تم القبض في السودان على مهرب بشري إريتري، يرأس عصابة سيئة السمعة للإتجار بالبشر تتخذ من ليبيا مقرا لها وتعد مسؤولة عن قتل وتعذيب وابتزاز آلاف المهاجرين الأفارقة، بحسب موقع “ميدل إيست آي” البريطاني.
وجرى اعتقال المتهم كيدان زكارياس هابت ماريام في يوم رأس السنة الجديدة في عملية للشرطة متعددة الجنسيات تحت اشراف الإمارات العربية المتحدة، حيث كان كيدان فارًا من العدالة منذ هروبه في فبراير 2021 من محكمة في إثيوبيا التي قضى فيها عامًا خلف القضبان.
وبدوره قال العميد سعيد عبد الله السويدي، مدير عام الإدارة الفيدرالية لمكافحة المخدرات بدولة الإمارات العربية المتحدة: “بفضل احترافية وتفاني ضباط الشرطة لدينا، لم يعد أكثر مهربي البشر المطلوبين في العالم قادرًا على ارتكاب أفعاله الدنيئة”، وذكر السويدي أيضا أنه تم تحييد المشروع الإجرامي لكيدان.
ووفقًا لبيان أرسله الإنتربول إلى “ميدل إيست آي”، فقد تمكنت الشرطة الإماراتية من اكتشاف مكان وجود كيدان من خلال التحقيق المكثف في عمليات غسيل الأموال الخاصة بشبكته.
ومن جانبه، وصف ستيفن كافانا، المدير التنفيذي لخدمات الشرطة في الإنتربول الذي أصدر إشعارًا أحمر لكيدان اعتقال الأخير بأنه “شهادة لشبكة الإنتربول، وما يمكن تحقيقه عندما تعمل البلدان معًا”.
وبعد ملاحقته من قبل السلطات على جانبي البحر الأبيض المتوسط لسنوات، استغل كيدان الفوضى التي عصفت بليبيا بعد الإطاحة بالحاكم السابق معمر القذافي في عام 2011 ليثبت نفسه كقائد رئيسي بين زعماء الاتجار بالبشر المتنافسين في شمال إفريقيا.
وفي أكتوبر 2021، شكلت هولندا واليوروبول فريق عمل لتحديد موقع كيدان، الذي يبلغ من العمر 38 عامًا ووصف بأنه ممتلئ الجسم.
ووصفت السلطات الهولندية كيدان بأنه من بين “أقسى” مهربي البشر، فقد استغلت شبكته الإجرامية المهاجرين اليائسين للفرار من الصراع والفقر والقمع إلى الشواطئ الأوروبية، من خلال استدراجهم من إثيوبيا وإريتريا والسودان والصومال إلى قاعدته في مدينة بني وليد، 180 كلم جنوب شرق العاصمة الليبية طرابلس.
وبعد اعتقاله، تم تسليم كيدان إلى الإمارات حيث ستسعى الدولة الخليجية لمحاكمته بتهمة غسيل الأموال.
وفي مؤتمر صحفي، قال الرائد حمد خاطر، مدير إدارة العمليات الدولية بوزارة الداخلية الإماراتية، لموقع “ميدل إيست آي”: أولاً، نحن نعتزم محاكمته في الإمارات العربية المتحدة بتهمة غسيل الأموال، ولدينا عشرة أشخاص محتجزين في الإمارات فيما يتعلق بالقضية”.
وأضاف: “عندما تنتهي النيابة من عملها ويصدر الحكم النهائي، يمكننا المضي قدمًا في توجيه اتهامات في مكان آخر”.
وحش كاسر
وشارك ناجون شهاداتهم المروعة مع موقع “ميدل إيست آي” عن التجويع والقتل والتعذيب في المستودع الذي احتجز فيه كيدان مئات الرهائن في وقت واحد.
وأجبرت عائلات الرهائن على بيع منازلها وممتلكاتها الأخرى لتغطية مدفوعات الفدية، والتي قدرت بعشرات الآلاف من الدولارات، لإنقاذ حياة أحبائهم.
وفي عام 2021، قال الضحية الإثيوبي فؤاد بدرو، 25 عاما، “إن الرجل متوحش وهمجي، لقد رأيت كل أصناف الفظائع التي ارتكبها كيدان وعصابته الغارقة في الدماء، القتل لا شيء بالنسبة لهم “.
واتهم شهود عيان كيدان بتنظيم مباريات كرة القدم بين الرهائن ومنح الفرق الفائزة نساء رهائن للاغتصاب وإطلاق النار على اللاعبين الذين أضاعوا فرص تسجيل الأهداف.
وقال أخرون أنهم شاهدوا تعذيب كيدان للضحايا بواسطة سكب البلاستيك المذاب على أجسادهم.
في يونيو/ حزيران الماضي، حكمت محكمة إثيوبية على كيدان بالسجن مدى الحياة بتهمة تجويع المهاجرين وتعذيبهم حتى الموت.
كما أمنت هولندا في أكتوبر/ تشرين الأول تسليما مشابها من اثيوبيا لمهرب إريتري آخر للبشر، يدعى تويلدي “وليد” جويتوم، وهو مرتبط بعصابة كيدان ومتهم باغتصاب مئات النساء المهاجرات في ليبيا.