الاحتلال يتجاهل نداءات الصحة العالمية ويهاجم المستشفى الاندونيسي شمال غزة

تواصل سلطات الاحتلال تجاهل نداءات منظمة الصحة العالمية لوقف مهاجمة المرافق الطبية في شمال غزة، حيث تعرض المستشفى الإندونيسي لقصف عنيف وإطلاق نار من طائرات كوادكابتور التابعة للاحتلال.

وذكرت الدكتورة راوية الطنبور لموقع ميدل إيست آي أن قوات الاحتلال أطلقت قذائف مدفعية ثقيلة في محيط المستشفى في بيت لاهيا، بينما أطلقت طائرات الكوادكابتور النار على كل جسم كان يتحرك.

وسُمعت أصوات الانفجارات بوضوح في خلفية التسجيل الصوتي الذي نشرته الطنبور والذي أوضحت فيه أن “مركبات الاحتلال العسكرية تتقدم نحو المستشفى”، وهو أحد أكبر المرافق الصحية التي خرجت عن الخدمة بسبب هجمات الاحتلال وحصاره المفروض على شمال قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين أول الماضي.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، دعا تيدروس أدهانوم غيبريسوس، رئيس منظمة الصحة العالمية، دولة الاحتلال إلى وقف هجماتها على المستشفيات والمراكز الطبية المحاصرة في غزة وتقديم فترة راحة قصيرة للفلسطينيين المنهكين.

وقال تيدروس إن “المستشفيات في غزة أصبحت مرة أخرى ساحات معارك والنظام الصحي يتعرض لتهديد خطير”، مضيفا: “نكرر مطالبتنا بأن أوقفوا الهجمات على المستشفيات، الناس في غزة بحاجة إلى الوصول إلى الرعاية الصحية، والعاملون في المجال الإنساني يحتاجون إلى تمكينهم من تقديم المساعدات الصحية، أوقفوا إطلاق النار!”

وفي اليوم التالي لهذا النداء، أصدر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تقريراً أعلن فيه أن قوات الاحتلال “دمرت نظام الرعاية الصحية في غزة”، حيث وصل الوضع إلى “مستويات كارثية”.

وأشار التقرير إلى أن عدوان الاحتلال على قطاع غزة والذي استمر 15 شهراً أسفر حتى الآن عن “استشهاد مئات من العاملين في مجال الصحة والطب”، فضلاً عن المرضى والمدنيين.

وأوضح التقرير الصادر عن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أنه: “من الضروري إجراء تحقيقات مستقلة وموثوقة وشفافة في هذه الحوادث، والمساءلة الكاملة عن جميع انتهاكات القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان”.

ومنذ إعلان الحرب، استهدفت قوات الاحتلال مراراً وتكراراً نظام الرعاية الصحية في غزة، حيث وثقت مقاطع فيديو وتحقيقات وشهادات شهود هجمات لا هوادة فيها على المستشفيات وسيارات الإسعاف والأطباء.

وسبق لقوات الاحتلال أن داهمت أكبر مستشفيين في القطاع، هما مستشفى الشفاء في مدينة غزة ومستشفى ناصر في خان يونس، ودمرتهما في عملياتها.

وخلال الأسبوع الماضي، اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان وأضرمت النار عمداً في عدة أقسام طبية، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن عشرين عاملاً طبياً ومريضاً فلسطينياً، وإصابة عدد آخر.

كما اختطفت قوات الاحتلال مدير مستشفى كمال عدوان، الدكتور حسام أبو صفية، ونقلته إلى سجن سدي تيمان سيئ السمعة في صحراء النقب.

وانقطعت أخبار أبو صفية منذ يوم الجمعة، حيث سجل ظهوره الأخير في إحدى الصور التي التقطت له وهو يسير بمفرده نحو صف من دبابات الاحتلال التي تجمعت خارج مستشفى كمال عدوان.

وتسود حالة من القلق على أوضاع الدكتور أبو صفية بسبب التقارير عن الانتهاكات الكبيرة التي يتعرض لها المعتقلون في سدي تيمان والتي تشمل التعذيب والاغتصاب والقتل، بحسب التحقيقات التي أجرتها ميدل إيست آي وسي إن إن وصحيفة نيويورك تايمز.

وتأتي الهجمات المستمرة على مستشفيات غزة في الوقت الذي فقدت فيه العديد من العائلات النازحة أطفالها الصغار والرضع بسبب انخفاض درجات حرارة أجسامهم.

وقد حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يوم الثلاثاء من أن “المزيد من الأطفال الرضع من المرجح أن يموتوا” في الأيام المقبلة بعد أن اقتلعت العواصف الممطرة الشديدة الخيام وأغرقتها.

وقالت رنين أبو عاصي، وهي نازحة فلسطينية تبلغ من العمر 16 عامًا، إنها لا تعرف كيف يمكن أن ينجو أشقاؤها الصغار من ظروف الشتاء القاسية، موضحة أنهم “يتجمدون ويجوعون، وفوق ذلك يواجهون الحرب والمجاعة”.

وأضافت: “لقد أمضوا الليل وهم يعانون من الإسهال والقيء وسط المطر، هذا غير عادل، نحن كبالغين يمكننا أن نتحمل هذا، ولكن ماذا عن الأطفال، ماذا نقول لهم؟”.

وتظهر الأرقام الصادرة عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن إجمالي عدد سكان غزة، والذي انخفض إلى 1.9 مليون نسمة، يعانون من مستويات شديدة من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

كما أشارت إلى أن أكثر من 1.1 مليون شخص معرضون لخطر مواجهة ظروف كارثية مصنفة في المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، والتي تعتبر أشد مستويات انعدام الأمن الغذائي.

مقالات ذات صلة