بعد مرور 72 ساعة على الزلزال، الأمل يتلاشى بالعثور على ناجين

زلزال تركيا وسوريا: تلاشى الأمل في الناجين مع تجاوز عدد القتلى 20.000

مع مرور كل ساعة من الزمن، تتراجع فرص إنقاذ ضحايا الزلزال الذي ضرب كلا من تركيا وسوريا يوم الاثنين، حيث يكافح عمال الطوارئ في تحدي للزمن والبرد القارص أثناء البحث عن ناجين تحت آلاف المباني المدمرة.

“نحن في مرحلة حرجة … الوقت بات ينفد، مئات العائلات ما زالت عالقة تحت الأنقاض، في كل ثانية من الزمن هناك روح يمكن انقاذها “. – مجموعة الخوذ البيضاء –

و في ليلة الخميس بتوقيت جرينتش، ارتفع عدد القتلى إلى أكثر من 20 ألفا، وبلغ عدد الضحايا 17134 قتيلا في تركي، و1347 في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا، و1970 في المناطق السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة، فيما أصيب أكثر من 70 ألفا في الدولتين المتجاورتين.

ويقول الخبراء إن 90 في المائة من الناجين تحت الأنقاض تم العثور عليهم في أول 72 ساعة، وهي طاقة الامل التي أغلقت في الصباح الباكر من يوم الخميس.

و قالت مجموعة الإنقاذ التابعة للدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) العاملة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، شمال غرب سوريا: “نحن في مرحلة حرجة … الوقت بات ينفد، مئات العائلات ما زالت عالقة تحت الأنقاض، في كل ثانية من الزمن هناك روح يمكن انقاذها “.

بعد مرور الثلاثة أيام الأولى، يواجه أولئك الذين يقبعون تحت الأنقاض والذين نجوا من إصابات قاتلة خطرًا آخر على حياتهم يتمثل بالطقس البارد ونقص الطعام والماء.

وتسعى خدمات الطوارئ بشكل متواصل للحصول على الرعاية الطبية وتوفير القوت لأكبر عدد ممكن من الناس تحت المباني المنهارة قبل أن يستسلموا للانخفاض الشديد في درجة حرارة أجسادهم أو فشلها بالكامل.

تراجعت درجات الحرارة في المناطق التي ضربها الزلزال في جنوب شرق تركيا وشمال غرب سوريا إلى درجة واحد خلال النهار وإلى درجات تحت الصفر ليلاً هذا الأسبوع.

وفي مدينة غازي عنتاب التركية، هبطت درجة الحرارة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس إلى خمس درجات تحت الصفر.

وضرب غازي عنتاب أول زلزال بقوة 7.8 درجة يوم الاثنين أعقبه زلزال آخر بقوة 7.5 درجة في إقليم كهرمان مرعش بعد فترة وجيزة.

وعلى الرغم من تلاشي الأمل، تم إنقاذ بعض الأطفال يوم الخميس، من بينهم طفل يبلغ من العمر عامين انتشل من تحت الأنقاض بعد 79 ساعة في أنطاكيا بتركيا، وأُنقذ ثلاثة أشقاء في شمال غرب سوريا.

وفي الوقت نفسه، أصبح مئات الآلاف من الناجين في كلا البلدين بلا مأوى، يبحثون عن ملجأ في مواقف السيارات وصالات الألعاب الرياضية والمساجد، في حاجة ماسة للطعام والدفء.

مساعدات الأمم المتحدة “مخيبة للآمال”

على الرغم من تدفق التبرعات والجهود التطوعية، لا يزال توصيل المساعدات إلى شمال غرب سوريا يمثل عقبة رئيسية.

وفي هذا الشأن، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الخميس إنه سيكون “سعيدا للغاية” إذا تمكنت الأمم المتحدة من استخدام أكثر من معبر حدودي لإيصال المساعدات إلى الأراضي التي مزقتها الحرب.

ويُعد باب الهوى ممر المساعدات الدولية الوحيد من تركيا إلى سوريا.

“نشعر بخيبة أمل في الوقت الذي نحتاج فيه بشدة إلى المعدات التي ستساعدنا في إنقاذ الأرواح من تحت الأنقاض” – الدفاع المدني السوري

لم تدخل مساعدات الأمم المتحدة شمال غرب سوريا منذ أن وقع الزلزال المدمر، بسبب تأثر حرس الحدود الأتراك في باب الهوى شخصياً بالزلزال.

ومع ذلك، فإن قافلة إسعافات أولية وصلت مساء الخميس إلى المنطقة عبر باب الهوى، بحسب وكالة فرانس برس، إلا أنها كانت عملية تسليم روتينية، وفقًا للدفاع المدني السوري.

وقال رائد الصالح قائد الدفاع المدني السوري لرويترز: “إن الأمم المتحدة لا تقدم المساعدة التي نحن في أمس الحاجة إليها من أجل إنقاذ الأرواح في ظل نفاد الوقت”.

وقالت المجموعة على تويتر “نشعر بخيبة أمل في الوقت الذي نحتاج فيه بشدة إلى المعدات التي ستساعدنا في إنقاذ الأرواح من تحت الأنقاض”.

فتح التحقيق

تحسنت فرص جهود الإنقاذ في تركيا بعد استعادة موقع تويتر في ساعة مبكرة من يوم الخميس، حيث كانت السلطات التركية قد فرضت قيودًا على الوصول إلى منصة التواصل الاجتماعي يوم الأربعاء بسبب معلومات مضللة مزعومة عن الزلزال.

وأثار اختناق منصة التواصل الاجتماعي حالة من الغضب بالنظر إلى الدور الحاسم للمنصة في تنسيق جهود الإنقاذ وتقديم تحديثات الأخبار.

واعترف الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي زار المناطق المتضررة يوم الخميس، بوجود “أوجه قصور” في استجابة حكومته للزلازل.

وقال إن حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في المقاطعات العشرة المتأثرة بالزلزال ستدخل حيز التنفيذ يوم الخميس وستستخدم لقمع “الجماعات المثيرة للفتنة” التي تسعى إلى استغلال تداعيات الزلزال، و “لمنع النهب في الأسواق.”

كما أعلن وزير العدل بكير بوزداغ عن فتح تحقيق بشأن الإهمال والأخطاء المحتملة في المباني المنهارة.

مقالات ذات صلة