اقتحمت قافلة سيارات ودراجات نارية تابعة للمستوطنين الحي الأرمني في القدس الشرقية المحتلة، الأربعاء، بهدف الاستيلاء على الحي.
وحذرت حركة حماية الحي الأرمني والحفاظ عليه، في بيان على موقع إنستغرام، من حدة التوتر المرتفعة، مشيرةً إلى أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت ثلاثة أرمن بينهم قاصر دون سبب.
وقالت الحركة في بيانها: “بدلاً من إبعاد المقتحمين، سمحت الشرطة الإسرائيلية لعددٍ من المستوطنين بالتواجد بهدف الاستيلاء على الممتلكات الأرمنية”.
ويستغل المستوطنون الإسرائيليون حجم الانشغال العالمي بالعدوان الإسرائيلي على غزة لممارسة المزيد من الضغوط الرامية للاستيلاء على ممتلكات الفلسطينيين.
وأكدت الحركة أن محاولة المستوطنين اقتحام “الحدائق الأرمنية” المعروفة باسم “حديقة الأبقار” في البلدة القديمة بالقدس، كانت “محاولة خبيثة لتغيير الحقائق على الأرض”.
وأوضح هاغوب جيرنازيان، أحد مؤسسي الحركة وعضو الطائفة الأرمنية في القدس: “نحن نقاتل الآن من أجل سلامة الحي الأرمني والمسيحي”.
وأوضح أن الخلاف بدأ بعد أن عقدت بطريركية الأرمن في القدس صفقة غامضة وسرية مع شركة تدعى زانا كابيتال، لتأجير الحدائق الأرمنية التاريخية، لبناء فندق فخم.
ورغم إبرام الصفقة عام 2021، إلا أنها أُعلنت عام 2023، عندما سعت إحدى الشركات الإسرائيلية للحصول على ملكية الحدائق، مما أثار احتجاجات من المجتمع الأرمني.
وقال جيرنازيان: “تحاول شركة زانا المدعومة من المستوطنين منذ 26 تشرين الأول/أكتوبر، تغيير التركيبة الديمغرافية للبلدة القديمة إلى أغلبية يهودية، وتمارس الاستفزاز والاستيلاء على أجزاء أراضي البلدة القديمة بالقوة”.
وتابع: “قامت زانا خلال اليوم وأمس باستدعاء شركة أمنية لتساعدها في الاستيلاء على الأرض بالقوة بدعم وتعاون من الشرطة الإسرائيلية”.
وأكد المسؤول الأرمني: “السلطات لا تفعل أي شيء لإنقاذ الجالية الأرمنية ومساعدتها، بل إنها تقوم بدلاً من ذلك بممارسة الضغط علينا”.
وأضاف جيرنازيان أن هذه الضغوط وضعت مستقبل المجتمع الأرمني والمجتمع المسيحي الأوسع في البلدة القديمة على المحك.
وختم بالقول: “يجب على المسيحيين أن يتحدوا ويتكاتفوا مع الأرمن من أجل حماية الوضع الراهن وفسيفساء المدينة المقدسة كي يكون لنا مستقبل فيها”.