الأمم المتحدة: تكرار أوامر الإخلاء القسرية يعرقل عملية التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة

أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، جيل ميشود، أن قدرة الأمم المتحدة على العمل في قطاع غزة المحاصر قد تعرقلت بسبب أوامر التهجير القسري المتكررة من قبل إسرائيل، مما أجبر الفلسطينيين على النزوح نحو “منطقة إنسانية” تتقلص باستمرار!

قبل أيام، تم إيقاف عمليات المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة إلى غزة، وذلك بعد صدور أمر إسرائيلي بطرد الفلسطينيين قسراً من دير البلح وسط قطاع غزة، حيث يقع مركز عمليات الأمم المتحدة. 

جاء هذا الأمر في الوقت الذي كانت تستعد فيه الأمم المتحدة لبدء حملة تطعيم لحوالي 640 ألف طفل دون سن العاشرة في غزة ضد شلل الأطفال، وذلك بعد إصابة طفل يبلغ من العمر 10 أشهر بالشلل جراء تعرضه لفيروس شلل الأطفال من النوع الثاني، وهي أول حالة إصابة مؤكدة بشلل الأطفال في القطاع منذ أكثر من 25 عاماً.

ويحذر عمال الإغاثة أنه من دون وجود هدنة، فإن الحملة سوف تفشل في الوصول إلى عدد كافٍ من الأطفال لوقف انتشار الفيروس، وسط 

مخاوف من انتشار الفيروس بسرعة بسبب سوء ظروف الصرف الصحي والاكتظاظ في مخيمات غزة التي تؤوي الآن مئات الآلاف من النازحين.

“إذا استمرت الحكومة الإسرائيلية في منع المساعدات العاجلة وتدمير البنية التحتية لإدارة المياه والنفايات، فسوف يسهل ذلك انتشار مرض تم القضاء عليه تقريباً على مستوى العالم” جوليا بليكنر- هيومن رايتس ووتش

وفقاً للأمم المتحدة، فقد حققت إسرائيل رقماً قياسياً بعدد أوامر الإخلاء التي بلغت 16 مرة في أغسطس فقط، مما أجبر 12% من سكان القطاع على النزوح في غضون أيام قليلة!

في بيان له، قال ميشو: “أوامر الإخلاء الجماعي هي الأحدث ضمن قائمة طويلة من التهديدات التي لا تطاق بحق موظفي الأمم المتحدة وموظفي الإغاثة الإنسانية، فمثل معظم الفلسطينيين في غزة، لم تعد لدينا أماكن آمنة لموظفينا”.

من جانبهن فقد صرح المتحدث باسم منظمة رعاية الأطفال التابعة للأمم المتحدة اليونيسيف في المنطقة، جوناثان كريكس، لصحيفة الغارديان قائلاً: “الشيء الوحيد المؤكد هو أنه يكاد يكون من المستحيل قيادة حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في منطقة قتال نشطة”.

وفي الوقت الذي وافق فيه الجيش الإسرائيلي على تسليم 25 ألف قارورة لقاح، إلا أنه لم يوافق بعد على وقف القصف لضمان جهود التحصين الآمنة والفعالة.

من جانبها، أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى أن الهجمات الإسرائيلية على البنية التحتية للرعاية الصحية وإمدادات المياه، فضلاً عن العرقلة المستمرة للمساعدات، تساهم في “تفشي مرض شلل الأطفال بشكل كارثي” في قطاع غزة.

وبدورها، أوضحت كبيرة الباحثين في مجال الصحة وحقوق الإنسان في هيومن رايتس ووتش، جوليا بليكنر، أنه “إذا استمرت الحكومة الإسرائيلية في منع المساعدات العاجلة وتدمير البنية التحتية لإدارة المياه والنفايات، فسوف يسهل ذلك انتشار مرض تم القضاء عليه تقريباً على مستوى العالم”. 

مقالات ذات صلة