احتجزت سلطات الاحتلال مرشحاً هندوسياً سابقاً للبرلمان البريطاني لمدة خمس ساعات ثم منعته من دخول الضفة الغربية المحتلة، بعد محاولته الوصول إليها ضمن وفد بين الأديان.
وكان راجيف سينها، 27 عاماً، قد ترشح للبرلمان في الانتخابات العامة في تموز/ يوليو عن الحزب الأخضر في دائرة مدينتي لندن وويستمنستر، وهو الآن يترشح في الانتخابات الفرعية المحلية في ويست إند بلندن.
ويدير سينها حالياً منظمة هندوس من أجل حقوق الإنسان في المملكة المتحدة، وهي فرع من منظمة دولية تصف نفسها بأنها “معادية للطبقات” وكذلك “معادية للهندوتفا”، في إشارة إلى نوع القومية الهندوسية التي تلتزم بها حكومة ناريندرا مودي الهندية.
وانتقدت منظمة هندوس من أجل حقوق الإنسان، التي تأسست عام 2019، الحكومة الهندية بشدة بسبب انتهاكاتها المزعومة لحقوق الإنسان وهجماتها على الأقليات، وفي عام 2023، عارضت وزيرة مجلس الوزراء الهندية سمريتي إيراني المنظمة علنًا.
وكان سينها قد توجه إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة في أواخر أغسطس/آب كجزء من وفد متعدد الأديان مكون من 34 زائراً من اليهود والمسيحيين والمسلمين والهندوس والبوذيين.
وقد نظمت هذه المبادرة، التي أطلق عليها اسم “رحلة بين الأديان من أجل العدالة”، مجموعة فلسطينية مسيحية تدعى “سبيل” ومجموعة يهودية تدعى “حاخامات من أجل وقف إطلاق النار”، وتضمن مسار الرحلة زيارات إلى مواقع مختلفة في القدس ورام الله ورهط والخليل.
كما تشمل خطط الرحلة لقاء ناشطين وشخصيات فلسطينية بارزة، من بينهم المفتي السابق عكرمة صبري، فضلاً عن زيارة التجمعات الفلسطينية المتضررة من عنف المستوطنين.
ويوم الاثنين 26 أغسطس/آب، عبرت المجموعة جسر اللنبي الحدودي الذي يصل الأردن بالأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث سُمح لـ 33 من أصل 34 من أفرادها بالمرور، دون أن يُسمح لسينها.
وقال سينها لموقع ميدل إيست آي: “كان هناك فلسطينيان في الوفد، هبة وتمارا”، وقد تم استجوابهما، في نقاط مختلفة وهما تحملان جوازات سفر أمريكية، ولكن سُمح لهما في النهاية بالمرور.
وأضاف: “لم تكن هبة قد زارت فلسطين من قبل، لذا كانت لحظة سحرية ومرعبة بالنسبة لها، وعند المعبر، كان عدد قليل منا يلتقطون صورًا لبعضنا البعض ولهبة، وقد التقطت بعض الصور، وعندما شاهدوني اقتربت مني حارسة أمن وطلبت مني حذفها”.
وقال لموقع ميدل إيست آي إنه احتُجز لمدة خمس ساعات، ونقل عدة مرات من غرفة إلى أخرى واستجوبه عدة أشخاص مختلفين.
وتابع: “كنت أتأرجح بين التفكير في أنني مواطن بريطاني وأن التهديد بالعنف كان حقيقياً، بدوا غير متزنين، ولم أشعر بالأمان لقد شعرت بالخوف الجسدي”.
وقال سينها، الذي يحمل جواز سفر بريطاني، إن الحراس سألوه عما إذا كان مسلماً، وعن الأسماء الكاملة لوالديه وأجداده، مضيفاً “أعتقد أنهم كانوا يحاولون الكشف عن اسم مسلم بينها”.
وبعد خمس ساعات تقريبا، تم تسليم سينها استمارة وطلب منه التوقيع عليها على الفور، دون أن يُمنح الوقت لقراءتها.
وذكر أن الاستمارة، التي اطلع عليها موقع ميدل إيست آي، تنص على أنه مُنع من دخول إسرائيل “لأسباب تتعلق بالأمن العام أو السلامة العامة أو النظام العام”.
“لا يوجد اتساق، إذا كنت أشكل تهديدا للأمن العام، فإن الأعضاء الثلاثة والثلاثين الآخرين في الوفد الذين يتشاركون معي في وجهات نظري ونواياي سيشكلون أيضا تهديدا للأمن العام، والسبب الوحيد المعقول هو الترهيب وتثبيط العزيمة” راجيف سينها – ناشط بريطاني
ورغم ذلك، يشعر سينها أن تجربته الخاصة “ليست مهمة” عندما توضع في المنظور الذي تجري عليه الأمور، وقال لموقع ميدل إيست آي: “بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية، من الطبيعي أن يتم إيقافهم واستجوابهم وعدم تصديقهم ومنعهم من دخول منازلهم”.
وقال إن التجربة عززت عزمه على “مضاعفة نشاطي ومناصرتي، ديني الهندوسي يوجهني نحو تجسيد الاعتقاد بأننا جميعًا واحد، شعب وكوكب.”