قالت منظمات حقوقية وعائلات فلسطينية من غزة أن الجيش الإسرائيلي قام باعتقال عشرات النساء والفتيات من قطاع غزة تعسفياً دون الكشف عن مكان احتجازهن أو التهم التي توجه إليهن.
وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة للسلطة الفلسطينية، أن ما لا يقل عن 142 أسيرة من بينهن نساء كبيرات في السن وقاصرات ما زلن محتجزات في السجون الإسرائيلية ومن بينهن أمهات جرى فصلهن عن أطفالهن بعد احتجازهن.
وحذرت الهيئة في بيان مشترك مع نادي الأسير الفلسطيني من ارتكاب “جرائم مروعة” بحق الأسيرات.
ووفقاً للبيان، فقد تم اعتقال النساء عند حاجز أقامه الجنود على طريق صلاح الدين حيث تم ايقافهن أثناء نزوحهن قسراً مع عشرات الآلاف من الفلسطينيين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه وجرى نقلهن إلى عدة سجون داخل إسرائيل بينها سجني الدامون و الشارون.
وقالت انشراح الشيخ أن ابنة عمها المعتقلة أسيل والبالغة من العمر 19 عامًا كانت مع والدتها وشقيقها المصاب واثنين من أشقائها حين جرى اعتقالها، وهي محتجزة الآن في سجن الدامون.
وأوضحت بالقول: “عندما تم إيقافها، ظنت أن ذلك بسبب مشكلة في أوراقها وأنه سيتم إطلاق سراحها بعد التحقيق معها، لكنها لم تعد ولا تتوفر أي أخبار عنها”.
وأوضحت الشيخ أنه تم اعتقال امرأة أخرى، تعمل في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، واقتيدت إلى مكان لم يكشف عنه بعد.
وكانت الفلسطينية سهير البرغوثي، 65 عامًا، التي أُطلق سراحها من السجون الإسرائيلية خلال فترة الهدنة وتبادل الأسيرات بين حماس وإسرائيل الشهر الماضي قد قالت أن المعتقلات تعرضن للضرب والتهديد بالاغتصاب ونزع الملابس والحجاب عن بعضهن وتعرضن للشتم والحرمان من الطعام.
وأضافت البرغوثي: “أخبرتني احداهن أن الجنود أطلقوا عليهن الكلاب البوليسية لتنهشهن بعد أن تم اعتقالهن.
وأكدت البرغوثي وهي من منطقة رام الله في الضفة الغربية إنها رأت قبل إطلاق سراحها ما لا يقل عن 10 أسيرات وصلن السجن من قطاع غزة، مؤكدةً أن إدارة السجون الإسرائيلية منعت الأسيرات من التحدث إلى القادمات من غزة أو الاقتراب من القسم الذي يتم احتجازهن فيه.
وتقدم البرغوثي شهادتها المفصلة بالقول: “تمكنا من رؤيتهن من خلال شرخ صغير في باب القسم، كانت أيديهن مكبلة وكنّ يرتدين زي إدارة السجون، وسط معاملة السجانين القاسية حيث كانوا يدفعونهن بالقوة باتجاه القسم الجديد”.
وبحسب البرغوثي، فقد قام الجنود بفصل بعض النساء المعتقلات عن أطفالهن، وأجبروهن على تركهم رغم صغر سنهم.
ونقلت عن إحدى المعتقلات من غزة أنها تركت أطفالها مع صبي يبلغ من العمر 13 عامًا كان يعبر الشارع عند توقيفها.
وبحسب أماني السراحنة، المتحدثة باسم نادي الأسير الفلسطيني، فقد مُنعت النساء من التحدث إلى المحامين أو أفراد الأسرة أو السجناء الآخرين،
وأكدت السراحنة أنه ” وفقاً للشهادات التي تلقيناها، فإن إسرائيل ترتكب جرائم مروعة وشنيعة ضد المعتقلين من غزة”.
وأعرب نادي الأسير عن خشيته على مصير الأسيرات في ظل التعتيم الإعلامي الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على اعتقالهن.
وقال النادي في بيان له: ” لا نستبعد قيام قوات الاحتلال بتنفيذ إعدامات ميدانية بحق معتقلين من غزة”.
وقال شاهد عيان أن سبعة رجال على الأقل قتلوا برصاص القوات الإسرائيلية لعدم امتثالهم لأوامر الجنود الإسرائيليين بخلع ثيابهم في العراء بالسرعة الكافية شكال قطاع غزة.