كشف تحليل صحفي نشرته قناة CNN الإخبارية يوم الخميس النقاب مجدداً عن استخدام الاحتلال ذخائر أميركية في غارة جوية على مدرسة تستخدم كملجأ للنازحين الفلسطينيين وسط قطاع غزة.
وقالت CNN إنها حددت، عبر استخدام مقطع فيديو تم التقاطه للحطام في مكان القصف، شظايا “قنبلتين صغيرتين من طراز GBU-39 على الأقل من صنع الولايات المتحدة”.
واستشهد في الغارة الجوية التي شنها الاحتلال يوم الخميس ما لا يقل عن 40 فلسطينياً كانوا يحتمون في المدرسة التي تديرها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مخيم النصيرات للاجئين.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية أن من بين الشهداء تسع نساء و14 طفلاً، وأن 74 آخرين أصيبوا في الهجوم.
وزعم جيش الاحتلال أن المدرسة كانت تضم مجمعاً لحماس وأن الغارة قضت على مقاتلين متورطين في هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر.
لكن النازحين الذين كانوا يلوذون في المدرسة وقت الهجوم نفوا هذه الادعاءات، وقالوا لميدل إيست آي أنه لم يكن في المكان مسلحين.
وهذا هو التقرير الثاني خلال أسبوع يسلط الضوء على استخدام الاحتلال لأسلحة أميركية لقتل المدنيين الفلسطينيين في غزة.
فقد كشف تقرير لشبكة سي ان ان أيضاً الأسبوع الماضي أن الاحتلال استخدم نفس النوع من القنابل، وهي قنابل GBU 39 المصنوعة في الولايات المتحدة، في غارة على مخيم للاجئين في رفح، أقصى مدينة في جنوب غزة.
وأسفرت الغارة عن استشهاد 45 فلسطينياً على الأقل وإصابة أكثر من 200، وخلفت صدمةً وحالةً من الغضب في جميع أنحاء العالم بعد المشاهد المروعة التي نُشرت عن آثارها.
فقد أظهر أحد هذه المشاهد جثثاً متفحمة وطفلًا مقطوع الرأس استشهد جراء الغارة.
وتعتبر قنبلة GBU-39 قنبلة عالية الدقة “مصممة لمهاجمة أهداف مهمة استراتيجياً”.
وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، وثقت منظمة العفو الدولية لحقوق الإنسان عدة حالات استخدمت فيها قوات الاحتلال أسلحة زودتها الولايات المتحدة بها لقتل المدنيين الفلسطينيين في انتهاك للقانون الإنساني الدولي.
وكانت إدارة بايدن قد كلفت نفسها في وقت سابق من هذا العام بتحديد ما إذا كانت الأسلحة التي زودت بها الاحتلال تستخدم من قبل المؤسسة العسكرية في انتهاك للقانون الدولي.
وبعد إصدار تقريرها النهائي بشأن هذه المسألة الشهر الماضي، قالت الإدارة إن هناك أسباباً معقولة للاعتقاد بأن الاحتلال يستخدم أسلحة زودته بها الولايات المتحدة في انتهاك للقانون الدولي.
ورغم ذلك، خلصت الإدارة الأمريكية في نهاية المطاف إلى أنها لا تستطيع اتخاذ أي قرارات ملموسة، وهو الاستنتاج الذي انتقده بشدة خبراء قانونيون وجماعات حقوقية.
وخلال الشهر الماضي، أوقف الرئيس الأمريكي جو بايدن عملية نقل واحدة لـ 1800 قنبلة تزن 2000 رطل (907 كغم) و 1700 قنبلة تزن 500 رطل (227 كغم) إلى الاحتلال، حيث أشار المسؤولون الأمريكيون إلى معارضتهم للغزو الإسرائيلي لرفح.
ومنذ ذلك الحين، تشن قوات الاحتلال هجوماً عسكرياً على رفح، وفي 15 أيار/مايو، أعلن بايدن أن الولايات المتحدة سترسل أكثر من مليار دولار من الأسلحة والذخيرة الإضافية إلى الدولة العبرية.
وكانت إدارة بايدن قد أعلنت مراراً وتكراراً أنها تعارض قتل المدنيين الفلسطينيين لكنها لم تتخذ بعد إجراءات مهمة رداً على سلوك الاحتلال في عدوانه المتواصل على غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مات ميلر في العديد من المقابلات مع الصحفيين هذا الأسبوع أن الأمر متروك لحماس لإنهاء معاناة وموت الفلسطينيين الأبرياء في الحرب على غزة من خلال قبول وقف إطلاق النار.
ولقيت هذه التصريحات انتقادات حادة باعتبارها تستخدم العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين وسيلة للضغط على المقاومة الفلسطينية.