واصلت القوات الإسرائيلية، السبت، قصف مستشفى الشفاء، وهو أكبر مشفى في قطاع غزة، كما قامت بمحاصرته ونشر المزيد من القوات على بعد أمتار فقط من مستشفى القدس، بحسب مسؤولين فلسطينيين.
وذكر مسؤولون في وزارة الصحة الفلسطينية أن سبعة مرضى على الأقل، بينهم طفلان، من الموصولين على أجهزة دعم الحياة فارقوا الحياة منذ بدء حصار المستشفى يوم الجمعة، نتيجة فشل أجهزة التنفس الصناعي وحاضنات الأطفال بسبب نقص الكهرباء.
ويرقد عشرات الجثث، بما في ذلك الذين قتلوا يوم الجمعة، في ساحة المستشفى دون توفر وسيلة لدفنهم، ويقول مسؤولو الصحة إن طائرات إسرائيلية مسيرة استهدفتهم عندما حاولوا حفر قبور للشهداء.
وتوقفت أقسام الجراحة والعناية المركزة والأطفال عن العمل، بحسب ما أعلن الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة.
وقال القدرة في بيان “نحن محاصرون داخل مجمع الشفاء الطبي”. “يمكننا القول أن مجمع الشفاء الطبي توقف عن العمل وخرج عن الخدمة”.
وفي حوالي الساعة السادسة صباحًا بالتوقيت المحلي (الرابعة صباحًا بتوقيت جرينتش)، انقطعت الكهرباء تمامًا عن المستشفى، مما جعل المرضى الموصولين بأجهزة دعم الحياة معرضين لخطر الموت في أي لحظة، وسط انعدام الماء والطعام وانقطاع الإنترنت داخل المستشفى.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن طفلين، ولدا قبل أوانهما وكانا موصولين بالأجهزة داخل الحاضنات، توفيا نتيجة انقطاع الكهرباء. وحذر الأطباء داخل المستشفى من أن 39 طفلاً آخرين سيواجهون نفس المصير في الساعات المقبلة إذا لم تتم استعادة الكهرباء على الفور.
وقال محمد أبو سليمة، مدير مستشفى الشفاء، لقناة الجزيرة إن “الآلاف باتوا محاصرين داخل المجمع، بينهم العديد من المرضى بالإضافة إلى طاقم طبي ومسعفين و أفراد من الدفاع المدني”.
وقال أبو سليمة: “نحن على بعد ساعات من الموت، والعالم يشاهدنا نموت، لكننا لسنا أرقاماً”.
يقدر أن ما لا يقل عن 15 ألف شخص في المستشفى معرضون حالياً لخطر الموت بسبب الظروف الحالية.
وقال متحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني إن الهجمات الإسرائيلية على مستشفى القدس في غزة تكثفت في الآونة الأخيرة، موضحاً أن “الدبابات تبعد الآن أقل من 20 مترًا عن المستشفى، وقد حاصرت القوات الإسرائيلية المستشفى والناس بداخله. الوضع خطير جداً، فالرصاص الحي يستهدف المستشفى من كافة الاتجاهات، وهناك 14 ألف شخص داخل المستشفى، معظمهم من النساء والأطفال”.
وتابع: “شعر الناس بالخوف وبدأوا بمغادرة المستشفى، لكن القصف استمر، وبدأ الوضع يتفاقم. قررنا نحن الأطباء المغادرة مع الناس، وبسبب انعدام وسائل نقل اضطررنا للمشي بالآلاف حتى وصلنا إلى نقطة معينة للعثور على سيارة قبل مواصلة المشي مرة أخرى لأميال عديدة وعندها قام أفراد من الشرطة الإسرائيلية المسلحة، نحو 20 منهم، بتفتيشنا”.
“في طريقنا إلى الجنوب كانت هناك جثث وأطراف لبشر وحيوانات على طول الطريق، ورأينا المباني مدمرة” – بدر، طبيب فلسطيني
وأردف: “كان علينا أن نسير وبطاقة هويتنا مرفوعة في الهواء حتى يتمكن الجيش الإسرائيلي من رؤيتها، ولم يُسمح لنا بالتواصل البصري مع الشرطة أو الدبابات، ولمجرد أن أحد الرجال لم يكن يحمل بطاقة هويته في الهواء، تم إيقافه وتفتيشه هو وكل من حوله، وحتى الآن لا نعرف ما إذا كان قد قُتل أو أطلق سراحه”.
ومنذ بدء الهجوم على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، تسببت الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة في مقتل ما لا يقل عن 11 ألف فلسطيني، بما في ذلك أكثر من 4500 طفل، و3000 امرأة، و200 عامل في مجال الصحة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في وقت مبكر من يوم السبت إن 198 من أفراد الطواقم الطبية في غزة قتلوا، ودُمرت 53 سيارة إسعاف، وأخرجت 21 مستشفى عن الخدمة منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.