أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي المواطنين النازحين على مغادرة مستشفى ناصر الطبي في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، بعد حصار النازحين لعدة أيام وقتل عدد منهم على يد قناصين وجنود الاحتلال.
وتم إجبار آلاف النازحين على إخلاء مجمع ناصر الطبي بواسطة قوات الاحتلال، وتشير التقارير إلى أنه في حال استمرت إسرائيل في عملية عسكرية في رفح، قد تحدث مذبحة في المنطقة.
منذ أسابيع، فرضت القوات الإسرائيلية حصارًا شديدًا على مجمع ناصر وطلبت من النازحين الذين هربوا من منازلهم بسبب الحرب أن يتركوا المستشفى.
وتقوم قوات الاحتلال بإطلاق النار على أي شخص يتحرك داخل أو خارج المستشفى، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا والجرحى داخل المبنى.
و تعمل إسرائيل على إخلاء الفلسطينيين قسراً من مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة تحت تهديد السلاح دون توفير مكان آمن يمكنهم الذهاب إليه.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان أن محيط المستشفى الذي لجأ إليه آلاف الفلسطينيين بات مكتظاً بجثث الشهداء الذين حاولوا الابتعاد عن الهجمات الإسرائيلية على المنشأة.
وتقول إسرائيل إن المستشفى يؤوي مقاتلي حماس، وهو ادعاء دأبت على تكراره عند مهاجمتها لمستشفيات غزة على الرغم من عدم تقديمها أي دليل على صحة ذلك.
وتتبع إسرائيل في حصارها لمستشفى ناصر ذات أسلوب العمل الذي اتبعته في بقية مستشفيات غزة المحاصرة مثل مستشفى الشفاء في مدينة غزة، حيث ادعى المسؤولون الإسرائيليون كذباً وجود مركز للقيادة والسيطرة لحماس.
وكان الدكتور خالد السرّ قد أكد في تصريحات صحفية أنه رأى ثلاثة فلسطينيين يقتلون عند البوابة الشمالية للمستشفى، وأن آخرين أُجبروا على السير عبر طوق إسرائيلي من الدبابات والجنود.
وأضاف السرّ وهو واحد من آخر الجراحين المتبقين في مستشفى ناصر أن ” حشود المواطنين تتجمع حالياً أمام البوابات حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بإجبارهم على التحرك مسافة كيلومترين للوصول إلى منطقة آمنة”.
وأضاف: ” التعليمات الإسرائيلية كانت صارمة، حيث قال الجنود أنه يجب على كل مريض قادر على الحركة الإخلاء على الفور”.
وأوضح أن ” الاستثناء الوحيد من هذه التعليمات يتعلق بالمرضى غير القادرين على المشي أو الحركة”، مضيفاً أنه ” حتى المرضى الذين يستخدمون الكراسي المتحركة لا يستطيعون الانتقال بسبب نشاط الجرافات في اليومين الماضيين حيث لم يعد هناك طرقاً مناسبة يمكن للكرسي المتحرك التحرك عليها”.
وأظهرت لقطات فيديو نشرتها شبكة قدس الإخبارية حشوداً من الفلسطينيين وهم في طريقهم للخروج من المستشفى.
وقال هاني محمود الصحفي في شبكة الجزيرة في رفح جنوب غزة أن قوات الاحتلال استخدمت كاميرات التعرف على الوجه لتحديد هويات المغادرين.
يذكر أن الفلسطينيين المتواجدين في المستشفى كانوا قد نزحوا إليه في مناسبات متعددة، منذ بدء الحرب في تشرين الأول / أكتوبر، لكنهم لا يملكون الآن مكاناً آخر يتوجهون إليه بعد تدمير جزء كبير من البنية التحتية المدنية في قطاع غزة.
وزعم الجيش الإسرائيلي، دون دليل، أن ” حماس تواصل القيام بأنشطتها العسكرية” في مستشفى ناصر وأن “المكان كان يستخدم لاحتجاز الرهائن” وهي ذات الادعاءات التي أطلقتها دون دليل قبل هجومها على مستشفى الشفاء.
جدير بالذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد أعلن عن نيته إطلاق حملة عسكرية في رفح امتداداً للعدوان الذي أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 28 ألف فلسطيني نصفهم تقريباً من الأطفال.
وفيما تواصل واشنطن دعمها للعدوان الإسرائيلي الذي قررت محكمة العدل الدولية أنه يمكن أن يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، فإن الدول الغربية الأخرى تنتقد السلوك الإسرائيلي علنًا.
فقد طلبت أيرلندا وإسبانيا يوم الأربعاء من المفوضية الأوروبية ” مراجعة عاجلة لما إذا كانت إسرائيل تطبق التزاماتها باحترام حقوق الإنسان”.
وفي مواقع أخرى، تصاعدت حدة التوتر أيضاً في جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل حيث يواصل حزب الله وغيره من المنظمات المسلحة شن هجمات على المواقع الإسرائيلية فيما واصلت الأخيرة تنفيذ غاراتها الجوية داخل الأراضي اللبنانية.
ويخوض حزب الله وإسرائيل قتالاً منخفض الشدة منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر، دون أن تتطور الاشتباكات حتى الآن إلى مواجهة مسلحة واسعة النطاق رغم تهديد إسرائيل مراراً وتكراراً بغزو جنوب لبنان.