النار اندلعت في الخيام فاحترق الناس أحياء.. عشرات الشهداء والجرحى في قصف الاحتلال لخيام النازحين في رفح

استشهد ما لا يقل عن 40 فلسطينياً وأصيب 65 آخرون في غارات جوية شنتها طائرات الاحتلال مساء الأحد على مجمع للنازحين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

واستهدفت الغارات “منطقة آمنة” تديرها الأمم المتحدة في حي تل السلطان، لجأ إليها آلاف الفلسطينيين بعد اقتحام الاحتلال البري للأجزاء الشرقية من المدينة في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال محمد المغير المسؤول في الدفاع المدني لوكالة فرانس برس:” رأينا جثثاً متفحمة وأطرافاً ممزقة وحالات مبتوري الأطراف وجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ”.

وقال شهود عيان لرويترز أن القصف أذاب الخيام الأمر الذي أدى إلى احتراق ساكنيها أحياءً.

وأظهرت مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي حرائق مشتعلة في خيام مؤقتة بينما كان الناجون يحاولون عبثاً انتشال المحاصرين في النيران.

وقالت فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية المحتلة: “المزيد من الرعب في غيتو غزة، لقد قصفت قوات الاحتلال مخيماً للنازحين الفلسطينيين في رفح، مما أدى إلى اشتعال النيران في الخيام البلاستيكية وإحراق الناس أحياء بشكل مأساوي”.

وتابعت المسؤولة الأممية: “هذه القسوة، إلى جانب التحدي الصارخ للقانون والنظام الدولي، أمر غير مقبول، ولم تتوقف الإبادة الجماعية في غزة‌ دون ضغوط خارجية”.

وأردفت ألبانيز تقول: “يجب على إسرائيل أن تواجه العقوبات والعدالة وتعليق الاتفاقيات والتجارة والشراكة والاستثمارات وكذلك المشاركة في المنتديات الدولية”.

من ناحيته، وصف سامي أبو زهري المسؤول الكبير في حماس الهجوم بأنه “مذبحة” وحمل الولايات المتحدة مسؤولية تزويد الاحتلال بالأسلحة والمساعدات المالية.

 

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان لها أن أحد مستشفياتها الميدانية يستقبل “تدفقاً من المصابين الذين يحتاجون إلى رعاية جراء الإصابات والحروق”. 

وذكرت البيان أن مستشفيات أخرى تستقبل أيضاً عدداً كبيراً من المرضى، مضيفاً: “فرقنا تبذل قصارى جهدها لإنقاذ الأرواح”.

من ناحية أخرى، أعربت منظمة أكشن إيد الإنسانية العالمية عن “غضبها وحزنها” بعد أن استهدف الاحتلال الملاجئ المجاورة لمستودعات الأونروا التي تخزن “المساعدات الحيوية”.

وقالت منظمة الإغاثة: “الصور الواردة من شركائنا للجثث المحترقة هي ندبة على وجه الإنسانية والمجتمع الدولي، الذي فشل حتى الآن في حماية سكان غزة، وقد نجا أحد زملائنا في منظمة أكشن إيد بأعجوبة من هذه الفظائع، بعد أن غادر الملجأ، لا توجد ضمانة لسلامة أحد في غزة”.

واعترفت سلطات الاحتلال في وقت مبكر من يوم الاثنين بوقوع خسائر في صفوف المدنيين لكنها زعمت أن قواتها استهدفت مجمعاً لحماس في رفح.

وقال جيش الاحتلال في بيان له أن “الضربة نفذت ضد أهداف مشروعة بموجب القانون الدولي، من خلال استخدام ذخائر دقيقة وعلى أساس معلومات استخباراتية دقيقة تشير إلى استخدام حماس للمنطقة”.

وجاء في البيان أن قوات الاحتلال “على علم بالتقارير التي تشير إلى أن عدداً من المدنيين أصيبوا جراء الضربة والنيران التي اشتعلت في المكان، والحادث قيد المراجعة”.

وجاءت الضربات الجوية بعد يومين فقط من أمر محكمة العدل الدولية للاحتلال “بالوقف الفوري لهجومه العسكري في رفح”.

كما تم الإبلاغ عن ضربات في مناطق أخرى من رفح في وقت متأخر من يوم الأحد، حيث قال مستشفى الكويت التخصصي إنه استقبل جثث ثلاثة أشخاص، بينهم امرأة حامل.

وشنت قوات الاحتلال عملية برية على رفح في أوائل أيار/مايو على الرغم من المعارضة الدولية واسعة النطاق بسبب المخاوف بشأن المدنيين الذين يحتمون هناك.

وفي وقت سابق الأحد، قال جيش الاحتلال أن ثمانية صواريخ على الأقل أطلقت باتجاه مناطق وسط البلاد من رفح.

وقال الجناح العسكري لحركة حماس في منشور على تطبيق تلغرام إنه استهدف تل أبيب “بوابل صاروخي كبير رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين”.

ومنذ الهجوم الذي شنته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على مستوطنات الاحتلال وثكنات جيشه، استشهد ما يقرب من 40 ألف فلسطيني ونزح نحو 1.7 مليون آخرين، فيما وصفته محكمة العدل الدولية في كانون الثاني/يناير بأنه يرقى إلى الوصف بالإبادة الجماعية.

كما أصيب ما يقرب من 80 ألف شخص، وفقاً لمسؤولي الصحة، علماً أن هذه الأرقام لا تشمل الآلاف من الشهداء الذين يعتقد أنهم دفنوا تحت أنقاض المنازل والمتاجر والملاجئ والمباني الأخرى التي دمرها قصف الاحتلال.

مقالات ذات صلة