الاحتلال يخطط لتجنيد طالبي اللجوء الأفارقة مقابل منحهم الإقامة الدائمة

أطلقت حكومة الاحتلال حملة لتجنيد طالبي اللجوء الأفارقة تقضي بمنحهم الإقامة الدائمة مقابل تجنيدهم للخدمة العسكرية في عدوانها على غزة.

وذكرت صحيفة هآرتس أن السلطات المحلية المسؤولة عن تحديد المجندين تقوم بتنسيق هذه الخطة، التي تهدف إلى سد النقص الذي يبلغ نحو 10 آلاف جندي، مع إشراف جيش الاحتلال ووزارة الداخلية على تدريبهم.

ويقيم نحو 30 ألف طالب لجوء أفريقي حالياً في دولة الاحتلال، ويقدر أن نحو 5 آلاف منهم ولدوا هناك ويفتقر معظمهم إلى الإقامة الدائمة.

وأعرب اللاجئون الأفارقة الشباب الذين أجرت صحيفة هآرتس مقابلات معهم عن رغبتهم في التجنيد وعبروا عن شعورهم بالعار لاستبعادهم من القيام بذلك.

وقال أريم تيمي يامان، وهو لاجئ إريتري نشأ في الدولة العبرية وتلقى تعليمه في مدارسها، لصحيفة هآرتس: “من المهين أن تخبرني الدولة أنني لست جزءاً من المجتمع، أصدقائي سيلتحقون بالجيش بعد أربعة أشهر، لا تمنحوني بطاقة هوية، لكن على الأقل دعوني أتجند معهم، إنه لأمر مؤلم”.

وعندما سُئل عن رأيه في محاولات الحكومة الإسرائيلية تجنيد اللاجئين، أجاب بانان سولومون البالغ من العمر 21 عاماً: “ربما يعتبر هذا في نظر شخص محايد استغلالًا، لكنني أحلم منذ صغري بالخدمة في الجيش، وأن أقدم نصيبي للبلاد ثم أن أكون إسرائيلياً، هذا هو حلمي، أولئك الذين لا يشعرون بهذا الافتقار إلى الانتماء يمكنهم أن ينظروا إليه باعتباره استغلالاً، أما الذين لا يمتلكون وضعية اللجوء فليس لديهم خيار آخر.”

وعلى الرغم من كونها من الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين، إلا أن دولة الاحتلال منحت وضعية اللجوء لعدد قليل جداً من طالبيه.

ووفقاً لجمعية مساعدة المهاجرين العبرية (HIAS)، فإن دولة الاحتلال لم تشرع في معالجة طلبات اللجوء من اللاجئين السودانيين والإريتريين حتى عام 2012، ولم يتم اعتبار سوى أقل من 0.5% من الطلبات التي تمت مراجعتها “مشروعة”.

وبدلاً من إقامة اللجوء، تقدم الحكومة “تصريح الإفراج المشروط”، الذي يحمي اللاجئين من الترحيل ولكنه يحرمهم من الوصول إلى الخدمات الطبية أو الرعاية الاجتماعية.

كما تزيد وزارة الداخلية من صعوبة عملية التجديد التي تحتاج إلى متطلبات متكررة وتقييد المواقع وساعات العمل المكتبية لمعالجة التصاريح، حيث أدت هذه الإجراءات إلى التسبب في اعتقال العشرات بسبب انتهاء صلاحية التصاريح، وفقاً لجمعية مساعدة المهاجرين العبرية.

وقال يامان: “في كل مرة أذهب فيها لتجديد تأشيرتي أجد لافتةً تعرض علي الدولة من خلالها المال حتى أغادر طوعاً، وفي كل مرة، أبكي مجدداً”.

“إذا نسيت وضعك، فإن اللافتة تذكرك يومياً بأنك غير مرغوب بك وأنك لا تنتمي إلى هنا، لقد نشأت هنا منذ سن مبكرة، وكل ما أعرفه هو إسرائيل، لكنهم يسلبونك حقوقك ويضعون عليك الكثير من القيود، ويمارسون كل الضغوط الممكنة للخروج من هنا وهذا يخلق اكتئاباً نفسياً” – أريم تيمي يامان، لاجئ إريتري

وكان تقرير سابق لصحيفة هآرتس قد كشف النقاب عن أن أياً من طالبي اللجوء الذين قاتلوا في غزة لم يُمنحوا وضع الإقامة الدائمة، وقد أقرت مصادر دفاعية بأن المخاوف الأخلاقية المحيطة بتجنيدهم لا تزال دون معالجة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية أن طالبي اللجوء استُخدموا في عمليات مختلفة، وقال أحد المصادر: “هذه مسألة إشكالية للغاية”.

مقالات ذات صلة