أوقفت الأمم المتحدة في غزة يوم الاثنين عمليات الإغاثة التي تقدمها للسكان هناك بعد صدور أمر من الاحتلال بطرد الفلسطينيين بالقوة من دير البلح في وسط غزة حيث يقع مركز عملياتها.
جاء قرار الاحتلال بإخلاء دير البلح في الوقت الذي تستعد فيه الأمم المتحدة لبدء حملة لتطعيم نحو 640 ألف طفل تحت سن العاشرة في غزة ضد شلل الأطفال، على إثر إصابة طفل يبلغ من العمر عشرة أشهر بالشلل بسبب الفيروس من النوع الثاني.
وقال مسؤول كبير في الأمم المتحدة لرويترز “اليوم، نحن غير قادرين على تقديم المساعدات في ظل الظروف التي نعيشها، واعتباراً من صباح اليوم، نحن لا نعمل في غزة”.
وتساءل المسؤول “أين نتحرك الآن؟” موضحاً أن الموظفين اضطروا إلى التحرك بسرعة كبيرة لدرجة أنهم تركوا المعدات وراءهم، في حين لم يصدر عن الأمم المتحدة أي تعليق رسمي بعد حول توقف عمليات الإغاثة.
وتابع: “نحن لا نغادر لأن الناس يحتاجون إلينا هناك، ونحاول الموازنة بين احتياجات السكان والحاجة إلى سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة”.
وسابقاً، كان مركز العمليات الرئيسي للأمم المتحدة يقع في رفح، جنوب غزة، حتى طرد الاحتلال أكثر من مليون فلسطيني من المنطقة في وقت سابق من هذا العام.
ويشتكي سكان غزة بشكل متواصل من عدم وجود مناطق آمنة في القطاع المحاصر، حيث يستهدف الاحتلال بشكل متكرر المناطق التي حددها بنفسه كمناطق إنسانية.
هذا وواصلت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي تعمل بخلاف هيئات الأمم المتحدة الأخرى في غزة، تقديم الخدمات الصحية وغيرها يوم الاثنين، لكنها قالت إنها تواجه تحديات خطيرة، حيث استشهد أكثر من 200 موظفيها على يد قوات الاحتلال.
وقال سام روز، أحد كبار المدراء الميدانيين في الأونروا، للصحفيين: “لقد تقلصت المنطقة الإنسانية التي أعلنها الاحتلال وهي الآن تشكل نحو 11% فقط من قطاع غزة بأكمله، ولكن هذه ليست 11% من الأرض الصالحة للسكن، والصالحة للخدمات، والصالحة للحياة”.
ووفقاً لوكالة الأونروا، فإن ثلاثة آبار مياه فقط من أصل 18 بئراً في دير البلح كانت تعمل، مما أدى إلى نقص في المياه بنسبة 85%.
وقال روز إن أكثر من 3000 شخص يعملون في حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، والتي من المقرر أن تبدأ يوم السبت، بعد تسجيل حالة الطفل المصاب بشلل الأطفال من النوع الثاني كأول حالة من نوعها في غزة منذ 25 عاماً.
وفي الوقت نفسه، قال برنامج الغذاء العالمي يوم الاثنين إنه لم يتمكن من جلب أكثر من نصف كمية المساعدات الغذائية المطلوبة للعمليات التي تخدم 1.1 مليون شخص، والتي يبلغ قوامها 24 ألف طن.
الجدير بالذكر أن قوات الاحتلال قتلت أكثر من 40 ألف فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال منذ بدء عدوانها على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.