط أردوغان “.