طعنت دولة الاحتلال في شرعية طلب المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت.
كما طعنت في مذكرتين قانونيتين قدمتهما يوم الجمعة باختصاص المحكمة وأهليتها لهذا الطلب.
وكان المدعي العام للمحكمة، كريم خان، قد أعلن في مايو/أيار، أنه يسعى إلى إصدار مذكرات اعتقال بحق المسؤولين الإسرائيليين بالإضافة إلى ثلاثة من قادة حماس وهم يحيى السنوار ومحمد ضيف وإسماعيل هنية.
وتم اغتيال هنية في إيران في عملية لم تتبنها دولة الاحتلال أو تنفها، ما حدى بالمحكمة الجنائية الدولية إلى إنهاء إجراءاتها القضائية ضده.
وبينما تقول دولة الاحتلال أنها قتلت محمد ضيف، فإن حماس لم تؤكد استشهاده بعد، حيث تسعى المحكمة الجنائية الدولية إلى الحصول على تأكيد بذلك لإنهاء إجراءاتها القضائية بحقه.
ويستند طلب خان لإصدار مذكرات اعتقال إلى ما يعتقد أنه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد الهجمات التي قادتها حماس على مستوطنات الاحتلال وثكنات جيشه في غلاف عزة والحرب اللاحقة على القطاع.
وفي بيان، قال المتحدث باسم خارجية الاحتلال أورين مارمورشتاين أن حكومته تتحدى مبدأ التكامل، وهو أحد فرضيات القانون الدولي الأساسية لوظائف المحكمة الجنائية الدولية.
ويعود مبدأ التكامل إلى المادة 17 من نظام روما الأساسي، الذي أسس المحكمة الجنائية الدولية في عام 2002، والذي يقضي بأن المحكمة ملزمة بالتدخل وممارسة اختصاصها عندما تعتبر الدول “غير راغبة” أو “غير قادرة” على القيام بالتحقيق.
وقال مارمورستين: “لقد أوضحت إسرائيل بالتفصيل انتهاك المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية غير المشروع لنظام المحكمة ومبدأ التكامل، من خلال الفشل في منح إسرائيل الفرصة لممارسة حقها في التحقيق بنفسها في المطالبات التي أثارها المدعي العام قبل المضي قدماً في الإجراءات”.
وكان خان قد حث المحكمة على إصدار أوامر الاعتقال “بأقصى قدر من الإلحاح”، ومن غير الواضح لماذا لم يتم إصدارها حتى الآن.
وفي حال تم إصدار هذه القرارات، فستكون المرة الأولى التي تلاحق فيها المحكمة الجنائية الدولية مسؤولين مدعومين من الغرب.
وقال مارمورستين يوم الجمعة: “لم يتم التعامل مع أي ديمقراطية أخرى ذات نظام قانوني مستقل ومحترم مثل النظام الموجود في إسرائيل بهذه الطريقة المتحيزة من قبل المدعي العام”.
وأضاف: “ومع ذلك، تظل إسرائيل ثابتة في التزامها بسيادة القانون والعدالة، وستواصل حماية مواطنيها ضد الهجمات والفظائع المستمرة التي ترتكبها حماس وغيرها من وكلاء الإرهاب المدعومين من إيران في المنطقة”.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي للصحفيين يوم الجمعة أن دولة الاحتلال أكدت لبلاده أنها تحقق في اللقطات التي يبدو أنها لجنود إسرائيليين يلقون فلسطينيين من فوق سطح أحد المباني.
وأضاف كيربي أن الفيديو “مزعج للغاية، إذا ثبت أنه حقيقي”.
وأشار إلى أنه “من الواضح أن هذا يصور سلوكاً بغيضاً وفظيعاً من قبل جنود محترفين، لقد تواصلنا على الفور مع نظرائنا الإسرائيليين بشأن هذا الأمر، وضغطنا عليهم للحصول على مزيد من التفاصيل، وقد أكدوا لنا أنهم سيحققون في هذا الأمر وستكون هناك مساءلة مناسبة إذا لزم الأمر”.
وقال كيربي إن الولايات المتحدة ستكون “حريصة” على معرفة ما تصل إليه تحقيقان الجيش الإسرائيلي، مضيفاً “وكما هو الحال دائماً، نتوقع أن يتم التحقيق بشكل شامل وشفاف”.
وكانت عدة مقاطع فيديو مروعة قد انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الخميس تصور جنوداً إسرائيليين من زوايا مختلفة وهم يتسلقون سطح منزل في بلدة قباطية قرب جنين شمال الضفة الغربية، حيث شوهد الجنود وهم يأخذون الجثث ويرمونها واحدة تلو الأخرى عن سطح المنزل.
في أحد المقاطع، شوهد جندي يركل إحدى الجثث مراراً وتكراراً حتى سقطت من الحافة.
وبموجب القانون الدولي، يتعين على القوات المسلحة معاملة جثث العدو باحترام، ومنع تشويهها، وإعادتها إلى عائلاتها.
وكثيراً ما تحتجز إسرائيل جثث الشهداء الفلسطينيين لشهور، إن لم يكن لسنوات، في إجراء تصفه عائلات الشهداء بأنه عقاب جماعي.
وفي وقت سابق من يوم الخميس، شن جيش الاحتلال عملية عسكرية واسعة النطاق في قباطية، استمرت قرابة 10 ساعات.
حاصرت قوات الاحتلال منزلاً وقتلت ثلاثة فلسطينيين بداخله، ومنعت فرق الهلال الأحمر الفلسطيني من الوصول إلى المنزل.
وفي مكان آخر أثناء الهجوم، قصفت قوات الاحتلال مركبة بالقرب من مجمع تجاري في البلدة، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها واستشهاد شخصين، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا.
وفي المجمل، استشهد سبعة فلسطينيين على الأقل في الهجوم طوال اليوم.
وفي الولايات المتحدة، وصف مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية لقطات السطح بأنها “مقززة ومنحرفة”.
وجاء في البيان أن “هذا القرار يجب أن يصدم ضمير جميع الأميركيين ويجب أن يؤدي إلى إجراءات ملموسة من جانب إدارة بايدن التي تمكن إسرائيل من ارتكاب جرائم الحرب وتتغاضى عنها”.