أفرجت السلطات الإسرائيلية صباح الخميس عن أحد أقدم الأسرى الفلسطينيين، كريم يونس (66عام) ، وذلك بعد قضائه 40 عاماً في السجون الإسرائيلية، وسط ترحيب كبير من قبل أهالي وادي عارة الذين استقبلوه بالهتافات والأعلام.
وقد قام يونس فور الإفراج عنه، بزيارة قبر والدته التي رحلت قبل 8 أشهر، ووالده الذي توفي قبل 10 سنوات، ونقل عنه قوله من أمام قبر والدته “والدتي كانت سفيرة لكل أسرى الحرية، أمي تحملت فوق طاقتها لكنها اختارت أن تراني من السماء بعد انتظار طويل”.
اعتقل كريم يونس في يناير 1983، إلى جانب اثنين من أقاربه، بتهمة قتل جندي إسرائيلي في الجولان المحتل قبلها بثلاث سنوات، وقد حكم عليه بداية بالإعدام ثم بالسجن مدى الحياة حتى خفضت إلى 40 سنة، تنقل فيها بين سجون إسرائيلية عديدة، ويعد أول أسير فلسطيني يمكث مدة طويلة متواصلة داخل السجون بحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين.
” أنا ابن فلسطين.. خرجت من السجن لأنشد نشيد بلادي وأواصل طريق الحرية”
الأسير المحرّر كريم يونس
بشكل مفاجئ، تم الإفراج عن كريم يونس، الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية، من سجن هداريم قرب تل أبيب صباح الخميس، حيث تم تركته السلطات الإسرائيلية في محطة للحافلات قرب قرية رعنانا دون إبلاغ مسبق لأهله الذين جاؤوا لأخذه إلى مسقط رأسه في وادي عارة شمال إسرائيل بعد تواصله معهم من هاتف أحد المارة.
وقد قال يونس معبراً عن شعوره “لا أشعر بأي شيء حالياً، لا يوجد بداخلي ما أشعر به، لا أستطيع أن أتحدث عما بداخلي وشعوري، اليوم استنشقت الهواء ورأيت الشمس، وقد أتعود على ذلك مع الأيام المقبلة”.
“طريق الحرية”
تعمدت السلطات الإسرائيلية إطلاق سراح يونس بطريقة مفاجئة قبل ساعات من الوقت الذي أخبرت به أهله، حتى تحد من مظاهر استقباله والاحتفاء به، بعد أن قام وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير بإصدار أمر لمسؤول الشرطة بذلك، مصرحاً “المخرِّب لا يليق أن يُحتفل بخروجه من السجن، سأعمل ما بوسعي حتى يتم تمرير قانون الإعدام بحق المخربين”.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، تقدم وزير الداخلية الإسرائيلي الجديد أرييه درعي بطلب للمستشارة القضائية للحكومة لتمكينه من سحب جنسية كريم يونس وماهر يونس الذي سيتم الإفراج عنه بعد أيام.
أعداد كبيرة من أهالي وادي عارة تجمعت لاستقبال الأسير المحرر، فحملوه على الأكتاف ورفعوا الأعلام الفلسطينية وأنشدوا الهتافات، متحدين بذلك تعليمات بن غفير بمنع الاحتفال، حيث صرح يونس أنه لا يخشى تهديدات بن غفير ودرعي، مضيفاً “خرجت من السجن لأنشد نشيد بلادي، وأواصل طريق الحرية، قد تكون حريتي بادرة لحرية جميع الأسرى”.
“أنا تركت خلفي الكثير من الأسرى وقلبي معهم، هناك أسرى يحملون الموت على أكتافهم، لدينا استعداد لتقديم 40 سنة أخرى من أجل حرية شعبنا” الأسير المحرر كريم يونس
ووفقاً لنادي الأسير الفلسطيني، يوجد حوالي 4700 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، منهم 551 أسيراً محكومون بالسجن مدى الحياة.