الاحتلال يخرق الهدنة في غزة: قصف متواصل ومساعدات محاصرة

تواصل دولة الاحتلال خرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، عبر قصف مدفعي استهدف مناطق مدنية، وسط تحذيرات حقوقية من تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع المحاصر منذ أكثر من عامين من الحرب الإبادية.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن قذائف مدفعية أطلقها جيش الاحتلال استهدفت صباح الجمعة مخيم البريج للاجئين وسط القطاع، ما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن عشرة فلسطينيين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، كما أفاد مراسل قناة الجزيرة بأن القصف المدفعي طال حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

ويشير اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة ودخل حيز التنفيذ الجمعة الماضية إلى وجوب أن “يوقف جيش الاحتلال فورًا جميع العمليات العسكرية، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي والهجمات الموجهة”، غير أن التقارير الحقوقية أكدت استشهاد وجرح عشرات الفلسطينيين منذ سريان الهدنة.

وفي سياق متصل، انفجرت مواد متفجرة مجهولة المصدر داخل مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع، في حين حذر الناطق باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، الأسبوع الماضي من وجود “ألغام وروبوتات متفجرة” من مخلفات جيش الاحتلال في المناطق التي تمركز فيها. وقال بصل: “أود أن أؤكد أن بعض المنازل التي تمركز فيها جنود الاحتلال قد تم تفخيخها ولم تنفجر بعد، وقد يُصدم المدنيون العائدون إلى منازلهم بأنها مليئة بالمتفجرات”.

وخلال أكثر من عامين من الحرب الإبادية التي شنّتها دولة الاحتلال على غزة، استشهد ما يقارب 68 ألف شخص، أكثر من 80% منهم من المدنيين، بحسب بيانات عسكرية إسرائيلية مسرّبة، وقد دمّرت الغارات اليومية معظم بنية القطاع المحاصر، وفاقمت من تدهور الأوضاع الإنسانية.

ووفقًا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فإن “معظم الأراضي الزراعية في غزة دُمّرت أو أصبحت غير قابلة للوصول”.

تقييد المساعدات وتفاقم المجاعة

تواصل دولة الاحتلال فرض قيود مشددة على دخول المساعدات الغذائية والمواد الأساسية، ما أدى إلى تفشي المجاعة في القطاع.

وبموجب المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار المكوّنة من 20 بندًا، التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كان من المفترض أن تُفتح معابر غزة بالكامل يوم الاثنين للسماح بدخول 400 شاحنة مساعدات يوميًا، على أن يرتفع العدد إلى 600 لاحقًا. لكن منظمات حقوقية أكدت أن سلطات الاحتلال ما تزال تقيّد كمية المساعدات الداخلة، فيما وصل عدد الشاحنات التي دخلت القطاع يوم الأربعاء إلى 480 فقط، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الذي وصف الكمية بأنها “قطرة في محيط الاحتياجات”، مؤكدًا أنها “غير كافية لأكثر من 2.4 مليون فلسطيني”.

وأضاف المكتب: “القطاع بحاجة إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا وبشكل مستمر، على ان تشمل الغذاء والوقود وغاز الطهي والمستلزمات الإغاثية والطبية بشكل عاجل ومنتظم دون انقطاع”.

ومن جهته، شدد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني في منشور على منصة X على ضرورة “تدفق المساعدات دون قيود للأونروا والمنظمات الدولية غير الحكومية”.

وفي السياق ذاته، أكدت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي (WFP) عبير عطيفة، في مؤتمر صحفي بجنيف، أن البرنامج أدخل إلى غزة منذ بدء الهدنة ما معدله 560 طنًا من الأغذية يوميًا، لكنها شددت على أن هذه الكمية “لا تزال أقل من المطلوب”.

وقالت: “نحن لم نصل بعد إلى المستوى المطلوب، لكننا نقترب من ذلك… وقف إطلاق النار فتح نافذة ضيقة من الفرص، وبرنامج الأغذية العالمي يتحرك بسرعة لتوسيع نطاق المساعدات الغذائية”.

مقالات ذات صلة