شردت قوات الاحتلال آلاف الفلسطينيين في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، في ظل هجوم عسكري على المنطقة تسبب في دمار واسع النطاق.
وتم تهجير الفلسطينيين قسراً من البلدة عبر نقطة تفتيش تابعة للاحتلال حيث تم فصل الفتيان والرجال عن عائلاتهم واعتقالهم واقتيادهم للاستجواب، بحسب وكالة الأناضول التركية الحكومية.
وذكرت امرأة كانت متجهة نحو الحاجز لموقع “عرب48” أن جنود الاحتلال احتجزوا زوجها وابنها وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة والبالغ من العمر 12 عامًا، مما أدى إلى فصلها وطفلها الآخر عنهما وقالت: “جنود الاحتلال أخذوا رجالنا”.
من ناحيتها، بينت آمنة حسين، أنها أجبرت على النزوح مع عائلتها من المنطقة بعد أن حاصرتهم دبابات الاحتلال وكثفت قواته قصف الملاجئ.
وأضافت: “لقد أجبرنا على الخروج، وتركنا رجالنا تحت التحقيق من قبل جيش الاحتلال”.
وأضافت حسين أن معظم من بقوا في شمال غزة تجمعوا في مجمع مدرسة أبو تمام في بيت لاهيا، الذي أصبح مأوى للنازحين، كمحاولة أخيرة للبقاء في المنطقة.
وأوضح شهود عيان يوم الأربعاء أن الخوف انتشر بعد أن أصدر جيش الاحتلال أوامر بإخلاء المدرسة من خلال مكبرات الصوت المثبتة على مسيرات الكوادكابتور، مما تسبب في نزوح الآلاف.
وأفاد مراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال كانت تحاصر المجمع المدرسي، حيث يواجه الفلسطينيون خطرًا شديدًا بسبب تكثيف القصف.
وكان جيش الاحتلال قد شنّ هجومًا جديدًا على شمال غزة في 5 أكتوبر/تشرين الأول، وصفته منظمات حقوق الإنسان والخبراء بأنه جزء من خطة لتطهير المنطقة عرقيًا من الفلسطينيين.
وجاء الهجوم عقب تقديم اقتراح مثير للجدل يسمى “خطة الجنرالات” إلى الحكومة الإسرائيلية، من شأنه أن يجعل المناطق الواقعة شمال ممر نتساريم، الذي يقسم غزة إلى نصفين، خالية من سكانها حتى يتمكن الاحتلال من إقامة “منطقة عسكرية مغلقة”.
وبحسب الخطة، فإن أي شخص يختار البقاء سيعتبر ناشطاً في حماس وقد يقتل.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في أحدث تقرير لها أن ما بين 100 ألف و130 ألف فلسطيني نزحوا في شمال غزة نتيجة لعدوان الاحتلال المتصاعد.
وإلى جانب النقص الشديد في المساعدات والضروريات التي تفاقمت بسبب عمليات الطرد القسري والطقس البارد، أطلقت قوات الاحتلال أيضاً موجة من الهجمات على المدينة الشمالية المكتظة بالسكان.
وأفاد مراسل الجزيرة في وقت سابق من هذا الأسبوع أن المروحيات والطائرات بدون طيار الإسرائيلية استهدفت المنازل في المنطقة، باستخدام القنابل وحتى زرع البراميل المتفجرة بين المنازل.
وفي المجمل، قتلت قوات الاحتلال ما لا يقل عن 44580 فلسطينياً وجرحت 105739 منذ بدء عدوانها على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
كما تسبب عدوان الاحتلال الذي توسع في أكتوبر/ تشرين أول الماضي في تفاقم المجاعة وسوء التغذية كجزء من “خطة الجنرالات”.
وقال العاملون الطبيون في مستشفيي كمال عدوان والعودة في بيت لاهيا وجباليا إن نقص الغذاء والمياه النظيفة في الشمال ستؤدي بحلول أوائل عام 2024 إلى زيادة حالات سوء التغذية والجفاف.
وأضاف المسعفون أنهم لم يتمكنوا من تقديم العلاج الفعال نتيجة عدم كفاية الإمدادات، وربطوا بين قطع إسرائيل للمساعدات والنقص في المواد الطبية.
واتهمت منظمة العفو الدولية يوم الخميس الاحتلال بارتكاب إبادة جماعية في غزة.
وفي مقال على موقع X، وصف مراسل الجزيرة أنس الشريف الأحداث التي تجري في شمال غزة، وخاصة النزوح، بأنها “خارجة عن الفهم”، مشيرا إلى أن الفلسطينيين في المنطقة يعانون من ظروف سيئة ويفتقرون إلى الضروريات الأساسية.
وقال: “لقد تم اقتلاع الأطفال والمرضى والنساء وكبار السن بالقوة من منازلهم من قبل القوات الإسرائيلية، وتركوا الآن للنوم في الشوارع المطر وفي البرد القارس”.
وأردف: “إنهم يعانون من ظروف إنسانية مزرية، محرومون تماما من الضروريات الأساسية للحياة”.