أشار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو إلى أنه لم يرد على المقترحات الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق نار مؤقت بين الاحتلال وحزب الله، في الوقت الذي تواصل فيه قواته شن غارات جوية على لبنان.
ونشر الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، بياناً مشتركاً دعيا فيه إلى هدنة لمدة 21 يوماً، بهدف تمهيد الطريق لمفاوضات أوسع نطاقًا من أجل وقف دائم لإطلاق النار.
لكن مكتب نتنياهو أعلن بعد ساعات فقط من ذلك رفض المقترح، مشيراً إلى أن “الأنباء عن وقف إطلاق النار ليست صحيحة، وهذا اقتراح أمريكي فرنسي، لم يستجب له رئيس الوزراء حتى الآن”.
وأوضح مكتب نتنياهو: “أمر رئيس الوزراء الجيش الإسرائيلي بمواصلة القتال بكل قوة، ووفقاً للخطط المقدمة”، مضيفاً أن الهجمات ستستمر في غزة أيضاً.
وكرر وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس الرسالة، وكتب على موقع X أنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار.
وفي وقت متأخر من يوم الأربعاء، استشهد ما لا يقل عن 23 سورياً معظمهم من النساء والأطفال، في غارة للاحتلال على مبنى من ثلاثة طوابق في بلدة يونين اللبنانية، وأصيب ما لا يقل عن ثمانية آخرين.
وأسفرت غارات الاحتلال على لبنان عن استشهاد 72 شخصاً يوم الأربعاء.
وأفادت وسائل إعلام لبنانية يوم الخميس أن قوات الاحتلال قصفت مبنى بالقرب من النبطية في جنوب لبنان، فيما استشهد ما لا يقل عن أربعة أشخاص في اعتداءاتها على طول الحدود، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية.
وفي غضون ذلك، ذكر جيش الاحتلال أن 45 صاروخاً أطلقت من لبنان باتجاه منطقة الجليل، فيما أعلن حزب الله إنه أطلق وابلًا من الصواريخ على منشآت رافائيل للصناعات العسكرية الإسرائيلية شمال حيفا.
وقال وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي أنه تم إنشاء 500 ملجأ العديد منها في المدارس، في مختلف أنحاء البلاد لإيواء النازحين قسراً بسبب الحرب.
وقوبلت الدعوات إلى هدنة لمدة ثلاثة أسابيع بالرفض من مختلف الأطياف السياسية في دولة الاحتلال.
وقال زعيم المعارضة ورئيس حزب العمل، يائير غولان، في مقابلة: “لا ينبغي لنا أن نوافق على وقف إطلاق نار مسبق لمدة ثلاثة أسابيع”.
واقترح غولان وقف إطلاق نار أقصر لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام، وخلال هذه الفترة يمكن تحقيق تقدم مع الحكومة اللبنانية وتأمينه بضمانات دولية.
وفي الوقت نفسه، حث جدعون ساعر، عضو البرلمان عن حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو والذي شغل منصب وزير العدل، إسرائيل على تكثيف غاراتها الجوية على لبنان.
وكتب على منصة X “التباطؤ الواضح في الهجمات على بيروت، مقارنة بالضربات على جنوب لبنان ووادي البقاع، كانت أخطاء”.
وقالت وزارة الخارجية القطرية إنه لم يتم إطلاق أي جهود وساطة رسمية لتأمين وقف إطلاق النار في لبنان.
وحظي اقتراح الهدنة المؤقتة الذي قدمته الولايات المتحدة وفرنسا بتأييد المملكة المتحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر.
ودعا ماكرون “إسرائيل بقوة إلى وقف التصعيد في لبنان وحزب الله إلى وقف إطلاق النار”، ونقل “أفكاره الأخوية” إلى الشعب اللبناني.
كما دعا إلى إنهاء الحرب على غزة، التي “استمرت لفترة طويلة” وتسببت في “سقوط عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين الفلسطينيين”.