النقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول رفيع المستوى في دولة الاحتلال القول أن جزءاً من اليورانيوم المُخصّب الذي يُمكن استخدامه في صنع سلاح نووي، لم يتعرض للضرر في القصف الأمريكي على إيران الشهر الماضي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحكومته قد أكدا على أن المواقع النووية الإيرانية الثلاثة قد “دُمّرت” بالقنابل الأمريكية الفريدة الخارقة للتحصينات، والتي تزن 30 ألف رطل.
وقال شون بارنيل، المتحدث باسم البنتاغون، للصحفيين الأسبوع الماضي: “لقد أضعفنا برنامجهم لمدة تتراوح بين عام وعامين، على الأقل تُشير تقييمات الاستخبارات داخل وزارة الدفاع إلى ذلك”.
ولم يقدم بارنيل أدلة تدعم هذا الاستنتاج، لكنه أكد أن التقييم يُشير إلى أن التقدير الرسمي “يُقارب على الأرجح عامين”.
غير أن تقييم الاحتلال الذي تطرقت له نيو يورك تايمز يوم الخميس أشار إلى أن أجهزة الطرد المركزي الإيرانية البالغ عددها 18 ألف جهاز قد دُمرت إلى حد كبير بالفعل ولكن ليس كل اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، والذي كان مُخزّنًا في براميل، والذي من المرجح أن يكون في متناول العلماء الإيرانيين حتى الآن.
وفي حديثه للتايمز، حذر المسؤول الرفيع في دولة الاحتلال من أن تل أبيب ستكشف أي محاولة للوصول إلى اليورانيوم، وسيعرض ذلك إيران لهجوم جديد.
وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته أن لدى تل أبيب أدلة تُشير إلى أن إيران سارعت إلى صنع قنبلة نووية بعد اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله الحليف الرئيسي لإيران في المنطقة قبل 10 أشهر.
وأضاف المسؤول أن هذه الأدلة قد قُدّمت إلى الولايات المتحدة، وأن تل أبيب سارعت في تنفيذ خططها الخاصة لبدء موجة من الهجمات على إيران.
لكن رافائيل غروسي، الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الهيئة الرقابية النووية التابعة للأمم المتحدة، يُصرّ على أن الإيرانيين قد أخرجوا جزءًا كبيرًا من مخزونهم قبل وقوع الهجمات.
يذكر أن دولة الاحتلال شرعت بمهاجمة إيران في 13 يونيو/حزيران، واستهدفت بغارات متكررة منشآتها العسكرية والنووية، كما اغتالت شخصيات أمنية واستخباراتية وعسكرية بارزة وعلماء.
وردًا على ذلك، أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ باتجاه حيفا وتل أبيب ومدن رئيسية أخرى في دولة الاحتلال، مستهدفةً عدة مناطق حساسة، غير أن الرقابة العسكرية التابعة للاحتلال منعت وسائل الإعلام المحلية والدولية من نشر تفاصيل المواقع المستهدفة بدقة.
ها وتعتبر ضربات ترامب على المنشآت النووية الإيرانية الثلاث أول خطوة من نوعها يقوم بها رئيس أمريكي ضد البرنامج النووي الإيراني وقد جاءت بعد أكثر من أسبوع بقليل من بدء دولة الاحتلال هجومها.
وفي غضون 48 ساعة من الضربة الأمريكية للمنشآت الإيرانية، بدأت طهران في إطلاق عدة صواريخ كجزء من ضربة انتقامية مُخطط لها ضد قاعدة العديد الأمريكية في قطر، لكن ترامب وصف الهجوم الإيراني بأنه “رد ضعيف للغاية”، وقال إنه سيجدد جهود التفاوض لإحلال السلام بين دولة الاحتلال وإيران.
وفي منشور على حسابه بموقع “تروث سوشيال”، شكر ترامب إيران على “إخطارنا مبكرًا” بالضربات الصاروخية، وقال إنه أي أميركي لم يُقتل أو يُصب في الهجوم.
وأشارت تصريحات ترامب إلى أن الرد الإيراني كان مُنسّقًا بعناية للسماح لطهران وواشنطن بمخرج، وكتب: “الأهم من ذلك، أنهم تخلصوا من كل شيء، ونأمل ألا يكون هناك مزيد من الكراهية، وربما تستطيع إيران الآن المضي قدمًا نحو السلام والوئام في المنطقة، وسأشجع إسرائيل بحماس على أن تحذو حذوها”.
وأكد ترامب هذا الأسبوع للصحفيين أن الدبلوماسية النووية الأمريكية الإيرانية عادت إلى طاولة المفاوضات، وأن المحادثات “مجدولة”، علماً بأن هجوم الاحتلال الأولي على إيران أدى إلى تعطيل خمس جولات من المحادثات.