بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، حظرت سلطات الاحتلال دخول كافة المساعدات إلى قطاع غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار التي رفضت حركة حماس مساعي الاحتلال لتمديدها مطالبة بالانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.
وأصدر مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو صباح الأحد بياناً أكد فيه أن الدولة العبرية منعت دخول كافة البضائع إلى غزة.
وذكر البيان: “مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق الأسرى، وفي ضوء رفض حماس قبول مخطط المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لمواصلة المحادثات، والذي وافقت عليه إسرائيل، قرر رئيس الوزراء نتنياهو أنه اعتباراً من صباح اليوم سيتوقف دخول كافة البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة”.
وجاء في البيان: “لن تسمح إسرائيل بوقف إطلاق النار دون إطلاق سراح رهائننا، وإذا استمرت حماس في رفضها، فستكون هناك عواقب أخرى”.
وكانت حركة حماس قد رفضت تمديد المرحلة الأولى من الهدنة التي توسطت فيها قطر بمساعدة مصر والولايات المتحدة، قائلة إنها لن تقبل إلا بالانتقال إلى المرحلة الثانية، والتي كان من المفترض أن تضمن نهاية نهائية للحرب، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة وإطلاق سراح الأسرى المتبقين.
وكانت المرحلة الأولى من الهدنة، التي بدأت في 19 يناير/كانون الثاني، قد أوقفت إلى حد كبير عدوان الاحتلال الذي استمر لأكثر من 15 شهراً على غزة.
يذكر أن تل أبيب كانت قد أعلنت دون مقدمات قبول مقترح قدمه المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لوقف إطلاق النار المؤقت خلال شهر رمضان وعيد الفصح.
ووفقاً للاحتلال، فقد نص المقترح أيضاً على إطلاق سراح جميع الأسرى الذين ما زالوا في غزة على مرحلتين على أن يستمر التفاوض على وقف إطلاق نار دائم.
وأفاد الدفاع المدني في غزة في بيان له يوم الأحد عن تنفيذ الاحتلال قصفاً مدفعياً وإطلاق نيران من الدبابات نحو مناطق حدودية في بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأسفر عدوان الاحتلال على غزة عن استشهاد 48319 شخصاً على الأقل، أغلبهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، بالإضافة إلى تشريد نحو 2.4 مليون نسمة من سكان القطاع المحاصر بالكامل، والذين يعيشون في ظروف كارثية.
وخلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، تم إطلاق سراح أكثر من 1700 أسير فلسطيني مقابل 25 أسيراً إسرائيلياً على قيد الحياة وثمانية متوفين، فيما تشير التقديرات إلى أن نحو 10 آلاف أسير فلسطيني لا يزالون في سجون الاحتلال، بينما يحتجز 59 إسرائيلياً في غزة.
ومن المتوقع أن تخصص المرحلة الثالثة من وقف إطلاق النار لإعادة إعمار غزة، وهو المشروع الذي تقدر الأمم المتحدة تكلفته بأكثر من 53 مليار دولار.